أكرم القصاص يكتب: القضية السكانية.. التشريع والحوافز وحوار الدولة والمجتمع

أكرم القصاص
أكرم القصاص
مع إطلاق المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية نحن أمام سياق للتعامل مع قضية النمو السكانى، من جوانب متعددة، وبآليات تشارك فيها الحكومة والوزارات المختلفة، وتطرحها الدولة اليوم بشكل جذرى من خلال برنامج يتضمن تشريعات للتنظيم ومعها حوافز. 
 
كل الأطراف الفاعلة تدرك أن هناك تحديا واضحا، ينعكس فى غياب الشعور بالخطوات الجارية، ويفترض أن يشعر المواطن بنتائجها، وهو ما طرحه الرئيس عبدالفتاح السيسى، أثناء إطلاق المشروع وقبله، وطرح الرئيس هذه الموضوعات بصراحة يفتح الباب لمناقشات تتفاعل مع هذا الطرح، واعتبر الرئيس أن المشروع خطوة من خطوات، هناك اتجاه للتعامل معها على المدى القصير والمتوسط، بحيث نتعرف على النتائج كل ثلاثة شهور، واعتبر أن الاستقرار الحقيقى يظهر فى رضا المجتمع، ولكى يشعر المجتمع بنتائج التنمية، فى الخدمات والتعليم والعلاج، هناك ضرورة لتنظيم الزيادة السكانية، وهذه الخطوات لا يمكن أن تقوم بها الدولة وحدها، لكنها أمر مشترك بين الدولة والمجتمع، من خلال التوعية والتشريعات التى يمكنها التعامل مع الزيادة السكانية، مثلما تم فى دول واجهت القضية. 
 
فرضت الصين، مثلا، طفلا واحدا فقط على مدى عقود، ونجحت فى ضبط الزيادة السكانية مع نسبة النمو، ثم مع الوقت سمحت بزيادة الأبناء لاثنين أو أكثر، ولو لم تفعل هذا ما كان يمكن للصين أن تحقق الوضع الاقتصادى الحالى، وهناك دولة مثل سنغافورة ودول آسيوية أطلقت برامج مختلفة، لكن الوضع فى مصر يتطلب برامج تتعامل مع الواقع الاجتماعى، وهو ما أشار إليه الرئيس مرات، ويظهر فى المشروع الجديد، ليربط الحافز بالتنظيم، مع توعية وإشراك الحكومة مع المجتمع المدنى.
 
والواقع أن هناك جدلا قائما منذ فترة، هل التعليم متراجع بسبب الزيادة السكانية أم العكس؟، وهذه المعادلة بالفعل تحمل جزءا من التفسير، لأن الفئات الأقل تعليما أكثر إنجابا، وبالتالى يعجزون عن تربية وتعليم الأبناء، فيضاعفون من الأعباء على أنفسهم وأبنائهم والمجتمع، بينما الفئات التى تحرص على تعليم ورعاية الأبناء تنجب عددا أقل لتستطيع الإنفاق عليهم، وكما قال الدكتور ماجد عثمان، رئيس المركز المصرى لبحوث الرأى العام: «لو كان الوضع أفضل من الناحية السكانية، سيكون إصلاح التعليم أسهل بكثير».
 
وخلال السنوات العشر من 2012 حتى 2022، زاد عدد السكان 24 مليون نسمة، ووصل معدل الزيادة حاليا إلى 1.5 مليون، وهذه القضية أصبحت مطروحة للنقاش فى كلام وبوستات وآراء على مواقع التواصل، وخلال الساعات الماضية كان هناك جدال مع ما تم طرحه فى المشروع القومى لتنمية الأسرة، بعض المهتمين دخلوا فى نقاش عن أفضل الطرق وتجارب الدول المختلفة، والبعض الآخر تجاهل أزمة الزيادة السكانية، وانخرطوا فى رد فعل حول كلمة أو تصريح أو رقم، وهى عادة بعض «العمقاء» الذين يعرفون الأزمة ويعلمون أن الزيادة السكانية وإن كانت تحديا فى الماضى فإنها اليوم وصلت إلى حالة لا يمكن أن تستمر، خاصة أنه خلال 10-15 سنة فى حال استمرار الزيادة السكانية سوف تزداد الأحوال تشابكا، بينما فى حال نجحت الدولة والمجتمع فى خفض الزيادة السكانية لتتناسب مع التنمية ونسبة النمو، فإن نتائج هذا سوف تظهر فى الدخل والتوظيف والخدمات.
 
ويمكن من خلال المزج بين برامج التوعية والتشريعات والحوافز، ومشاركة المجتمع عموما، والمجتمع الأهلى بشكل خاص مع الحكومة والإعلام، التوصل إلى برامج عمل تعالج القضية بناء على تكوين المجتمع والتركيبة الثقافية والاقتصادية.
 
p
 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ضبط شقيقين متهمين في واقعة "سوق دشنا".. وأمن قنا يواصل البحث عن "صدام"

طرح برومو أغنية "باب الجدعنة" لـ مروة نصر وأحمد شيبة وعنبة

اعترافات الراقصة "دوسة": استخدمت الإيحاءات عشان أكسب فلوس من المشاهدات

شاهد البرازيلي خوان ألفينا بصحبة زوجته بعد تألقه مع الزمالك أمام المقاولون

مصادر مصرية للقاهرة الإخبارية: المقترح يتضمن إطلاق 10 محتجزين و18 جثمانا


أخبار مصر.. ارتفاع مؤقت بدرجات الحرارة غدا والعظمى بالقاهرة 37 درجة

"بالسلامه الله يسهله".. تعرف على كلمات أغنية دياب الجديدة

نقل مباراة الأهلي وبيراميدز إلى السلام بعد غلق استاد القاهرة الدولي

عبد الفتاح البرهان يعيد تشكيل هيئة رئاسة الأركان

نص القرار الجمهورى بالتجديد لـ"حسن عبد الله" محافظًا للبنك المركزى


تعديل موعد انطلاق بطولة أفريقيا لأندية كرة اليد بالمغرب

مادونا تحتفل بعيد ميلادها الـ67 بحضور سباق الخيل الأكثر جنونا بالعالم.. صور

الاتحاد السكندري يخصص رحلات لنقل جماهيره للقاهرة لحضور لقاء الإسماعيلي

تأجيل محاكمة المتهمين فى واقعة مطاردة فتيات طريق الواحات لجلسة 1 سبتمبر

كيف نعى سليم ابن تيمور تيمور والده برسالة مؤثرة؟

ليبي يطلق أسداً على عامل مصري والسلطات الأمنية تحقق.. فيديو

تعرف على الترتيب العام لبطولة العالم لكرة اليد تحت 19 عاما

نيويورك تايمز: احتجاجات تل أبيب كشفت فجوة هائلة بين الإسرائيليين وحكومة نتنياهو

نبيل الكوكي يمنح قبلة الحياة لناشئي المصري

الأهلي يترقب رد الجبلاية اليوم على شكوى معروف ومصير عقوبة محمد هاني

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى