زكى رستم فنان له هيبة.. لم يحب الحفلات وعانى من فقدان السمع أواخر أيامه

الفنان زكى رستم
الفنان زكى رستم
أحمد منصور

إذا كان الفن تسلية ومتعة، فإن الأمر يختلف فى حضرة زكى رستم بجبروته وسطوته، فعنده يتحول الهزل إلى الجد، والفوضى ترتب نفسها، ولا مكان لأى عبث، فالأستاذ يعنى القيمة والالتزام وهنا ترتدى الكلمات وقارها لأن كل كلمة يصبح لها وزن، هذا ما قاله كتاب "أبيض وأسود" للكاتب أشرف بيدس، عن الفنان الكبير زكى رستم، الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده، إذ ولد فى مثل هذا اليوم 5 مارس من عام 1903م.

كما رأى الكتاب أن كثبر من الفنانين تصنعهم بعض الأدوار التى يجدون تجسيدها على الشاشة، وترتبط بهم طوال مشوارهم الفنى، لكن القليل يستطيعون صناعة الدور بإلقاء الضوء عليه، وكان من بين هؤلاء العظماء زكى محرم محمود رستم، فقد كان ومازال حالة استثنائية فريدة، شديدة الإبداع والتفرد.

لم يكن اشتغال الفتى بالفن أمرا هينًا، لا سيما أنه ينحدر من أسرة ارستقراطية عريقة وثرية امتلكت أكثر من 1800 فدان من الأراضى الزراعية، فوالده كان وزيرًا فى عهد الخديو إسماعيل، وجده كان أحد رجال الجيش البارزين، وكانت رغبة العائلة أن يسلك مسلك الأب والجد فى دراسة الحقوق، خصوصًا أن نظرة المجتمع للفن كانت خالية من الاحترام، كما ذكر الكاتب أشرف بيدوس فى كتابه "أبيض وأسود".

كان زكى رستم يقطن فى سرايا العائلة فى حى الحلمية التى شيدت على مساحة 5 أفدنه وتكونت من 50 غرفة غير طابور طويل من الخدم والحشم، كان لديه 14 أخا وأختا من ثلاثة زوجات للأب، وحاولت والدته أن تثنيه عن الانشغال بالفن لكنها لم تفلح، هدده والده بالطرد أوحبسه بالعزبة.

ولكن بعد رحيل والده هرع زكى رسم إلى صديقة سليمان نجيب "أبن مصطفى باشا نجيب صديق" الذى سبقه للعمل بالفن ليساعده وبالفعل يلتحق بفرقة عبد الرحمن رشدى، وعندما عملت الأم أصيبت بالشلل، لكنه لم يتراجع وواصل مشواره مهما  كلفه من متاعب وتضحيات، ثم أنضم بعد ذلك لفرقة أولاد عكاشة التى حظى فيها بقبول شديد، ومنها إلى فرقة جورج أبيض، ثم فرقة رمسيس الذى تقاضى نظير العمل بها مبلغًا وقدره 25 جنيهًا شهريًا، وتواصل عطاؤه المسرحى فى 45 مسرحية، ثم اتجه بعد ذلك للعمل فى السينما لتصل مجمل أفلامه لـ 240 فيلمًا.

كان زكى رستم غير محب للسهر والحفلات فهو لا يعرف غير البلاتوه، يميل إلى العزلة والوحدة التى يستمتع فيها بالقراءة والتأمل، قضى معظم أوقاته فى منزله يستقبل به عدد محدد من الأصدقاء "عباس فارس، وعبد الوارث عسر"، ولم يتزوج، ونتيجة حياة العزوبية التى عاشها نعما بالهدوء، لقى فى أواخر أيامه عذابات الوحدة، وجحود الناس بالسؤال عنه، ووما ضاعف قسوة هذه الأيام عليه هو ضعف سمعه الذى راح يتلاشى، وكان يعتقد أنه أمر عارض سيزول بمرور الوقت، لكن المؤلم أن السمع كان فى طريقه إلى الزوال، وتمضى الأيام ببطء، ليرحل فى هدوء ويسدل الستار عن واحد من أهم الممثلين المصريين خلال القرن العشرين.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الكنيسة القبطية تحتفل بعيد الرسل 12 يوليو.. صوم رسولى قديم يعود إلى بدايات الخدمة والانطلاق.. من الدرجة الثانية ويُاكل به الأسماك.. طقس اللقان يحيى طقوس التهيئة.. ومواصلة على خُطى بطرس وبولس

إصابة عاملين سقطا من أعلى "سقالة" أثناء العمل فى المنصورة

موعد مباراة بي اس جي ضد البايرن فى ربع نهائى كأس العالم للأندية

سر غياب محمد صلاح وكريستيانو رونالدو عن جنازة جوتا

الجزيري يعود إلى القاهرة ويستعد للموسم الجديد مع الزمالك رغم أنباء الرحيل


انهيار زوجة جوتا ورفاقه فى ليفربول أثناء تشييع جنازة الأخوين فى البرتغال.. صور

ارتفاع عدد المتوفين لـ9 وإصابة 11 آخرين بتصادم سيارتين ميكروباص بـ"الإقليمى"

السجن 12 عاما لزعيم طائفة دينية روسى ادّعى أنه تجسيد للمسيح

تطورات ملف رحيل وسام أبو علي.. أخر 3 عروض وموقف الأهلي واللاعب

جيسي جي تطمئن جمهورها بعد عملية استئصال الثدي: أشعر ببعض الإرهاق لكني ممتنة


جنازة جوتا.. أرنى سلوت وفان دايك و"الريدز" فى مقدمة الحضور.. صور

تشارليز ثيرون ترفض الارتباط برجل من الوسط الفني.. وتسخر من تطبيقات المواعدة

مباراة الهلال وفلومينينسي.. إنزاجى يمنح اللاعبين راحة 21 يوما

الأهلى يتمسك باستمرار إمام عاشور ويرفض عرض الأخدود السعودى

فى قلب البحر الأحمر.. القصير أكبر محطات الفوسفات فى مصر والعالم.. أنشأ فيها الإيطاليون مستعمرة كاملة واستخدموا أول تلفريك وقطارات لنقل الخام قبل قرن من الزمن.. و"كافى" أول سفينة فوسفات تبحر إلى الهند 1916.. صور

اليوم.. الفصل فى عدم دستورية طرد المصريين وغير المصريين بالإيجار القديم

ريال مدريد يواجه دورتموند فى قمة أوروبية على بطاقة نصف نهائى مونديال الأندية

الطقس اليوم السبت 5-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة وشبورة ورطوبة مرتفعة

احجز مقعدك.. مواعيد قطارات "القاهرة - الإسكندرية" اليوم السبت 5-7-2025

المحكمة الدستورية تفصل بعد قليل فى دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى