تجارة الـ ولا حاجة!!

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

نعم العنوان صحيح، "تجارة الـ ولا حاجة"، تلك القائمة الطويلة من المنتجات والسلع التي تغزو أسواقنا، دون هوية أو ماركة معروفة أو مواصفات فنية، مواد بلا فائدة، قمامة العالم، ندفع ثمنها بالعملة الصعبة، وتستنزف اقتصادنا دون أن ندرى، وأغلبها رديئة ولا تصلح للاستخدام، وتسيطر عليها أدوات الزينة ولعب الأطفال، ومع ذلك تحقق مكاسب خيالية لأصحابها، حتى صارت علامة "أي حاجة بـ 2.5" تملأ الشوارع.

محلات "أي حاجة بـ 2.5"، لا تقدم عائد للمجتمع، فقط تخلق طلباً على السلع المغشوشة والمقلدة والاستفزازية، إضافة إلى المواد الضارة المستخدمة في التصنيع، مثل البلاستيك الرديء والخامات التي خضعت لإعادة التدوير، لذلك لا يمكن أن تشترى سلعة أو منتج له قيمة من هذه المحال، لكن انتشارها واعتمادها على ألعاب الأطفال بصورة أساسية، والمنتجات رخيصة الثمن يجعلها في مقدمة اختيارات الأسر الفقيرة والمتوسطة.

الانتشار الكبير لمحال "أي حاجة بـ 2.5" ملفت للنظر، ودليل على المكاسب الكبيرة التي تحققها هذه التجارة الفاسدة، التي لا تدر أي عائد على المجتمع، ولا تخلق فرص عمل، ولا تحفز على الإنتاج، فقط تدعم النمط الاستهلاكي، وتستنزف العملة الأجنبية، وتدار من خلال مجموعة أباطرة يعملون في مجال استيراد البضائع الصينية المقلدة منخفضة الجودة، وقد تمكنوا من إغراق السوق بهذه المنتجات حتى صارت في القرى والريف، بل والأحياء الراقية في القاهرة والجيزة.

تخيل لو تم استبدال محلات "أي حاجة بـ 2.5" بنشاط تجارى أو صناعى له عائد على المجتمع، مثل ورشة لماكينات الخياطة، أو مصنع صغير لمنتجات الألبان، أو منحل للعسل، أو ورشة لإصلاح السيارات أو حتى حظيرة لتربية المواشى، فكل ماسبق له عائد مباشر على الفرد والمجتمع، ويخلق فرص عمل، ويدعم الاقتصاد ويسارع من معدلات النمو، ويحفز على العمل والإنتاج، وينقل الخبرات والتجارب، ويطور  المهن الحرفية والصناعية، فهذه الصناعات الصغيرة والمتوسطة باتت عمود الاقتصاد في العديد من دول العالم، ولنا في تجربة الصين والهند عبرة، خاصة أن هذه الصناعات  تمثل أولوية وأساس لزيادة معدلات النمو وتحسين دخل الفرد.

يجب أن يتم وضع ضوابط وتفاصيل واضحة لتراخيص محال "أي حاجة بـ 2.5"، حتى تخضع لرقابة ومتابعة من الجهات المعنية، وفرض قيود للتوسع فيها، كأن يتم زيادة الضرائب على أنشطتها، ومراجعة جودة المنتجات التي تبيعها، مع التفتيش على الواردات التي يفرج عنها من الخارج لصالح هذه المحال، في مقابل دعم المهن الحرفية والصناعات الصغيرة، والمنتجات التي تقدم عائد للمجتمع أو تلبى حاجة الناس، فالوضع الراهن لا يسمح أن نضع العملة الصعبة في سلع غير صالحة للاستخدام، تضر البيئة، وتستنزف جيوب المصريين.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

وزير الاتصالات: عودة الخدمات بشكل تدريجى خلال 24 ساعة

ريبيرو يستفسر عن تطورات الصفقات الجديدة فى الأهلي قبل التحضير للموسم الجديد

تنسيق الجامعات 2025.. أماكن أداء اختبارات القدرات لكليات علوم الرياضة

اليوم.. رابع أيام فتح باب تلقى طلبات الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ


زوج يلاحق زوجته لإثبات نشوزها ويؤكد: بددت 300 ألف جنيه خلال عامين.. تفاصيل

ساهم فى تطوير المسرح الخاص وقدم أشهر العروض.. ذكرى رحيل حسن عبد السلام

الطقس اليوم.. شديد الحرارة وشبورة ورطوبة عالية والعظمى بالقاهرة 37 درجة

الغاز الطبيعى المسال يقود استراتيجية كندا لمواجهة الحروب التجارية

طلاب الثانوية العامة نظام قديم يؤدون اليوم امتحان الديناميكا


وزارة الطيران: إقلاع جميع الرحلات التى تأثرت نتيجة عطل الاتصالات والإنترنت

نتنياهو يرشح ترامب لجائزة نوبل للسلام

بي اس جي ضد الريال.. مبابي يتحدى باريس في مواجهة الثأر والانتقام

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 8 - 7 - 2025 والقنوات الناقلة

مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين في "كمين كبير" بغزة

بايرن ميونخ يكشف آخر تطورات حالة موسيالا بعد خضوعه لعملية جراحية ناجحة

اتحاد بنوك مصر: استمرار العمل بشكل طبيعي اليوم الثلاثاء

المصرية للاتصالات: فصل التيار خلال الحريق سبب تأثر الخدمة.. وتعويض المتضررين

محمد شكرى يظهر فى مران سيراميكا قبل انتقاله للأهلى.. صور

رجال الحماية المدنية يعلنون السيطرة على حريق سنترال رمسيس وبدء عمليات التبريد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى