أكرم القصاص يكتب: مصالح مصر فى خرائط التحول والتفاعل العالمى

أكرم القصاص
أكرم القصاص
هناك جديد فى العالم كل لحظة، الحرب فى أوكرانيا تنعكس كل خطوة منها على العالم كله، ويبدو أن الدول غير المنخرطة فى الصراع تدفع ثمنا مضاعفا لهذه الحرب، فى الطاقة والغذاء، ولم تكن الحرب وقبلها كورونا هى الأزمة الأولى، فقد ظل الإقليم يعوم على براميل البارود طوال العقد الماضى، وهو ما يستلزم التعامل بدقة مع هذه التحولات الوجودية، التى أطاحت بدول وأضعفت أخرى.
 
وهى تحولات تجرى منذ نهاية الحرب الباردة، حيث شهد العالم فراغا تصدرت فيه الولايات المتحدة الصورة، وشنت حربا على أفغانستان ثم غزت العراق، لتبدأ مرحلة جديدة من اختلال التوازن، وصلت ذروتها فى تفاعلات التغيير قبل عقد اختلال القوى داخل سوريا والعراق واليمن وليبيا، والنتيجة اضطرابات وصراعات وفوضى ولاجئين، مع ميلاد تنظيم داعش ضمن مرحلة لعب فيها المرتزقة دورا مهما فى حروب بالوكالة.
 
كل هذا مع ثورة معلوماتية وتكنولوجية، أتاحت حروبا دعائية تتوازى مع حروب السلاح، تديرها أجهزة الإعلام الإقليمية والدولية، ومواقع التواصل، تنعكس فى حجم الأخبار والتحليلات والتقارير الملونة التى لا تزال تجرى وسط الصراع الروسى الأوروبى فى أوكرانيا، وهى حرب تدور داخل أوروبا، حيث بقى الصراع فى السابق بعيدا عن القارة الأوروبية والغرب، وتركز فى الشرق الأوسط وآسيا، لكنه هذه المرة ينعكس بكل تفاصيله وتداعياته، وسط نظام اقتصادى عالمى متشابك، يصعب فيه الفصل بين المصالح.
 
هذه التحولات والتقاطعات السياسية والاقتصادية، فى الشرق الأوسط وأفريقيا، اليوم تأتى ضمن إعادة ترتيب عناصر القوة والنفوذ، اقتصاديا وسياسيا، بجانب ما خلفته من معاناة العالم انعكست تأثيراتها على حركة الاقتصاد والتضخم، بجانب التحديات الصحية والعلمية، التى تؤثر على العالم، وعلى كل دولة فى نفس الوقت هناك المنافسة الاقتصادية، وتحديات مثل تغير المناخ، التى تنعكس فى صورة فيضانات وسيول وجفاف، تؤثر على غذاء البشر وكسائهم وحياتهم.
 
التشابك فى القضايا الإقليمية وخرائط الصراع والمنافسة، يضاعف من صعوبة الحكم على ما يجرى إقليميا ودوليا أو استنتاج اتجاهات التحالف والتنسيق، حيث لا يمكن التعامل مع كل قضية إقليمية أو دولية أو تحد للأمن القومى بمعزل عن باقى القضايا، ووسط هذا الواقع الملتهب تتحرك الدولة المصرية بشكل مستمر وعلى خطوط متقاطعة وخيوط دقيقة، فهى لا تعمل فى قضية دون أخرى، أو بعض الوقت، لكن تتعامل مع التحولات الإقليمية والدولية بكل اتجاه، مع مراقبة مواقف الدول والتكتلات الكبرى، المصالح والمطامع والاستقطاب.
 
وما يجرى اليوم بين روسيا وأوكرانيا، يتجاوزهما إلى أوروبا والولايات المتحدة، وانعكاساته فى الأمن والاقتصاد والسياسة يفرض تحديات سياسية واقتصادية، فضلا عن إعادة تشكيل نظام عالمى لا يزال يموج بالتغيرات على مدار عقود، وكل قرار أو تصريح ينعكس فورا فى مؤشرات الاقتصاد والبورصات وأسعار النفط والغاز والقمح والتضخم والركود، بما يؤثر فى طعام وشراب المواطنين فى كل أركان العالم.
 
الدولة المصرية والرئيس عبدالفتاح السيسى، على مدى السنوات الماضية تعاملا بشكل شامل، مع تحديات إقليمية وتوازنات دولية، وأيضا مع التحديات الداخلية، والرغبة فى التعامل بالفعل وليس رد الفعل، الدولة بمؤسساتها تتحرك بناء على قراءة للملفات والسياقات السياسية والاقتصادية، ومن يتابع يعرف أن الدولة على مدار سنوات نجحت فى التعامل مع أزمات طارئة، أو تحولات متوقعة، وحافظت على نسبة نمو بالرغم من تأثيرات كورونا، بسبب نجاح إصلاح اقتصادى أنتج إمكانية التعامل المرن مع جائحة أرهقت دولا واقتصادات كبرى. 
 
إقليميا ودوليا تضع الدولة فى اعتبارها الحفاظ على مصالح الدولة والاقتصاد، وأيضا المصالح العربية والأفريقية، وتنسيق المواقف بأكبر قدر من الدقة، من خلال تحديد دقيق لخرائط التحرك وبناء العلاقات والمواقف المشتركة، وعلى مدار أسابيع لم تتوقف تحركات الدولة المصرية على كل الأصعدة، عربيا فى الخليج، وأفريقيا، ودوليا، للتعامل مع كل القوى الفاعلة، وهى نقاط يفترض لكل من يتابع أن يقرأها، ضمن خرائط عالمية لا تتوقف عن التفاعل. 
p.8
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

البنك الأهلي يستأنف تدريباته استعداداً لمواجهة طلائع الجيش فى الدوري

مواعيد مباريات الدوري المصري اليوم الثلاثاء

تنسيق المرحلة الثالثة.. إتاحة تسجيل الرغبات بحد أدنى 50% لجميع الشعب

خوان ألفينا يحجز مكانا أساسيا في تشكيل الزمالك أمام فاركو

ليلى علوي تحيي ذكرى رحيل والدتها من داخل المقابر: "وجع فراقها لسة زي ما هو"


علاء عبد العال: الأهلي يحتاج مدربًا أكبر من ريبيرو قادر على إدارة النجوم

نتيجة الثانوية العامة للدور الثاني 2025.. إعلانها عقب انتهاء التصحيح والرصد

الأهلي يواصل فقد النقاط ويتعادل مع المحلة سلبياً في الدوري.. القائم والعارضة عاندا الأحمر في 90 دقيقة.. تغييرات ريبيرو لم تصنع فارقا.. شباك نظيفة في وجود الشناوي.. أخطاء المدرب تضيع فوزا ثمينا على زعيم الفلاحين

محمود سعد: وصول النجمة أنغام لمصر وصوتها جميل ومتألق كالعادة

محمد شريف والشحات يشاركان بدلا من جراديشار وتريزيجيه فى تعادل الأهلي مع المحلة


طرح فيلم "ضى" 3 سبتمبر.. مشاركة خاصة لمحمد منير وأحمد حلمى ومحمد ممدوح

رئيس الوزراء يتابع تنفيذ توجيهات الرئيس بوضع خارطة طريق تطوير منظومة الإعلام

رحيل المذيع عاطف كامل بعد مسيرة حافلة فى ماسبيرو

وزير العمل من القليوبية: معملناش القانون الجديد علشان نعلقه على الحيط.. لا يمكن إجبار أي مؤسسة على بدء العمل من الساعة 5 صباحا.. وأُتِهمت بتخفيض نسبة العلاوة الدورية بالقانون من 7% إلى 3% لكنها أعلى فى القيمة

وزير الخارجية يؤكد ضرورة خروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا

أم أطفال دلجا: ضرتى أحضرت لنا بطيخة عليها اسم بنتها وكنت متوقعة إنها بتعمل أسحار

شوبير والشحات ورضا وطاهر على دكة الأهلى أمام غزل المحلة

إنجاز تاريخي لـ إبراهيم عادل لاعب منتخب شباب الطائرة فى بطولة العالم

الطقس غدا.. انخفاض فى درجات الحرارة وشبورة والعظمى بالقاهرة 34 درجة

إمام عاشور "عريس" المواجهة الأخيرة بين الأهلي وغزل المحلة قبل مباراة اليوم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى