مأساة الحلاج.. 1100 عام على رحيل شيخ المتصوفة الحسين بن منصور

الحلاج
الحلاج
كتب محمد عبد الرحمن
تمر اليوم الذكرى الـ 1100 رحيل شيخ الصوفية الأكبر الحسين بن منصور الحلاج، الذي عاش في ظل الدولة العباسية، ومات بعد أن رموه بتهمة الكفر والزندقة حيث تم صلبه وقتله والتمثيل بجثته، ويعتبر الحلاج من أشهر وأغرب متصوفة العالم الإسلامي، وذلك لما حفلت به حياته من قصص غريبة وعجيبة.
 
وُلد الحلاج في منتصف القرن الثالث الهجري ونشأ بالعراق، وقتل في سنة ثلاثمائة وتسعة هجرية، وفي سنٍ مبكرة جدًا، و هو بعد غلامٌ في السادسة عشرة من عمره، اتصل بالصوفية، ولبس حرفتهم، وتتلمذ على يد أعلامهم كالجنيد، وسهل التستري وغيرهم. ثم أصبح له هو نفسه مع مرور الأيام مريدون كثيرون، كان يعبر عنهم في قصائد بقوله : "أصحابي وخلاني".
 
لم يلبث الخلاف أن بدأ ينشب بين الحلاج وبين أعلام الصوفية في عصره، فقد كانوا هم يبيتون أمرهم على كتم مشاعرهم ووجدهم وأفكارهم وأسرارهم، وكانوا يؤثرون العزلة على الناس، تاركين أمر تدبير الخلق لله. أما هو فقد تملكته نشوة التعبير، فجهر بأفكاره وإحساساته في الأسواق ولعامة الناس.
 
قاد الحلاج منهجًا جديدًا في التصوف يرى أن التصوف جهاد في سبيل إحقاق الحق، وليس مسلكًا فرديًا بين المتصوف والخالق فقط، وطور الحلاج النظرة العامة إلى التصوف، فجعله جهادًا ضد الظلم والطغيان في النفس والمجتمع ونظرًا لما لتلك الدعوة من تأثير على السلطة السياسية الحاكمة في حينه.
 
نشأ الحلاج في العراق، ثم تنقل بين عدة مدن وولايات، منها الهند، وقضى فترات في مكة، معتزلاً في الحرم المكي، حيث عرف الناس عنه أنه إذا جلس لا يغير جلسته أو موقعه فى الليل أو فى النهار، فى الحر والبرد، كما عرف بقلة طعامه، وزهده في كل شيء، وكان له مريدون يتبعونه، يحفظون عنه.
 
اصطدم بأحد المشايخ المتمسكين بالنقل والنص، هو الجنيد البغدادى، الذى لم يكن راضيًا عن فكر الحلاج، وفلسفته، فكان أن قال له ذات جدال: "أي خشبةٍ ستفسدها"، كناية عن خشب الصليب، لكن الجنيد مات قبل أن يشهد نبوءته قد تحققت بصلب الحلَّاج.
 
عرض الحلاج للمحاكمة، بتهمة الزندقة والكفر، حيث جادله الفقهاء والقضاة في آرائه، حتى وصل أمره، إلى يد الخليفة المقتدر بالله عن طريق وزيره حامد بن العباس، فوافق الخليفة على إهدار دمه، وصادق على حكم إعدامه، فتم إعدامه بطريقةٍ دموية، حيث أراد وزير الخليفة، أن يجعل منه عبرةً، لكل الصوفيين.
 
وفي السادس والعشرين من مارس عام922 أُخرج الحلاج من محبسه وجلد جلدًا شديدًا، ثم صُلب حيًا حتى فاضت روحه إلى بارئها. وفي اليوم التالي قطع رأسه وأحرق جثمانه، ونثر رماده في نهر دجلة، وقيل أن بعض تلاميذه احتفظوا برأسه.
 
ومن المعروف أن القاضي أبو عمر المالكي هو من حكم بقتل الحلاج، بعد أن رأى كفره ومروقه وتماديه في الضلال – على حد زعمه- وقد أمر الخليفة بإنفاذ الحكم.
 
وعلى الرغم من أن الحلاج لم يعد نفسه من الشعراء، إلا أن ديوانه من أبدع دواوين الشعر العربي، ويضم الديوان نصوصًا جمعها تلاميذه، وهي أشعارٌ ومناجاياتٌ وأخبارٌ من كتاب الطواسين، وثمة نصوصٌ أخرى حررها تلاميذه تزودنا ببعض أشعار ونصوص نثرية مفقودة للحلاج، ومنها حكاية الكرماني أو التقييد.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تعرف على الفرق بين اختصاصات مجلسى النواب والشيوخ وفقا للقانون

هداف الدوري الإنجليزي التاريخي.. محمد صلاح خامس العظماء

اندلاع حريق فى محطة نووية برومانيا

قوات الاحتلال تقتحم مدينة قلقيلية فى الضفة الغربية

موعد مباراة الأهلى أمام فاركو اليوم الجمعة فى الدوري المصري والقناة الناقلة


"الأوقاف" تفتتح 21 مسجدا اليوم الجمعة ضمن خطتها لإعمار بيوت الله عز وجل

غدا.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة للدور الثانى 2025

جدول ترتيب الدورى الممتاز الخميس 14 أغسطس 2025.. المصرى يتصدر

تأكيدا لليوم السابع.. الزمالك ينهى أزمة مستحقات البرتغالى جوزيه جوميز بالتراضى

انتحار ضابط احتياط إسرائيلى بعد مشاركته فى معارك بقطاع غزة


حسام حسن رجل مباراة مودرن سبورت والاتحاد السكندرى في الدورى

الأمم المتحدة: الجوع فى غزة يبلغ أعلى مستوياته منذ بدء النزاع

وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى

اليمن يدين تصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى" ويؤكد دعمه الثابت لفلسطين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى