الصادقون.. الشيخ عبد الرحيم الدمرداش والصدقة الجارية

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم أحمد إبراهيم الشريف
الرجال تدل عليهم أفعالهم، وأهل الخير يحفظ لهم التاريخ ما فعلوه وقدموه، ومن أهل الخير والصادقين فى حياتهم الشيخ عبد الرحيم الدمرداش، ذلك الذى تمثل فيه قول سيدنا النبى، عليه الصلاة والسلام "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له"، والشيخ عبد الرحيم الدمرداش له صدقة جارية جعلت الآلاف يدعون له، فقد تبرع بأرضه وماله لبناء مستشفى خيرى هى مستشفى الدمرداش.
 
ولد عبد الرحيم الدمرداش فى حى العباسية، حيث عاش آباؤه الذين منَّ الله عليهم فكانوا يملكون الدنيا، وفى الوقت نفسه يسعون للآخرة وخيرها، كان عبد الرحيم باشا وكان والده شيخ الطريقة الصوفية الدمرداشية، وهو ما صاره الابن بعد ذلك، الذى تعلم فى الأزهر الشريف وجمعته الصداقة بالإمام محمد عبده، وكان قصره فى العباسية وله حديقة تبرع بها فى عام 1928، ونشأ المستشفى فى سنة 1931 وأنشئت كلية للطب بداخلها بعد ذلك، ثم صارت جزءا من جامعة عين شمس التى أنشئت فى سنة 1950.
 
ولد الشيخ عبد الرحيم الدمرداش في عام 1849م وتوفى 1929م أى أنه تبرع بالمستشفى قبل عام من رحيله وربما قبل شهور قليلة، وذلك من رضا الله يؤتيه من يشاء، أن يظل اسمه مقرونا بالخير دائما.
 
كان الشيخ الدمرداش فاعلا فى الحياة، فهو أحد أهم رجال الأعمال البارزين فى عصره، وكان من الاقتصاديين المثقفين، وأحد الفاعلين فى الحركة الوطنية المصرية آنذاك، وعضوًا فى مجلس شورى القوانين المصري، والجمعية العمومية المصرية.
 
أما عن كيفية تبرعه فتقول القصة إنه فى شهر أغسطس من عام 1928م دعا الشيخ عبد الرحيم باشا الدمرداش عددًا من أعضاء مجلس وزراء مصر إلى بيته وسلَّمهم وثيقة تبرعه بمبلغ 100 ألف جنيه مصرى، خَصَّص منها أربعين ألفًا لإقامة مستشفى خيرى لعلاج غير القادرين مجانًا دون نظرٍ لجنسياتهم ولا دياناتهم، على أن يكون باقى المبلغ وقفًا لصيانة المستشفى بعد بنائه وتجهيزه، بالطبع إضافة إلى حديقة القصر التى بلغت مساحتها 15 ألف متر مربع لإقامة المستشفى عليها.
 
وهنا وجبت الإشارة إلى أن أسرة عبد الرحيم الدمرداش جميعا كانت أسرة خير، فابنته كانت "قوت القلوب الدمرداشية" وهى أديبة شهيرة فى زمانها، وكانت تقدم جائزة أدبية للكتاب، ويذكر أن أول جائزة حصل عليها الكاتب الكبير نجيب محفوظ كانت جائزة "قوت القلوب الدمرداشية".
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محاولات أهلاوية لإعارة محمد ياسر في الدوري المحلي ..اعرف التفاصيل

محمد صلاح يتفوق على يامال وفينيسيوس في سباق أفضل أجنحة العالم

قطار الثانوية العامة يصل محطته الأخيرة.. الطلاب يؤدون غدًا امتحان الأحياء والإحصاء والرياضيات التطبيقية.. و"التعليم" توجه بتدقيق البيانات بورقة الإجابة.. وتطمئن طلبة علمى بتسليمهم مفاهيم اختبار الأحياء باللجان

انتظام صرف معاشات شهر يوليو بالزيادة الجديدة 15%

322 مليون دولار عالميا لفيلم Jurassic World: Rebirth


احجز مقعدك الآن.. جدول قطارات القاهرة - الإسكندرية اليوم الأربعاء 9-7-2025

طائرة الريال تهبط فى نيويورك بعد تأخرها بسبب العاصفة وإلغاء مؤتمر ألونسو

قبل ما تشغل التكييف.. 9 نصائح تحميك من كارثة حريق مفاجئة

منتحلو الصفة فى قبضة القانون.. عقوبات رادعة تعرف عليها

ترامب يعلن حضور نهائى كأس العالم للأندية 2025


آمنة تحدت الظلام والأمية.. سيدة كفيفة عمرها 55 سنة من سوهاج تحفظ كتاب الله وترتله بأحكامه فى 8 سنوات.. كانت تسير مسافة بعيدة 3 مرات أسبوعيًا لأجل القرآن الكريم.. وتصبح محفظة وتحلم بالعمرة.. صور

تعرف على موعد انطلاق استعدادات الأهلي للموسم الجديد ومعسكر تونس

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

إصابة 6 أشخاص فى حادث تصادم أعلى كوبرى دمنهور بالبحيرة

فلومينينسى ضد تشيلسى.. المتألق بيدرو يضيف الثانى للبلوز 0-2.. "فيديو"

7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم

رجال الحماية المدنية بالجيزة يشاركون فى إخماد نيران سنترال رمسيس.. صور وفيديو

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

مديرية الشباب والرياضة تخاطب الإسماعيلى بسبب استمارات سحب الثقة

الحماية المدنية تواصل عمليات تبريد حريق سنترال رمسيس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى