الصادقون.. رفاعة الطهطاوى الحلم لمستقبل بلد

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم : أحمد إبراهيم الشريف
فى سنة 1801 وقع حدثان مهمان الأول خروج الحملة الفرنسية من مصر دون أن تحقق أهدافها، والثانى أن الله سبحانه وتعالى رزق بدوى رافع فى مدينة طهطا ولدا فسماه "رفاعة". 
 
يعد رفاعة رافع الطهطاوى (1801- 1873) واحدا من العلامات وآباء التنوير فى مصر الحديثة، نشأ نجيبا ومتعلما أزهريا وذكيا، كان يعرف مكانته ويعرف حلمه أيضا، وقد كان أثر رحلته إلى باريس علامة فارقة فى حياة كل المصريين إلى الآن.
 
فى سنة 1826م قررت الحكومة المصرية إيفاد بعثة علمية إلى فرنسا لدراسة الإدارة والهندسة الحربية، والكيمياء، والطب البشرى والبيطرى، وعلوم البحرية، والزراعة والعمارة والمعادن والتاريخ الطبيعي، ودراسة اللغة والحساب والرسم والتاريخ والجغرافيا، وقرر محمد على أن يصحب البعثة ثلاثة من علماء الأزهر الشريف لإمامتهم فى الصلاة ووعظهم وإرشادهم، وكان رفاعة الطهطاوى واحدا من هؤلاء الثلاثة، ورشحه لذلك شيخه حسن العطار. 
 
وما إن تحركت السفينة التى تحمل أعضاء البعثة حتى بدأ الطهطاوى فى تعلم الفرنسية فى جدية ظاهرة، وكأنه يعد نفسه ليكون ضمن أعضاء البعثة لا أن يكون مرشدها وإمامها فحسب، ثم استكمل تعلم الفرنسية بعدما نزلت البعثة باريس، حيث استأجر لنفسه معلما خاصًا يعطيه دروسًا فى الفرنسية نظير بضعة فرنكات كان يستقطعها من مصروفه الشخصى الذى كانت تقدمه له إدارة البعثة.
 
وأخذ يشترى كتبًا خاصة إضافية غير مدرجة فى البرنامج الدراسى، وانهمك فى قراءتها، وأمام هذه الرغبة الجامحة فى التعلم قررت الحكومة المصرية ضم رفاعة إلى بعثتها التعليمية، واجتاز رفاعة الطهطاوى كل الامتحانات التى عقدت له بنجاح باهر، وكانت التقارير التى ترسل إلى محمد على تتابع أخبار البعثة تخص رفاعة بالثناء والتقدير. 
 
وعندما تقدم رفاعة للامتحان النهائى كان قد أنجز ترجمة اثنى عشر عملاً إلى العربية فى التاريخ والجغرافيا والهندسة والصحة، إضافة إلى مخطوطة كتابه "تخليص الإبريز فى تلخيص باريز". 
 
كان رفاعة الطهطاوى حالما بغد أفضل، يعرف أن العلوم والآدب هى الباب السحرى لنهضة الوطن، ولأن العلوم فى مجتمعنا كانت ثابتة لذا اهتم بالترجمة، وأنشا مدرسة الألسن، وألف الكتب، ودعا إلى أهمية تعليم البنات والبنين، فعل كل ذلك بصدق فخدم وطنه وخدم نفسه. 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يستطلع رأي ريبيرو بشأن عروض الإعارة لـ محمد عبد الله

بي اس جي ضد الريال.. مشوار عملاقي أوروبا إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية

رابطة الأندية تستقر على إقامة قرعة علنية قبل انطلاق المرحلة الثانية للدورى الجديد

محاولات أهلاوية لإعارة محمد ياسر في الدوري المحلي ..اعرف التفاصيل

انتظام صرف معاشات شهر يوليو بالزيادة الجديدة 15%


منة القيعى بين "يا بخته" مع الهضبة و"كلام فارغ" مع أصالة

زوج يلاحق زوجته بدعوى تخفيض نفقات بعد حصولها على حكم سداد متجمد 610 ألف جنيه

قبل ما تشغل التكييف.. 9 نصائح تحميك من كارثة حريق مفاجئة

المقاولون يستقر على الإسكندرية لاستضافة المرحلة الثانية من الإعداد

اختبارات القدرات 2025 تبدأ السبت.. هل يمكن استرداد الرسوم حالة الرسوب؟


عودة ناشئى اليد للتدريبات عقب انتهاء دورة السويد استعدادا للمونديال

رجلان غيرا نظرة توم هانكس للحياة.. اعرف القصة بمناسبة عيد ميلاده

تعرف على موعد انطلاق استعدادات الأهلي للموسم الجديد ومعسكر تونس

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

الزمالك يكرم أيمن الرمادى بعد التتويج بكأس مصر

السجن 10 سنوات لـ7 متهمين بدفن شاب حيا داخل ماسورة مياه فى المحلة

‌مصر تطلق أول برنامج لمكافحة نواقل الأوبئة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

الإنتاج يتعاقد مع ثنائى الترسانة لتدعيم صفوفه فى الميركاتو الصيفى

بطل من الحماية المدنية.. قطع إجازته ليخمد حريق سنترال رمسيس ..صور وفيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى