الصادقون.. أبو منصور الحلاج أخلص لربه ولم يفهمه الناس

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم : أحمد إبراهيم الشريف
من الصادقين مع أنفسهم ومع الله كان أبو منصور الحلاج، أشهر صوفي فى تاريخ الإسلام، وقد كانت حياته ومن بعدها موته دراما متصلة من المعاناة والألم وعدم فهم الناس له.
 
وما حدث للحلاج يكاد لا يصدق، يكاد يكون مبالغًا فيه، وذلك لأن طريقة موته كانت محملة بحقد شديد تجاهه، حيث تقول كتب التاريخ إنه تم سجنه فى سنة 301 هجرية، وأنه بعد ثمانى سنوات من السجن وفى مساء 23 ذى الحجة من عام 309 تم جلده 1000 جلدة، وفى صبيحة اليوم التالى قطعت أطرافه وصلب على جذع شجرة، أما فى صباح 25 ذى الحجة فقد قطع رأسه وصب النفط على بدنه وأحرق ثم حُمل رماده إلى رأس المنارة وألقى فى نهر دجلة.
 
وعادة أتساءل لماذا لم يتركه الناس في حاله؟ هل كان يقطع الطريق على الناس ويفرض عليهم أفكاره هل كان يجبرهم على شيء؟ أعرف أن الناس اختلفوا حوله منهم من قال بكفره ونسبوه إلى مذهب القرامطة، ومنهم من وافقه وفسر مفاهيمه.
 
مالا جدال عليه أن الحلاج كان يعبد الله مخلصا ولم يقل يوما غير ذلك، لكن يبدو أن أفكاره لم ترض الفقيه محمد بن داود قاضى بغداد، فقد رآها متعارضة مع تعاليم الإسلام حسب رؤيته لها، فرفع أمر الحلاج إلى القضاء طالباً بمحاكمته أمام الناس والفقهاء.
 
ويبدو أن الحلاج عاش مطاردًا منذ بدايته، فبحسب كتاب "ظهر الإسلام" للكاتب أحمد أمين، فإن الحلاج فر من مكة، بعدما اتهمه عمرو المكى بأنه يعارض القرآن، فلعنه، وود قتله، فما كان من الحلاج إلا الهروب والتجرد من لباس الصوفية، ولبس المرقعة والقباء، ورحل إلى خراسان وبلاد ما وراء النهر، وظل فى رحلته خمس سنوات، قبل أن يعود إلى العراق ويقضى بها عامين.
 
وفى سنة 297 هـ، أفتى ابن أبى داود الظاهرى، بكفره لكلامه فى الحب، ففر مرة أخرى إلى الأهواز، واختفى بها، واتهم فيها بدعوى الألوهية، ثم تنقل بين السجون المختلفة سبع سنوات، ومع ذلك استمر فى الدعوة حتى آمن به بعض شخصيات البلاد، فتم استجوابه، وحكم عليه بالإعدام والتمثيل به، وإحراقه، وإلقاء ما بقى من جسده فى نهر الفرات.
 
وبحسب كتاب "الإسماعيليون: تاريخهم وعقائدهم" لـ فرهاد دفترى، فإن الحلاج، كان له تأثير عظيم فى العديد من الناس، من بينهم بعض أفراد البيت العباسى، فأثار غيرة مسئولين فى الدولة حينها، فاتهموه بكونه قرمطيا، وأورد أعداؤه بقيادة ابن الفرات أدلة عدوها كافية لإدانته، ومنها إساءة التفسير المتعمد لبعض التأويلات الرمزية عند الحلاج، ومزاعمه بالاتحاد الروحى مع الله، فتم سجنه عدة سنوات، ومحاكمته عام 921، وحكم عليه بالموت وسط جو مشبع بالدسائس والمكائد، وجرى تعذيبه وصلبه، ثم قطت أعضاؤه بوحشية أمام جمهور كبير فى بغداد سنة 922 م. 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جو هيل يكشف تفاصيل مثيرة عن أحداث فيلم The Black Phone2 قبل طرحه

اتحاد الكرة يعلن مباريات الجولتين الأولى والثانية بدورى المحترفين

تحريات المباحث لكشف ملابسات حريق سنترال رمسيس

بطل من ضهر بطل.. ابن الشهيد امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من الفداء بحريق رمسيس

دين هويسن يلحق بنهائي كأس العالم للأندية حال تأهل الريال


محمد صلاح يظهر في ليفربول لأول مرة بعد وفاة جوتا

حريق سنترال رمسيس..13 ساعة للسيطرة على النيران.. بدأ من الطابق السابع وامتد لباقى المبنى.. وتجدد 3 مرات..و12 سيارة إطفاء و2 سلم هيدروليكى.. والنيابة العامة تعاين الحادث وتكلف بالكشف عن الأسباب

الزمالك يستعين بكهربا ومعتز إينو والشناوى فى شكوى زيزو لاتحاد الكرة

موعد مباراة فلومينينسى وتشيلسى فى كأس العالم للأندية والقناة الناقلة

الطقس اليوم.. شديد الحرارة وشبورة ورطوبة عالية والعظمى بالقاهرة 37 درجة


لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى