أكرم القصاص يكتب: ازدواجية الحرب الدعائية.. التضليل المحبوب والمكروه!

أكرم القصاص
أكرم القصاص
الديمقراطية وحرية التعبير وحق الحصول على المعلومات، تبدو مجرد شعارات فى الحرب الدائرة بين روسيا وأوروبا على المسرح الأوكرانى، حيث يتبادل الطرفان عمليات منع وحجب أدوات الإعلام، بينما الإدانة والاتهام بالتضليل تأتى من طرف واحد، فقد منعت ألمانيا مثل دول أوروبية أخرى بث قناة «روسيا اليوم» على أراضيها، واتهمتها بأنها تبث معلومات مضللة عن الحرب، وأعلن الاتحاد الأوروبى منع بث قناتى «آر تى» و«سبوتنيك» الروسيتين على أراضيه بتهمة تشويه الحقائق، وأعلن جوزيب بوريل، كبير دبلوماسيى الاتحاد الأوروبى، حجب كل من «روسيا اليوم» و«سبوتنيك» الروسيتين من دول الاتحاد، ضمن جهود الاتحاد الأوروبى لمكافحة التضليل الروسى.  
 
وعندما ردت روسيا بمنع بث «دويتشه فيله» و«بى بى سى»، أدان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، على «تويتر» قرار الحجب الروسى فقط، وقال: «إن الولايات المتحدة تدين قرار الحكومة الروسية بإغلاق مكتب دويتشه فيله فى موسكو»، ولم يتطرق أى من المتحدثين أو المهتمين إلى قرار الغرب، وهو ما بدا انحيازا أو تفضيلا لنوع واحد من التضليل، مع رفض النوع الثانى، وعندما أصدرت روسيا قانونا جديدا يفرض الغرامة والسجن على من ينشر «معلومات كاذبة» تتعلق بالقوات المسلحة أو يدعو إلى فرض عقوبات على موسكو، فى المقابل قررت مؤسسات إعلامية غربية الحد من أنشطتها فى روسيا من بينها وكالة «بلومبرج» وشبكة «سى إن إن» و«بى بى سى»، وهيئة الإذاعة الكندية «سى بى سى»، وأعلنت وقف التقارير الواردة من روسيا.
وكانت الحكومة الروسية حجبت موقعى «فيس بوك» و«تويتر» واتهمتهما بالازدواجية والانتقائية فى النشر، الأمر الذى يجعلهما طرفا فيما اعتبرته روسيا حرب التضليل، ولم تكن أدوات مثل فيس بوك وجوجل ويوتيوب وتويتر وغيرها بعيدة عن التأثير والتأثر، وهو ما استدعى من الذاكرة تجارب 12 عاما ماضية لعبت فيها أدوات التواصل دورا فى عقد الربيع العربى الذى يمتد من عام 2011، حيث لم يكن الأمر خاليا تماما من التعامل القصدى والتوجيه، وأحيانا التضليل الذى دفع كثيرين لاتخاذ مواقف بناء على ما تبثه هذه المواقع.
 
وقد أعلنت الهيئة المسؤولة عن تنظيم الاتصالات فى روسيا، أنها حجبت موقع «فيس بوك» التابع لشركة «ميتا بلاتفورمز»، ردا على ما قالت إنها قيود على الدخول إلى وسائل الإعلام الروسية على منصته، وقالت إنها رصدت 26 حالة تمييز من «فيس بوك» ضد وسائل إعلام روسية منذ أكتوبر 2020، مع تقييد الدخول لقنوات مدعومة من الدولة مثل روسيا اليوم ووكالة الإعلام الروسية.. فى الوقت نفسه، قرر موقع فيس بوك ردا على قرار حجب المنصة فى أنحاء روسيا، منع صناع المحتوى من الروس من نشر أى إعلانات تابعة لهم بجميع أنحاء العالم، كما أوقفت العديد من منصات التواصل الاجتماعى الأخرى نشاطها داخل روسيا بما فى ذلك تويتر وسناب شات، لكن هناك طرقا لتخطى المنع والدخول إلى هذه المواقع، ظهرت من خلال استمرار بث كثيرين لبوستات وتويتات من داخل روسيا، لكن الأمر بالفعل اتخذ شكلا لحرب سوشيالية، تخضع لإملاءات وتوجهات الحكومات، وتربط القرار فى هذه الشركات العملاقة بمصالح الغرب، وهو ما دفع معلقين روس ومستقلين لاتهام الغرب بمخالفة كل ما يدعو إليه من قيم الحرية والتفاعل.
 
لكن الواقع أن أدوات التواصل أصبحت طرفا فى كل صراع، ومنها الجدل بالأرشيف، خاصة أن روسيا ليست بعيدة عن توظيف واستخدام أدوات التواصل، فى حربها الدعائية، فى مواجهة حرب دعائية من طرف آخر، حيث تم عرض فيديوهات للرئيس الأمريكى السابق ترامب، فى حديث مع مذيع أمريكى، قال له إن بوتين قاتل، ورد ترامب بأن لدينا قتلة من القادة، وضرب مثلا بما جرى فى العراق، وهى النقطة التى تبقى مثالا يحرص كل من ينتقد الغرب على التذكير به، وسط حملات يتهم كل طرف الآخر بالتضليل، بينما يتسامح مع ما يمارسه، بينما لا يوجد فى الواقع تضليل محبب وآخر مكروه، حيث تبقى الحقيقة هى الضحية الأولى، وتنتهك الديمقراطية ممن يرفعون راياتها.
p.8
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

5 عروض يعاد عرضها من ذاكرة مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي.. تعرف عليها

آرسنال ضد ليدز.. جيوكيريس يقود هجوم الجانرز فى الدورى الإنجليزى

الداخلية تضبط تيك توكر تحرض على الفسق وبحوزتها كمية من مخدر الآيس بالهرم

أول تعليق من بيب جوارديولا بعد خسارة مان سيتى ضد توتنهام

الجيش السوري ينفى تسمم وزير الدفاع مرهف أبو قصرة


تغريم الزمالك 50 ألف جنيه بسبب حصول لاعبيه على 6 بطاقات فى مباراة مودرن سبورت

شاهد تصوير جوي لأعمال تركيب القضبان وتشطيبات محطات القطار السريع.. صور

النصر ضد الأهلى.. ركلات الترجيح تحسم كأس السوبر السعودي " فيديو "

مان سيتي يسقط أمام توتنهام بثنائية ويتلقى أول هزيمة في الدوري الإنجليزي

"العش بديلا".. ثنائية بيكهام وداري تقود دفاع الأهلى أمام غزل المحلة


ماذا حدث فى الأسواق العالمية بعد حديث رئيس الفيدرالى الأمريكى فى ندوة جاكسون هول؟.. الذهب يستفيد والأونصة تقفز بأكثر من 1% خلال جلسة واحدة.. تصريحات جيروم باول أعادت توقعات خفض الفائدة في سبتمبر

صاحبة دعوى تعويض ضد الزمالك: تلقيت 1000 مكالمة سب وتنمر عقب نشر إعلان الدباغ

محمد صلاح ضمن أفضل هدافى القرن الحادى والعشرين عالميًا.. ميسي يتصدر

سيدة تطالب بتعويض 20 مليون جنيه من الزمالك لظهور رقمها في إعلان "الدباغ"

بعد المغرب.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا

سباق الحذاء الذهبي في أوروبا يشتعل مبكرا.. هاري كين يدشن موسمه مع بايرن ميونخ بهاتريك تاريخي.. جواو بيدرو يتألق مع تشيلسي.. أمم أفريقيا 2025 تهدد حلم محمد صلاح.. ومبابي وهالاند يستعدان للانقضاض على الجائزة

ورم في رقبتها وصعوبة بالنطق.. عجز المنظومة الصحية بغزة يهدد حياة الطفلة جوليا

160 مليار جنيه لدعم السلع التموينية بموازنة 26/25.. قفزة لحماية ملايين الأسر

النصر ضد الأهلى.. رونالدو يخوض النهائي رقم 40 في مسيرته

دينا الشربيني تشارك روبي الغناء بحضور كريم محمود عبد العزيز وزوجته

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى