شوقى وطه حسين والحكيم وهيكل.. أدباء ومثقفون تأثروا بالثقافة الفرنسية

طه حسين وأحمد شوقى
طه حسين وأحمد شوقى
كتب محمد عبد الرحمن
فى مثل هذا اليوم 20 مارس من كل عام يحتفل باليوم العالمى لـ اللغة الفرنسية، من أجل الاحتفال بتعدد اللغات والتنوع الثقافي، وكذلك لتعزيز الاستخدام المتساوي لجميع لغات العمل الرسمية الست في جميع أنحاء المنظمة.
 
تم اختيار هذا التاريخ للغة الفرنسية، لأنه يتزامن مع الذكرى الأربعين للمنظمة الدولية للفرانكفونية، ويتم الاحتفال به بإقامة العديد من النشاطات التي تهدف إلى الترويج للغة الفرنسية، فيتم تنظيم نشاطات بالتعاون مع ممثلي الدول الأعضاء في المنظمة الدولية للفرانكفونية.
 
وترتبط الثقافتان المصرية والفرنسية بشكل وثيق عبر التاريخ، وظهر ذلك بشكل كبير فى تأثر كثير من المثقفين المصريين والفرنسيين بالحضارة الإنسانية والإبداع الثقافى والفنى الموجود فى البلدين، ومن الجانب المصرى تأثر عدد كبير من الشخصيات المصرية بالثقافة والأدب والتاريخ الفرنسى، وهو ما ظهر جاليا من خلال كتابتهم، التى كتبوها بعد عودتهم من العاصمة الفرنسية باريس، ومن أبرز هولاء الشخصيات:
 

أحمد شوقى

 
أحد أهم شعراء العصر الحديث، سافر إلى فرنسا على نفقة الخديوى توفيق، وقد حسمت تلك الرحلة الدراسية الأولى منطلقات شوقى الفكرية والإبداعية، وخلالها اشترك مع زملاء البعثة فى تكوين (جمعية التقدم المصرى)، التى كانت أحد أشكال العمل الوطنى ضد الاحتلال الإنجليزى. وربطته حينئذ صداقة حميمة بالزعيم مصطفى كامل، وتفتّح على مشروعات النهضة المصرية.
 
وهناك تأثر شوقى بالثقافة الفرنسية خاصة الشاعر الفرنسى موليير، كما كان متقنًا للفرنسية التى مكنته من الإطلاع على آدابها والنهل من فنونها والتأثر بشعرائها، وهذا ما ظهر فى بعض نتاجه وما استحدثه فى العربية من كتابة المسرحية الشعرية لأول مرة.
 

محمد حسين هيكل

 
أبو الرواية العربية، صاحب أول رواية فى الأدب العربى والمصرى، وهى رواية "زينب"، حيث ألفها بعد عودته إلى مصر قادما من فرنسا فى سنة 1914  بعنوان "زينب - مناظر وأخلاق ريفية"، وهى تعد البداية الرسمية للإبداع الروائى العربى كأول رواية تكتب باللغة العربية، وهو ما يوضح تأثره بالثقافة والأدب الفرنسى، خاصة أن فن الرواية كان أحد فنون الكتابة المستقرة فى الغرب.
 
واغتنم "هيكل" فرصة وجوده فى فرنسا للحصول على درجة الدكتوراه للاستماع لمحاضرات عديدة فى الأدب الفرنسى، وأقبل على قراءة الأدب الفرنسى بعد أن أتقن الفرنسية إلى جانب اهتمامه بزيارة المعارض، والمتاحف، والآثار.
 

طه حسين

 
سافر عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين عام 1914 إلى مونبلييه الفرنسية، بعدما أوفدته الجامعة المصرية لاستكمال دراسته هناك، ويبدو أن تأثر "حسين" بالثقافة والحضارة وطرق التعليم الفرنسية كان سريعا، وآثار عددا من الانتقادات للتعليم الجامعى فى مصر، خاصة جامعة الأزهر، وهو ما كاد يكلفه حرمانه من تكاليف نفقاته الدراسيه هناك، لولا تدخل السلطان حسين كامل.
 
وكان زواج طه حسين من سيدة فرنسية الجنسية هى سوزان بريسو، عظيم الأثر، فقد ساعدته على الاطلاع أكثر بالفرنسية واللاتينية، وتمكن من الثقافة الغربية إلى حد بعيد.
 
وما أن عاد عميد الأدب العربى إلى القاهرة حتى بدأ نشاطه الفكرى، فدعا إلى  نهضة أدبية، وقام بتقديم العديد من الآراء التى تميزت بالجرأة الشديدة والصراحة وأخذ على المحيطين به من المفكرين والأدباء طرقهم التقليدية فى تدريس الأدب العربى، وضعف مستوى التدريس فى المدارس الحكومية، ومدرسة القضاء وغيرها، كما دعا إلى أهمية توضيح النصوص العربية الأدبية للطلاب.
 

توفيق الحكيم

 
رائد المسرح المصرى، سافر إلى باريس بعدما أرسله والده لدراسة القانون هناك، لكنه كنا شغوفا بالمسرح، فاتجه إلى الأدب المسرحى والقصص، بعدما تردد على  المسارح الفرنسية ودار الأوبرا، ما جعله يكتسب الكثير من الثقافة والأدب هناك، وهو ما يظهر من خلال نشره أول أعماله الأدبية من باريس عام 1936، وهى مسرحية شهرزاد.
 
المدهش الأكثر هى ترجمة عدد كبير من أعمال الحكيم الرواية والمسرحية إلى تم نشرها وترجمتها اللغة الفرنسية، مثل مسرحيات "بجماليون، الملك أوديب، سليمان الحكيم".
 
كما يعتبر البعض رواية "عصفور من الشرق" هى ملخص لسيرة "الحكيم" فى فرنسا، حيث تعد الرواية انعاكساً حقيقاً لحال المجتمع الفرنسى فى ذلك الوقت، ويحاول الكاتب فى الرواية أن يبحث عن الحلم المفقود والمدينة الفاضلة، ويتكلم عن حيرة بطل الرواية الشرقى فى باريس، وقصة حبه الحالم، والصراع بين الغرب والشرق، الواقع والخيال، العقل والقلب، الحداثة والأصالة، العلم والإيمان، الماديات والروحانيات.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الدعوات الرسمية للملوك والرؤساء لحضور افتتاح المتحف المصرى الكبير خلال 24 ساعة

أغلى من الصفقات.. أمير قطر يهدى ترامب قلما فاخرا من طراز مونت بلانك (صورة)

إحالة أوراق متهم ادعى النبوة وقتل مدرسا إلى المفتى

وزارة الرياضة: وصول الرياضيين من ليببا خلال ساعات إلى مطار القاهرة

موعد مباراة منتخب الشباب والمغرب في نصف نهائي أمم أفريقيا تحت 20 سنة


ليفربول ينافس مانشستر سيتي على ضم فلوريان فيرتز

حسام البدرى يشكر الرئيس السيسي بعد تدخله لعودته من ليبيا

"لا أعداء دائمين".. ترامب يقدم غصن زيتون إلى إيران ويكتب نهاية 46 عاما من عقوبات سوريا فى أول أيام زيارته للخليج.. واشنطن بوست: إشارة تحول بسياسة واشنطن الخارجية فى الشرق الأوسط.. وغضب نتنياهو يزداد بعد تجاهله

جدل هدية قطر لترامب مستمر.. الطائرة قيمتها 100 ضعف هدايا رئاسة أمريكا منذ 2001

وزارة الصحة: انتهاء تنفيذ 20 مستشفى بـ11 محافظة بنهاية العام المالى الجارى


هيئة الأرصاد تكشف حقيقة تعرض مصر لـ العاصفة شيماء

وزير التعليم يعلن إعادة إطلاق اختبار "SAT" رسميًا فى مصر بداية من يونيو 2025

وزارة التعليم: إضافة 20% من درجات العربى والتاريخ بالثانوية الدولية للمجموع

اليونان تصدر تحذيرا من احتمال حدوث تسونامى عقب الزلزال

مجلس الوزراء: رسوم عبور السفن المارة بـ "قناة السويس" تُحصل بالعملات الأجنبية

استعدادًا لموسم الحج.. رفع كسوة الكعبة "صور"

الإدارية العليا تلغى حكم أول درجة بشأن تابلت طلاب الثانوية: عهده ويجب إعادته

مواعيد مباريات اليوم.. الريال ضد مايوركا وميلان أمام بولونيا بنهائي كأس إيطاليا

موعد مباراة الزمالك القادمة أمام بتروجت فى الدورى والقناة الناقلة

اشتباكات مسلحة وفوضى أمنية فى ليبيا.. فرار أخطر السجناء من سجون طرابلس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى