وزير الأوقاف: يوم بدر يوم من أيام الله التى تستوجب منا الشكر وأخذ الدروس والعبر

وزارة الاوقاف تحتفل بيوم بدر
وزارة الاوقاف تحتفل بيوم بدر
كتب على عبد الرحمن
احتفلت وزارة الأوقاف اليوم الأحد، بيوم بدر، بمسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) بالقاهرة عقب صلاة التراويح، بحضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، والدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية ، والدكتور هشام عبد العزيز رئيس القطاع الديني ، والدكتور محمد عزت أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور أيمن علي عبده أبو عمر وكيل الوزارة لشئون الدعوة، والشيخ السيد عبد المجيد وكيل الوزارة لشئون المساجد والقرآن الكريم، والدكتور نوح عبد الحليم العيسوى وكيل الوزارة لشئون مكتب الوزير، والدكتور خالد صلاح الدين وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة، وعدد من قيادات الوزارة، والسادة الأئمة، وجمع غفير من المصلين.
 
وفي كلمته أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن رمضان هو شهر الانتصارات، وفيه كان يوم بدر، حيث أكرم الله (عز وجل) المؤمنين بنصر من عنده على قلّة عددهم وعدتهم بالقياس إلى أعدائهم، يقول الحق سبحانه: "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ  فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ* بَلَى  إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ"، فنزول الملائكة إنما كان لبث الطمأنينة في قلوبهم، على أن الملائكة أنفسهم إنما نزلوا بأمر الله وثبتوا بتثبيته لهم. 
 
وتابع جمعة:"فإذا كنا مع الله بحق وصدق ألقي الرعب في قلوب أعدائنا، وإذا حدنا عن منهجه وشرعته نزع من قلوب أعدائنا المهابة منا وألقى الوهن في قلوبنا لبعدنا عنه، ومخالفتنا لأوامره، وعدم طاعتنا له، أو تقصيرنا في الأخذ بالأسباب التي أمرنا أن نأخذ بها من إعداد أنفسنا بكل ما يتضمنه الإعداد من معان إيمانية وعسكرية واقتصادية، حيث أمرنا سبحانه وتعالى بذلك فقال: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ".
ملخصًا حديثه في نقاط: 
النقطة الأولى: أن الإسلام لم يكن أبدًا متشوفًا للحرب ولا للقتال، ففي هذا اليوم خرجت قريش ليستأصلوا شأفة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه بالمدينة ، فكان يوم بدر يومًا دفاعيًّا، يدافعون فيه عن دينهم وعن أنفسهم وعن وطنهم، وعندما استشار الرسول (صلى الله عليه وسلم) في الخروج إليهم أم المكوث في المدينة والدفاع عنها، أشاروا عليه بالخروج للدفاع عن المدينة، وفي ذلك مشروعية الدفاع عن النفس والعرض والمال والوطن، ومن هنا جاء قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "منْ قُتِل دُونَ مالِهِ فهُو شَهيدٌ، ومنْ قُتلَ دُونَ دمِهِ فهُو شهيدٌ، وَمَنْ قُتِل دُونَ دِينِهِ فَهو شهيدٌ، ومنْ قُتِل دُونَ أهْلِهِ فهُو شهيدٌ". 
النقطة الثانية: 
لقد كان النصر من عند الله (عز وجل) بتوفيق إلهي يقول سبحانه : ” إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ"، ويقول الحق سبحانه: "فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ  وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى"، ويقول سبحانه: "إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ"، فكلمة "مردفين" هنا تعني متتابعين، وكل خبراء الحروب الحديثة يقولون: إن خطوط الإمداد لا تُدفع دفعة واحدة بل على دفعات متتابعة ، حتى تأخذ كل مجموعة مكانها من القتال، وكأن القرآن يلفت أنظارنا إلى شيء من التخطيط العسكري الدقيق ، وفي قوله سبحانه : "وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ  إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ" كان من حكمة الله وفضله أن يُلقي عليهم السكينة والهدوء والثبات والنوم حتى تستريح أجسادهم وتهدأ قلوبهم فلاقوا العدو بكامل قوتهم النفسية والبدنية.
النقطة الثالثة: 
أن الأخذ بالأسباب وصدق النية وحسن التوجه إلى الله (عز وجل) والاستعانة به أهم أسباب النصر، نستفاده من قوله سبحانه: "فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" فمهما أعددت من قوة ومهما كانت قوتك إياك أن تتخلى عن أسباب السماء معتمدًا على أسباب الأرض وحدها ، فعندما دخل المسلمين شيء يوم حنين وأعجبتهم كثرتهم دارت الدائرة عليهم في بدء الأمر حتى كان تثبيت الله لهم ، فعلينا أن نأخذ بالأسباب مدركين أن الأسباب لا تعمل بذاتها وإنما تعمل بإعمال الله لها ، "وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ" فإذا كنت مع الله كن مطمئنَا ، فإذا كان الله معك فلا عليك بعد ذلك بمن عليك وبمن معك ، والقول الفصل في قوله تعالى : "وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ" ، ويقول سبحانه : "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا  يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا  وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ".
 
وقد أعد رسولنا (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه ما استطاعوا من عدة ، وكانوا حريصين على الشهادة حرص غيرهم على الحياة ، وفيها أكرم الله (عز وجل) نبيه وعباده بالنصر المبين على قلة عددهم وعتادهم ، لصدق نيتهم، وحسن توكلهم عليه ، وأخذهم بما استطاعوا من أسباب .
على أن هذه الحرب كانت كما نرى دفاعية يدافع المسلمون فيها عن أنفسهـم وأعراضهم وأموالهم ومدينتهم، فلم يكن خروجهم للقتال اعتداءً  إنما كان لرد العدوان .
 
وكما أكرم الله نبيه (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه بالنصر في هذا اليوم المبارك، فإنه سبحانه وتعالى أكرمهم كرمًا آخر لا عِدْل له ، وهو ما عبر عنه نبينا (صلى الله عليه وسلم) بقوله : "لَعَلَّ اللَّهَ تَعَالَى اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ ، فَقَالَ : اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ".
 
 
واختتم وزير الأوقاف قائلا:"ومن ثمة فإننا إذا ما أعددنا أنفسنا أخذنا بالأسباب، وأحسنا التوكل على الله والاعتماد عليه، كان النصر في الدنيا ، والفضل من الله تعالى في الدنيا والآخرة". 
 
IMG-20220417-WA0022
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الطقس اليوم.. حار بأغلب الأنحاء ونشاط للرياح وسحب والعظمى بالقاهرة 35 درجة

فابيو.. حارس برازيلى تحدى الزمن وأصبح الأكثر خوضًا للمباريات عبر التاريخ

بعد إعدام المتهمين.. ننشر حكم إعدام قتلة المذيعة شيماء جمال

روسيا تدعو إلى تحقيق دولى حول دعم أوكرانيا للمسلحين فى إفريقيا

"دولة التلاوة".. أضخم مسابقة قرآنية فى تاريخ مصر بالتعاون بين الأوقاف والمتحدة


مواعيد قطارات القاهرة أسوان والإسكندرية أسوان والعكس اليوم الخميس 21-8-2025

فرص عمل فى الأردن برواتب تصل إلى 24 ألف جنيه.. اعرف الشروط والتفاصيل

شاطئ الغرام أيقونة مصيف مطروح وملتقى العشاق والذوق الرفيع.. يتميز بموقع فريد وإطلالة بانورامية على واجهة المدينة وخليج مرسى مطروح.. يتوافد عليه آلاف المصطافين يوميا للاستمتاع بروعة الطبيعة والسباحة الآمنة.. صور

محطة السد العالى تستقبل القطار الأسبوعى السادس للأشقاء السودانيين (فيديو وصور)

فاكسيرا تكشف طريقة علاج الإصابة بالحزام النارى.. اعرف التفاصيل


"الجنائية الدولية" ترفض العقوبات الأمريكية الجديدة.. وتؤكد تمسكها باستقلالها

تعرف على كلمات أغنية "شربنا" لحلمى عبد الباقى قبل طرحها

الصحة: 125 مليون شخص حول العالم يتأثرون نفسيا وجسديا لإصابتهم بالصدفية

مباشر الميركاتو.. تعرف على آخر تطورات سوق الانتقالات الصيفية

المتحدة تعلن الشراكة مع تيك توك لنقل الافتتاح التاريخى للمتحف المصرى الكبير

وفاة القاضى الأمريكى الرحيم فرانك كابريو عن 88 عاما بسرطان البنكرياس

أخبار الرياضة المصرية اليوم الأربعاء 20-8-2025

دياب اللوح: السلطة الفلسطينية ستتولى المسؤولية الكاملة عن قطاع غزة

ارتفاع عدد ضحايا عقار الزقازيق المنهار إلى 5 بعد انتشال جثة شاب

"اليوم السابع" مرحلة جديدة من التألق المهني والشباب الدائم.. أرقام غير مسبوقة تتجاوز 1.4 مليار مشاهدة خلال عام.. منصات سوشيال ميديا تتخطى 12.7 مليار في 6 أشهر وأرشيف إلكتروني يتصدر محركات البحث بـ 7 ملايين خبر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى