مغامرات فلة وريحان.. الحلقة الخامسة عشرة: ثروة ملك

فلة وريحان
فلة وريحان
تكتبها: سارة درويش ـ رسوم: أحمد خلف
مقدمة
 
 
قبل أن تنام، تفقدت ملك حصالة نقودها، أصبحت ممتلئة تمامًا لدرجة أنها بالكاد استوعبت الجنيهات الخمس التي وضعتها فيها اليوم. ابتسم والدها وقال لها "حسنًا يا ملك يبدو أنه حان وقت كسر الحصالة وشراء شيء بالأموال التي ادخرتيها.. مارأيك أن نشتري لكِ اللعبة التي أعجبتك الأسبوع الماضي بالمتجر؟ أظن أن مدخراتك ستغطي ثمنها وربما تكفي لشراء هدية لصديقتك مريم أيضًا" انعقد حاجبا ملك وقالت بانفعال لوالدها "لا.. لن أكسر الحصالة ولن أخرج الأموال.. أنا أريدها ممتلئة هكذا" اندهش والدها وقال "لكن يا ملك ماذا ستفعلين بكل هذه المدخرات؟ هل تخططين لشراء شيء أكبر" هزت ملك رأسها نافية "لا.. لن أشتري شيئًا أنا أريد أن ادخر المزيد من المال" "لماذا يا صغيرتي؟" سألها والدها بدهشة فردت بحسم "لأنني أحب الادخار ألم تقل لي إن الادخار فكرة جيدة؟ أنا أحبها" ابتسم والدها وقال "نعم يا حبيبتي لكن الادخار يجب أن يكون لهدف.. لا أن يكون هدفك هو الادخار فقط من أجل كنز الأموال وإلا ما هي قيمة المال؟" بعناد ردت ملك "هدفي أن يكون معي الكثير من المال" سألها الأب "لماذا؟ ما هو الهدف من المال؟" ردت ببساطة "سأكون ثرية" ابتسم والدها وقال سنناقش هذا غدًا يا ملك، حان وقت النوم". 
 
راقب ريحان وفلة الحوار بين ملك ووالدها، تنهد ريحان وقال "ألا تذكرك ملك بصديق قديم؟" ابتسمت فلة وقالت "بالطبع بالطبع.. وكانت فكرة أمه عبقرية لحل هذه المشكلة.. ما رأيك أن نجرب نفس الحيلة مع ملك؟" ابتسم ريحان وقال "هيا بنا.. ابدأي العمل لقد نامت". 
 
في الحلم، كان لدى ملك نحو 10 حصالات ثقيلة متخمة بالنقود، كلما امتلأت واحدة تضعها على الرف وتبدأ الادخار في واحدة جديدة، وبينما كانت تضع حصالة ممتلئة جديدة على الرف دفعت دون قصد حصالة من القديمة فوقعت من على الرف وانكسرت. نزلت ملك بسرعة لتتفقد الحصالة المكسورة فصدمت حين وجدت أنها كانت ممتلئة بالتراب لا بالمال. بكت ملك وذهبت لتفقد حصالة أخرى وكسرتها فوجدت أن داخلها تراب أيضًا. كسرت جميع الحصالات وهي تبكي وصدمت أن بها تراب لا نقود. دخل والدها وقبل أن يسأل عن سبب البكاء رأى المشهد وفهم. 
 
اقترب منها وقالت "ممم ربما لم تخسري الكثير يا ملك" اندهشت ملك وسألته "كيف؟ كل مدخراتي فقدت! أين ذهبت" رد والدها ببساطة "هل شعرتِ بأي فرق يا ملك؟ لقد فقد المال قيمته بالفعل منذ وضعتيه في هذه الحصالات.. إذا كنتِ تريدين أن تدخريه فقط من أجل الادخار والفرحة بمشاهدة الحصالات أمامك.. لقد كانت أمامك وكنتي تشعرين بالسعادة طيلة هذا الوقت وأنتِ لا تعرفين أن ما بداخلها تراب وليس مال.."ثم سألها والدها "لو أن هذه المدخرات لم تضيع كيف كنتِ ستنفقينها؟".
 
أطرقت ملك وهي تفكر ثم قالت "لن أنفقها.. سأحتفظ بها" فتابع والدها "إذن ما الفارق بينها وبين التراب؟كلاهما يمكن أن يملأ الحصالة بلا أي فائدة ولا استخدام"، ردت ملك باحتجاج "ولكن الادخار مفيد!"  رد والدها "مفيد حين نستثمر هذه الأموال في شيء مفيد" سألته "مثل ماذا؟" قال بعد تفكير قصير "كل هذه المدخرات كان يمكن أن تترجم إلى سعادة حقيقية.. تشترين بها ألعابًا أو هدايا لأصدقائك أو تتبرعين بها لإسعاد أطفال آخرين أو إنقاذ مريض أو إطعام فقير.." هزت ملك رأسها ببطء وبدا عليها الاقتناع ثم قالت "حسنًا على الأقل لا يزال لدي حصالة جديدة.. سأشتري هدية لعيد ميلاد أمي".
 
ابتسم الأب "رائع.. وماذا لو عادت لكِ مدخراتك ماذا كنتِ ستفعلين بها؟" ردت مريم "لا أعرف فعلاً" قال الأب "ما رأيك ان تفكري؟ ضعي قائمة بما يمكن أن تفعليه بهذه المدخرات المفقودة وضعيها تحت وسادتك ربما تزول اللعنة عن الحصالات وتجدي أموالك من جديد؟" في المساء جلست ملك على مكتبها وانهمكت طويلاً في الكتابة، وبعد ساعة تنهدت وهي تضع القلم جانبًا "لقد انتهيت آخيرًا.. لقد كتبت قائمة بكل الأشياء التي كان يمكن أن أفعلها بأموالي المفقودة.. كلها أشياء رائعة يالتني فعلتها قبل أن أفقدها.. عموما سأجرب حيلة والدي وأضع القائمة تحت الوسادة.. من يدري قد تحدث المعجزة". 
 
في الصباح استيقظت ملك ووجدت على المكتب أمام سريرها أموالها مقسمة في برطمانات صغيرة يحمل كل منها اسمًا مختلفًا (هدية ماما ـ هدية سلمى ـ تبرع لمستشفى السرطان ـ تبرع لإنقاذ الحيوانات ). قفزت من سريرها بسعادة وهي تحتضن البرطمانات، وقررت أنه من الآن وصاعدًا ستحمل كل حصالة لها اسمًا مختلفًا وهدفًا مختلفًا تدخر لأجله.
 
 
ثروة ملك
ثروة ملك

 

Trending Plus

الأكثر قراءة

الرئيس السيسى: مصر كثفت جهودها السياسية لوقف نزيف الدم الفلسطينى

كهربا يشكر الرئيس السيسي بعد العودة إلى مصر عقب أحداث ليبيا

زيزو يواصل الانتظام فى مران الزمالك لليوم 14 والرمادى يتمسك بقراره

الرئيس السيسى: الحرب على قطاع غزة تتحدي كل القوانين والأعراف الدولية

وزير النقل يناشد المواطنين عدم السير فى الحارة المخصصة للأتوبيس الترددى


مدبولى: سيتم التشغيل التجريبي للمرحلة الثانية للأتوبيس الترددي فى يوليو

رئيس الوزراء: الأتوبيس الترددى على الطريق الدائرى مشروع كان "حلما"

من الأفلام للسوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعي.. إفيهات الزعيم تعيش وتتوارثها الأجيال وتلخص الكثير من الحكي.. "الحسابة بتحسب والجوازة باظت وهو الدين بيقول إيه" إفيهات عادل إمام تعيش العمر كله

تشيلسي الأقوى بالدوري الإنجليزي على ملعبه بعد فوزه بقمة اليونايتد.. بالأرقام

وزارة التعليم تحدد سن التقدم للصف الأول الابتدائى.. يبدأ من 6 سنوات


علا الشافعى تكتب: قمة بغداد.. لمّ الشمل العربى برعاية عراقية.. حضور إسبانى لافت.. رهان مفتوح على دور القاهرة فى إنهاء حرب غزة.. وتفاؤل بخروج سوريا من «أسر العقوبات»

وزارة التعليم: بدء التقديم لأولى ابتدائى ورياض الأطفال أول يونيو المقبل

التشكيل المتوقع للأهلى أمام البنك.. طاهر وبن شرقى وجراديشار فى الهجوم

بدء توافد القادة والزعماء على مقر انعقاد القمة العربية الـ34 فى بغداد

قبل نظر الاستئناف على حبسها.. تعرف على سبب إدانة البلوجر "روكى أحمد"

الخارجية: مصر تطالب جميع الأطراف الليبية بالالتزام بأقصى درجات ضبط النفس

طلاب الصفين الثانى والثالث الثانوى غير ملزمين برد التابلت بعد انتهاء دراستهم

غرة شهر ذى الحجة فلكياً الأربعاء 28 مايو.. وهذا موعد عيد الأضحى المبارك

خدمة للمصريين بالخارج.. خطوات وإجراءات شحن الجثامين إلى مصر

انطلاق تصوير فيلم الست لما في مدينة الإنتاج الإعلامي غدًا بدون يسرا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى