سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 23 مارس 1925.. سعد زغلول يفوز برئاسة «النواب».. والملك فؤاد يحل «المجلس» بعد تسع ساعات فقط من بدء انعقاده

سعد زغلول
سعد زغلول
افتتح مجلس النواب دورته فى 23 مارس، مثل هذا اليوم، 1925، وكانت حفلة الافتتاح فخمة، طبقا للبرنامج الذى وضع لها، حسبما يذكر أحمد شفيق باشا فى «حوليات مصر السياسية - الحولية الثانية 1925»، مضيفا: «اصطفت فرق الجيش من سراى عابدين إلى شارع كوبرى قصر النيل فشارع المبتديان، ووقفت الموسيقى أمام سور القصر تعزف بأنغامها، وفى الموعد المحدد خرج الموكب الملكى من القصر، وسار بين الجنود كالمعتاد، ولوحظ أن الهتاف كان لجلالة الملك فؤاد، ولسعد زغلول باشا، مع أن أحمد زيور باشا هو الذى كان يصحب الملك فى عربته».
 
كان المجلس يبدأ دورته بعد الانتخابات التى جرت يوم 13 مارس 1925، ويذكر عبدالرحمن الرافعى فى الجزء الأول من كتابه «فى أعقاب الثورة المصرية - ثورة 1919»: «جرت الانتخابات، وعلى الرغم من الضغط الحكومى والتدخل الإدارى لإنجاح مرشحى الحكومة، كانت النتيجة فوز الوفد بالأغلبية، وإن كانت أقل من الأغلبية التى نالها فى انتخابات سنة 1924، إذ نال 116 مقعدا، فى حين نالت الأحزاب غير الوفدية والمستقلون 87 مقعدا، وعلى الرغم من هذه النتيجة أصدرت الوزارة بيانا كاذبا يوم 13 مارس أعلنت فيه أن الأحزاب غير الوفدية نالت الأغلبية فى الانتخابات، وعلى ذلك قررت استمرارها فى الحكم، مع تعديل فى تشكيلها بما يلائم نتيجة الانتخابات، ورفع أحمد زيور باشا استقالته فى 13 مارس، فعهد إليه تأليف الوزارة الجديدة، وتألفت فى اليوم نفسه.
 
تشكلت الحكومة، ووفقا للرافعى:  «كانت خليطا من الأحرار الدستوريين والاتحاديين «حزب الملك» وبعض المستقلين»، وتلقت صدمتها الكبرى، كما تلقاها الملك فؤاد أيضا فى نتيجة انتخابات رئاسة مجلس النواب»، يذكر «شفيق باشا»، أنه بعد أن أجريت المراسيم المعتادة فى افتتاح دورة المجلس، اجتمع النواب فى الساعة الحادية عشرة قبل الظهر، وتولى الرئاسة أكبر الأعضاء سنا، وهو حضرة صاحب المعالى أحمد مظلوم باشا، وبدأت عملية انتخاب الرئيس والوكيلين وباقى المكتب البرلمانى، وأسفرت عن فوز سعد زغلول برئاسة المجلس بحصوله على 123 صوتا، ونال عبدالخالق ثروت باشا 85 صوتا، ولم يعط ثلاثة نواب أصواتهم، وتولى سعد رئاسة الجلسة وألقى كلمة قصيرة، قال فيها: «أرجو أن تشعروا بأنى سوف لا أكون فى هذا الكرسى ممثلا لحزب من الأحزاب، وإنما سأكون ممثلا للدستور ولقوانين المجلس الداخلية».
 
 فى الساعة الخامسة مساء، بدأت عملية انتخاب الوكيلين، وأسفرت عن انتخاب على الشمسى بك وحصل على 129 صوتا، وويصا واصف وحصل على 119 صوتا، وبينما كان المجلس منهمكا فى انتخاب المراقبين، دخل أحمد زيور باشا رئيس مجلس الوزراء، وتلا على الأعضاء المرسوم الملكى بحل المجلس وإجراء انتخابات جديدة فى 23 مايو سنة 1925.
 
كانت تلاوة مرسوم الحل فى الساعة الثامنة مساء، بما يعنى أن هذا المجلس لم يدم أكثر من تسع ساعات، لأنه بدأ فى الحادية عشرة صباح 23 مارس، وانتهى فى الثامنة مساء نفس اليوم، وفقا لعبدالرحمن الرافعى، فلماذا حدث ذلك؟
 
يذكر شفيق باشا، أن الوزراء كانوا ينتظرون أن يسفر انتخاب رئيس مجلس النواب عن تربع عبدالخالق ثروت باشا فى هذا الكرسى، حتى يكون المجلس والحكومة سائرين فى تيار واحد، لكن إرادة الأعضاء خيبت رجاء الوزارة، فانتخبوا سعد باشا، وعلى أثر هذا اجتمعوا برئيسهم زيور باشا، وتداولوا طويلا، ثم رفع زيور خطاب استقالة حكومته إلى جلالة الملك، وذلك بعد عشرة أيام فقط من تشكيلها، غير أن الملك رفض الاستقالة وجدد ثقته بالوزارة فرفعت لجلالته كتابا بحل المجلس، قالت فيه:  «لا يمكننا العمل مع مجلس النواب الجديد الذى أظهر لأول وهلة ما يدل على إصراره على تلك السياسة التى جرت على البلاد نكبات ومصائب».
 
يؤكد الرافعى:  «قوبل حل المجلس الجديد بالدهشة والألم، لأنه كان مفهوما أن يبقى، وأن تستقيل الوزارة، وكان هناك طرائق كثيرة لمعالجة هذه الأزمة، بأن تؤلف وزارة جديدة من حزب الأغلبية أو موالية لها، وتنال ثقة المجلس وتسير الأمور طبقا لأحكام الدستور، ولكن العناد الذى يشبه عناد الأطفال جعل الوزارة باتفاقها مع السراى والإنجليز تستصدر المرسوم بحل مجلس النواب، منتهكة بذلك حرمة الدستور وإرادة الأمة، وكان الباعث على هذا الذى وقع هو تعلق بضعة نفر من الوصوليين بكراسى الوزارة، ورغبتهم الجامحة فى ألا تفلت هذه الكراسى من أيديهم».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أخبار مصر.. وزارة الأوقاف تفتتح 15 مسجدًا ضمن خطتها لإعمار بيوت الله

برتقالى وعيونه بيضاء.. كوستاريكا تكتشف نوعا نادرا من سمك القرش.. فيديو وصور

مهرجان الإسكندرية يحتفل بمئوية سعد الدين وهبة ويكرّم نخبة من أدباء وشعراء الثغر

تنسيق الشهادات المعادلة.. 95% حدا أدنى لإبداء رغبة الالتحاق بكليات الطب

الكيس تحول لخراج.. قلق جمهور أنغام على حالتها الصحية بعد التطورات الأخيرة


أجواء شديدة الحرارة.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس وتحذر من الرطوبة

قطع المياه 6 ساعات بين الهرم وفيصل من المساحة وحتى ابن بطوطة مساء اليوم

مواعيد مباريات اليوم.. قمة البايرن أمام لايبزيج وسان جيرمان مع أنجيه

هل يستحق المستأجر تعويض حال انتهاء المدة الانتقالية بقانون الإيجار القديم؟

زيلينسكى يطالب بضغط أوروبى على روسيا: بوتين لا يفهم سوى لغة القوة


ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي.. محمد صلاح يتحدى هالاند

غدًا.. انتهاء امتحانات الثانوية العامة للدور الثانى لطلبة النظام الجديد

وزارة الصحة: توقيع 3 اتفاقيات بـ36 مليون يورو لدعم تصنيع اللقاحات.. تخصيص 3.6 مليار جنيه لدعم مبادرات علاج الأورام.. وتراجع معدلات الإصابة بالإيدز لأقل معدلاتها.. ومكافحة مرض السكرى بحملات الرصد والتشخيص المبكر

سيدات الطائرة أمام صاحب الأرض ببطولة العالم بتايلاند

تنفيذ الإعدام بحق المتهم بقتل وكيل وزارة الزراعة الأسبق وزوجته بالإسماعيلية

موعد مباريات الجولة الرابعة من الدوري الممتاز

أين يلتقى بوتين وزيلينسكى؟.. خيارات أوروبية وعربية مطروحة رغم المأزق القانونى.. وزير خارجية ألمانيا يستبعد برلين وسويسرا مرشحة رغم التعقيدات.. أمريكا تلمح بالمجر وبولندا ترد: فكرة مشئومة.. والخليج على الخريطة

أحمد سامي يدرس استمرار صبحي سليمان على حساب جنش في حراسة عرين الاتحاد

كل عام وأنتم بخير.. معهد الفلك يكشف موعد المولد النبوى الشريف 2025

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 22 - 8 - 2025 والقنوات الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى