152عامًا على طرح فكرة إنشاء دار الكتب والوثائق .. من صاحب الطرح وكيف نفذت؟

دار الكتب والوثائق القومية
دار الكتب والوثائق القومية
أحمد منصور

فى مثل هذا اليوم 23 مارس من عام 1870، خطرت على أذهان الخديوى إسماعيل (1863- 1879) رغبة فى إنشاء "كتب خانة عمومية"، لجمع شتات الكتب من المساجد وخزائن الأوقاف وغيرها؛ لحفظها وصيانتها من التلف، واقترح على مبارك على الخديوى إسماعيل إنشاء دار كتب على نمط المكتبة الوطنية فى باريس، حيث أعجب بها حينما أُرسل ضمن البعثة التى أُوفدت لدراسة العلوم العسكرية سنة 1844.

حسب ما يقول الموقع الرسمى لدار الكتب: إنه بناء على ما عرضه على باشا مبارك أصدر الخديوى إسماعيل الأمر العالى رقم 66 بتأسيس الكتبخانة فى 20 ذى الحجة 1286هـ (23 مارس 1870م)، فى سراى مصطفى فاضل باشا (شقيق الخديوى إسماعيل) بدرب الجماميز لتكون مقراً للكتب خانة، وجُعل لها ناظر وخدمة، وصار لها مفهرس من علماء الأزهر مسئول عن الكتب العربية، وآخر مسئول عن الكتب التركية، ونُظمت لها لائحة وضعت أسس الانتفاع بها. وكانت النواة الأولى لمقتنيات الكتب خانة الخديوية نحو ثلاثين ألف مجلد، شملت كتب ومخطوطات نفيسة، جُمعت من المساجد والأضرحة والتكايا ومكتبتى نظارتى الأشغال والمدارس. ​

بدأت الكتب خانة فى أول عهدها فى سنة 1870 تحت إشراف "ديوان المدارس"، الذى تغير اسمه فى سنة 1875 إلى "نظارة المعارف العمومية"، ثم "وزارة المعارف" فى سنة 1915، ثم "وزارة التربية والتعليم" سنة 1955، وفى سنة 1958 انتقلت تبعية دار الكتب المصرية من وزارة التربية والتعليم إلى وزارة الثقافة والإرشاد القومي، ولا تزال تتبع وزارة الثقافة حتى الآن.

اتخذت دار الكتب عدة مسميات رسمية: فكان اسمها عند نشأتها سنة 1870 "الكتب خانة الخديوية"، ثم "دار الكتب الخديوية" (1892- 1914)، ثم "دار الكتب السلطانية" (1914– 1922)، ثم "دار الكتب الملكية" ( 1922- 1927)، ثم دار الكتب المصرية (1927- 1966)، ثم "دار الكتب والوثائق القومية" (1966- 1971)، ثم "الهيئة المصرية العامة للكتاب" (1971- 1993)، وأخيراً أطلق عليها "الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية" منذ (1993وحتى الآن).

وفى سنة 1880 ضاقت الكتبخانة بمقتنياتها، ثم نقلت سنة 1889م إلى الطابق الأول (السلاملك)، من السراى نفسها. ومع تزايد رصيد الكتب خانة أصدر الخديو عباس حلمى الثانى فى سنة 1896 أمراً بنزع ملكية الأرض وتخصيصها لبناء الكتبخانة الخديوية عليها، ولكن هذا المشروع لم يتحقق. وفى سنة 1899 وضع الخديو عباس حلمى الثانى حجر الأساس لمبنى يجمع بين الكتبخانة الخديوية ودار الآثار العربية (متحف الفن الإسلامى حالياً) فى ميدان باب الخلق (ميدان أحمد ماهر فيما بعد). وخصص الطابق الأرضى من المبنى لدار الآثار العربية، وطابقه الأول بمدخل مستقل لدار الكتب الخديوية. وفى 5 مارس 1904 افتتحت الكتبخانة أبوابها للجمهور.

كان للتطور الكبير الذى مرت به مصر فى بداية القرن العشرين أثره فى نمو حركة التأليف والترجمة فى مختلف نواحى المعرفة الإنسانية، حتى إذا كانت سنة 1930 ضاقت مخازن دار الكتب بمختلف أنواع المقتنيات، وبموظفيها وروادها من المطالعين، لذلك أخذت الدار منذ ذلك التاريخ تطالب بإنشاء مبنى جديد يساير التطور العالمى فى نظم المكتبات الحديثة فى ذلك الوقت، ففى سنة 1935 وقع الاختيار مبدئياً على أرض الحكومة بجهة درب الجماميز، واختير موقعا "بأول شارع تحت الربع"؛ لقربه من مكان الدار فى ذلك الوقت الذى اشتهرت به. ورأى المجلس سنة 1938 أن خير موضع تُبنى فيه دار الكتب هو أرض سراى الإسماعيلية، وقرر فى مارس من السنة نفسها الشروع فى عمل مسابقة عالمية، لوضع التصميمات اللازمة للمبنى الجديد، وفى يونيو 1938 وافق المجلس الأعلى للدار على الرسم التخطيطى للمبنى الجديد، كما ورد للدار صورة من خطاب مصلحة المبانى الأميرية لوزارة الأشغال بطلب اعتماد مبلغ مائة وخمسون ألف جنيه؛ لإمكان الشروع فى تنفيذ المبنى الجديد. وفى يوليو 1938 كتب وزير المعارف – محمد حسين هيكل باشا- إلى وزارة المالية يطلب تخصيص جزء من الاعتماد المدْرَج فى عام 1938 فى ميزانية مصلحة المبانى للبدء فى المبنى الجديد لدار الكتب. ووُضعت الخطة بحيث يبدأ البناء سنة 1939، إلا أن نشوب الحرب العالمية الثانية قد عوق بدء البناء.

وفى سنة 1959، طالب ثروت عكاشة، وزيرالثقافة ورئيس المجلس الأعلى لدار الكتب، فى ذلك الوقت بتمويل مشروع المبنى الجديد للدار، من ريع أوقاف الدار.

وفى 23 يوليو 1961، وضع حجر الأساس للمبنى الجديد على كورنيش النيل برملة بولاق، وبُدىء فى نقل رصيد الدار والموظفين إلى المبنى الجديد تدريجيا ابتداء من سنة 1971 وحتى 1978 وذلك بالرغم من عدم استكمال المبنى؛ لانتقال دار الوثائق التاريخية، والمكتبة المركزية من قصر عابدين إلى مبنى باب الخلق.

وبالرغم من أن هذا المبنى خصص فى الأساس لدار الكتب المصرية ومراكزها العلمية ومطبعتها الملحقة بها، إلا أنه عند افتتاحه عمليا لم يخصص لدار الكتب وشاركته الهيئة المصرية العامة للكتاب التى أنشئت فى سنة 1971  لتضم دار الكتب المصرية ودار الوثائق القومية ودار التأليف والنشر، وتم افتتاحه فى الثامن من شهر أكتوبر 1979، ومنذ ذلك الوقت أصبح هذا المبنى الجديد يعرف باسم " الهيئة المصرية العامة للكتاب"، إلى أن صدر القرار الجمهورى رقم (176) لسنة 1993م بإنشاء "الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، والتى أصبحت تشغل حالياً المبانى والمنشآت الآتية: "المبنى التاريخى لدار الكتب بباب الخلق، مبنى الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية بكورنيش النيل، مبنى مخازن الهيئة بساحل روض الفرج (المبيضة)، مبانى المكتبات الفرعية موزعة بأرجاء القاهرة الكبرى".

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تعويض مليون جنيه لمطلق بسبب تهديد زوجته السابقة له.. اعرف التفاصيل

نتنياهو يرشح ترامب لجائزة نوبل للسلام

معلومات عن محاكمة المتهمين بقضية خلية المطرية.. بعد نظر أولى الجلسات

استكمال عمليات تبريد حريق سنترال رمسيس.. صور

مواعيد القطارات على خط القاهرة أسوان والإسكندرية أسوان والعكس اليوم الثلاثاء


ياسين مرعى صفقة الأهلى الثامنة فى الميركاتو الصيفى

المصرية للاتصالات: فصل التيار خلال الحريق سبب تأثر الخدمة.. وتعويض المتضررين

الصحة تنشر أرقاما للرعاية الحرجة والعاجلة بديلا عن 137 بعد حريق السنترال

بعد عام على استشهاده فى غزة.. العثور على رفات اللاعب رامز الكفارنة

الأردن والنمسا يبحثان سبل تعزيز التعاون والتنسيق الأمني المشترك بينهما


وزير الاتصالات يتابع حريق سنترال رمسيس.. واستعادة الخدمة خلال ساعات

شركات المحمول: تأثير حريق سنترال رمسيس قيد التقييم.. وفرق الدعم تتابع

جهاز تنظيم الاتصالات: جار السيطرة على حريق سنترال رمسيس وتقييم موقف الخدمات

الزمالك يحصل على 15% من قيمة صفقة انتقال ياسين مرعى من فاركو للأهلى

38 مترشحًا بانتخابات مجلس الشيوخ في اليوم الثالث من فتح باب تلقي الأوراق

تداعيات أزمة لوحات الفنانة الدنماركية ليزا لاتشنيلسين.. الإعلامية مها الصغير تعتذر وتؤكد: مروري بأصعب ظروف فى حياتي ليس مبررا وزعلانة من نفسي.. والمجلس الأعلى للإعلام يستدعى الممثل القانوني لقناة "ON E"

بعد إقالته بساعات.. انتحار وزير النقل الروسي داخل سيارته بضواحى موسكو

فيضانات مفاجئة وانهيارات أرضية بسبب سوء الأحوال الجوية بإيطاليا

4 سنوات دراسية للثانوية ومواد إضافية.. قواعد تطبيق البكالوريا

توم كروز يخطط لإنهاء الخلاف مع نيكول كيدمان وإعادة لم شمل العائلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى