أكرم القصاص يكتب: روسيا وأوروبا.. حرب الدعاية المنحازة!

أكرم القصاص
أكرم القصاص
الحرب التى تدور فى أوروبا، وأطرافها روسيا وأوكرانيا والغرب، تدور على الهواء، وفى ظل توافر كل أدوات المعلومات والاتصال والنشر، لكنها حرب دعاية فى الأساس، والحقيقة هى آخر ما يمكن أن يتحقق فى كل هذا الزحام، كل الأطراف تمارس الدعاية وتتهم الطرف الآخر بالتضليل، فى أرقام الضحايا وحجم الخسائر، وطبيعة سلوك كل طرف، هى أول حرب كبرى تدور فى أوروبا منذ ما بعد الحرب الأوروبية الثانية، وجرت العادة أن الحرب الباردة كانت تجرى بعيدا عن القطبين المتصارعين، على أراضى دول أخرى.
 
وخلال نصف قرن وأكثر ظلت الحروب فى الشرق، آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، لكنها تعود حسب توقعات كثيرة إلى أوروبا، وظهرت نظريات تحيل الصراع إلى طبيعة العالم الثالث، لكن روسيا نفسها خاضت حروبا مع جمهوريات سوفيتية سابقة، بعد سقوط الاتحاد السوفيتى عام 1991، منذ أواخر عام 1994 فى الشيشان، وفى أكتوبر 1999، فى عهد رئيس الوزراء، حينها، فلاديمير بوتين، عادت القوات الروسية ردا على هجمات الانفصاليين الشيشان، وفى فبراير 2000، استعاد الجيش الروسى العاصمة الشيشانية جروزنى، استمرت حرب العصابات من 2009، حتى أعلن الكرملين انتهاء الحرب التى أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الجانبين.
 
فى أغسطس 2008، دخلت روسيا وجورجيا فى حرب لمدة خمسة أيام على أوسيتيا الجنوبية، وهى منطقة جورجية انفصالية صغيرة موالية لروسيا، وشن الجيش الجورجى هجوما لاستعادة السيطرة على أوسيتيا الجنوبية، لكن روسيا أرسلت قواتها التى حسمت الصراع، وبعدها اعترف الكرملين باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وحافظ على وجود عسكرى هناك، وفى عام 2014، وبدعم أوروبى تمت الإطاحة بالرئيس المدعوم من الكرملين فيكتور يانوكوفيتش، وردت روسيا بضم شبه جزيرة القرم، فى خطوة واجهت رفضا أوروبيا وأمريكيا، ولم يتوقف الصراع، وأعلنت دونيتسك ولوهانسك شرق أوكرانيا على الحدود مع روسيا الاستقلال، ودخلت فى نزاع مسلح مع كييف، مع اتهام روسيا بأنها وراء الانفصاليين، حتى تجدد الصراع مع إعلان أوكرانيا الاتجاه للانضمام إلى حلف الناتو، وهو ما دفع روسيا لتكثيف مناوراتها العسكرية، واعترف بوتين باستقلال الجمهوريتين الانفصاليتين لتبدأ حرب وتتواصل. 
 
لكن الحرب على الأرض، ترافقها حرب دعائية، يحرص كل طرف على كسبها، فقد فرضت الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات وحصارا اقتصاديا ضد روسيا، فى وقت تتشابك فيه المصالح الغربية، حول الغاز والنفط، مع روسيا، بل إن الحصار والعقوبات امتدت إلى التقنيات الحديثة، والاتصالات، وامتدت الحرب إلى أدوات التواصل مثل جوجل وفيس بوك وتويتر وغيرها، حيث أوقف فيس ربوك خدماته فى بعض مناطق روسيا، فيما أوقفت أبل خدماتها لبعض التطبيقات بعد وقف إنتاج وتوزيع الموبايلات الأبل فى روسيا، موسكو ردت بوقف مواقع التواصل، فيما بدا إدخالا لشركات التكنولوجيا إلى الصراع، حيث أصبحت شركات مثل جوجل وفيس بوك وتويتر طرفا فى الحرب، ومعها البنوك والمؤسسات المالية والاقتصادية الكبرى، وبالطبع تبادل الإعلام الاتهامات بالانحياز، فقد طرحت BBC سؤالا: هل تشن موسكو حربا دعائية ضد كييف؟ بينما طرحت موسكو نفس السؤال متهمة الهيئة البريطانية ومعها قنوات غربية مثل CNN، ودويتشه فيله، بالانحياز وتغييب المعلومات وممارسة التضليل، واتهمت روسيا الغرب بمنع قنوات ومواقع روسية فيما يعد مخالفة لادعاءات حرية الرأى. 
 
والواقع أنه رغم انتشار واتساع أدوات النشر، يبقى الأمر فيما يتعلق بالحرب، خاضعا بكل قواعد الدعاية، وهو ما يتجلى فى تغطيات القنوات الغربية ومنصاتها على السوشيال ميديا، فى مواجهة المنصات الروسية، حيث تختفى الموضوعية كثيرا لتحل مكانها الدعاية التى تخفى الحقيقة، وتتراجع الحرية أمام ماكينات الدعاية من كل الأطراف. 
 
p.6
 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ميسي vs رونالدو.. هل يعود الصراع التاريخى عبر بوابة الدوري السعودي؟

رضا سليم يُفضل العروض المغربية عن المحلية للرحيل عن الأهلي

طب المنصورة قلعة طبية مصرية مصنفة من أفضل كليات الطب في الشرق الأوسط وأفريقيا.. دشنت برنامج "مانشستر للتعليم الطبي" في 2006 لمنح مستوى عالمي لدرجة البكالوريوس.. ويمكن للطالب السفر للتدريب فى جامعة مانشستر

بدء غلق مؤقت للطريق الإقليمي لمدة أسبوع بدءا من اليوم

بيراميدز يبدأ الإعداد للموسم الجديد تحت قيادة يورتشيتش.. اليوم


تياجو سيلفا يتجسس على تشيلسي من أجل حلم فلومينينسي في مونديال الأندية

وزارة الطيران: إقلاع جميع الرحلات التى تأثرت نتيجة عطل الاتصالات والإنترنت

حول الشوارع إلى جنة.. شاب قنائي يتطوع ويزرع 1000 شجرة على نفقته الخاصة بمدينته.. أحمد عبد العزيز: البداية كانت منذ عام وأحلم بزراعة المدينة كلها بالأشجار المثمرة.. وأسعى لتحقيق الفائدة العامة لأبناء بلدي.. صور

رئيس إشبيلية يُغري ياسين بونو بالعودة إلى الليجا

أخبار 24 ساعة.. 21 مصابا فى حادث حريق سنترال رمسيس ولا وفيات حتى الآن


فات الميعاد الحلقة 19.. الحكم على أحمد مجدى بالسجن خمس سنوات

الإمارات تنقذ طاقم سفينة بريطانية تعرضت للاستهداف في البحر الأحمر

تليفزيون اليوم السابع يوثق اللحظات الأولى من حريق سنترال رمسيس.. إخماد النيران وتجددها مرة أخرى والسحاب غطى وسط البلد.. الحماية المدنية سطرت ملحمة بطولية.. ووزراء ومسئولون يتابعون الحادث من موقع الحريق

بايرن ميونخ ينتظر الضوء الأخضر للتعاقد مع دياز

تجدد اشتعال النيران في مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تحاول السيطرة.. صور

نقل حركة الإنترنت الثابت لعملاء المصرية للاتصالات لمركز الحركة بالروضة

الزمالك يواجه أورانج فى أولى ودياته استعدادا للموسم الجديد

زلزال بقوة 5 درجات يضرب البحر المتوسط قبالة سواحل تركيا

ماركا تحسم الجدل: ميسي لا يخطط للرحيل عن إنتر ميامي هذا الصيف

"تنظيم الاتصالات": تعويض العملاء المتأثرين بتعطل الخدمة بعد حريق السنترال

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى