حلف وراسو.. قصة تحالف جمع روسيا بشرق أوروبا عاد للأذهان بعد حرب أوكرانيا

شعار حلف وارسو
شعار حلف وارسو
كتبت: هناء أبو العز
تصريحات مثيرة للجدل خرج بها نائب وزير الخارجية الصيني، له يو تشنغ، لوكالة أسوشيتد برس ليحمل الناتو مسئولية اندلاع الأزمة الأوكرانية، وحذر فيها من حلف الناتو وقدرته على أن يضرب الكرملين بصاروخ في غضون 7 أو 8 دقائق، قائلًا: "حلف الناتو كان يجب أن يتفكك ويدرج في التاريخ جنبا إلى جنب مع حلف وارسو".
 
تصريحات المسئول الصيني رفيع المستوى أعادت للأذهان قصة حلف وارسو.. فما هي طبيعة هذا الحلف، وأعضاؤه، ولماذا تم تأسيسه، وما هى أسباب تفكيكه بعدما استمر 36 عاما رقما صعبا فى المعادلة العسكرية والسياسية.
 

تاريخ الحلف

تشكل حلف وارسو عام 1955 كرد فعل على قرار الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين إدراج ألمانيا الغربية ضمن منظومة "حلف شمال الأطلسى"، الذي يعرف اختصاراً باسم "ناتو"، والذى تم تشكيله عام 1949 بوصفه تحالفاً عسكرياً بين الولايات المتحدة وكندا والعديد من الدول الأوروبية، لمواجهة التهديد التوسعى البرى الداهم للسوفيات على أبواب أوروبا الغربية.
 
ففى عام 1954، صوت الناتو لصالح قبول ألمانيا الغربية، التي سمح بإعادة تسليحها، عضواً في الحلف، الأمر الذى جعل موسكو ترد عن طريق تشكيل "حلف وارسو"، الذي ضم في عضويته التأسيسية: الاتحاد السوفياتي وألمانيا الشرقية وبولندا والمجر ورومانيا وبلغاريا وتشيكوسلوفاكيا، وألبانيا التي انسحبت لاحقاً عام 1968، وفي عام 1963، سعت منغوليا للانضمام إلى حلف وارسو، لكنها حصلت على وضعية "عضو مراقب" إثر ضغوط سياسية مارستها الصين التي أرادت إبقاء جارتها الشمالية في وضع حيادي.
 
وظهر حلف وارسو نتيجة للمعاهدة التي عُقِدت بين مجموعة من الدُّول؛ بقصد إنشاء مُنظَّمة للدفاع المتبادل، حيث أُطلِق عليها اسم (مُعاهدة وارسو للصداقة، والتعاون، والمساعدة المتبادلة)، وكان السبب المباشر لهذه المُعاهدة خلافًا لاعتراف الدول الغربية بألمانيا الغربية، وضمّها لمنظمة حلف شمال الأطلسي في اتفاقية باريس، ورغبة الاتحاد السوفيتي في تعزيز السيطرة السوفيتيّة على أقماره الصناعية التي هي عبارة عن برنامج أوجَده الزعيمان السوفيتيّان (نيكيتا خروتشوف، ونيكولاي بولكانين) في أوائل عام 1955م، كما نصت المُعاهدة على أن الاتفاق سيحل إذا ما حصل اتفاق أمني مُشترك بين الشرق، والغرب؛ فهو بذلك وسيلة لتعزيز الموقف التفاوضي للاتحاد السوفيتي في الدبلوماسية الدولية.
 
وأُنشئ حلف وارسو؛ للحفاظ على الاتّحاد السوفيتي كهدف رئيسيّ، بالإضافة إلى الدفاع عن الدُّول الأعضاء ضِدَّ حلف الناتو، إلّا أنَّ الحلفَ كانت له مجموعة من الأنشطة بحجَّة الحفاظ على الدُّول الأعضاء، ومن أهمّ هذه الأعمال التي حفظتها السجلّات التاريخيّة لحلف وارسو غزوُ تشيكوسلوفاكيا. 
 
وبعد مرور 20 سنة من إنشاء الحلف، تمّ تجديد المُعاهدة حسب ما نصَّ عليه أحد بُنود الاتّفاقية، وذلك عام 1985م، إلّا أنَّ الحِلف بدأ يضعف، وخاصّة بعدما أُدخلت تعديلات البيريسترويكا من قبل (ميخائيل غورباتشوف)، والتي أعادت تعريف العلاقات السوفيتية في دول أوروبا الشرقية، مما زاد التطلعات الوطنية في أوروبّا الشرقيّة،  بالإضافة إلى تراجُع الحالة الاقتصاديّة، وتغيُّر المشهد السياسيّ سنة 1987م؛ حيثُ حاول الاتّحاد السوفيتيّ التكيُّف مع الأوضاع؛ فأجرى تعديلاً على مبدأ مُنظَّمة التجارة العالميّة؛ للتأكيد على طابعها الدفاعيّ، وبالرغم من ذلك فإنَّ الحلف استمرَّ بالانهيار حتى أعلنت ألمانيا توحُّدها، فكان هذا التحوُّل السياسيّ خَرقاً لا يُمكن إصلاحه، وفي الأوَّل من شهر يوليو سنة 1991م، أُعلِن في اجتماعٍ أخير لقادة الحِلف في براج أن الحلف غير موجود، وتمّ سحب قوات الاتحاد السوفيتي من البلدان المُستقلة، وانضمَّت دُوَل حِلف وارسو إلى حزب الناتو عدا روسيا السوفيتيّة.
 
وفي الرابع عشر من مايو عام 1991، انهار "حلف وارسو"، الذي أرعب بعدته القارة الأوروبية طيلة 36 عاماً، في أعقاب إعلان أعلى هيئة عسكرية سوفياتية تخليها عن قيادة جيوش دول أوروبا الشرقية السابحة في فلك موسكو، وقد شكّل ذلك الحدث آنذاك، أحدث علامات فقدان سيطرة الاتحاد السوفياتي السابق على حلفائه الأوروبيين عقب انتهاء الحرب الباردة مع دول المعسكر الغربي.
 
 أمّا أكثر الأحلاف العسكرية رسوخاً واستمراراً في عصرنا الراهن فهو بلا منازع "حلف شمال الأطلسي" (الناتو)، الذي تأسس في أبريل 1949، كقوة موازنة للقوة السياسية والعسكرية المتنامية للاتحاد السوفياتي آنذاك، لكن بعض الخبراء الاستراتيجيين يتوقعون للناتو مصيراً مشابهاً لوارسو.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

غدا.. مجلس الشيوخ ينظر دراسة حول الأثر التشريعى لقانون التحكيم.. تهدف إلى اختصار مدة تنفيذ الأحكام وإنهاء تضارب الاختصاصات وتحفيز مناخ الاستثمار.. وتوصى بتعديل مواده لتوحيد الجهة القضائية المختصة

موعد مباراة الأهلي القادمة أمام فاركو فى دوري nile والقناة الناقلة

متهم بالنصب على مواطنين بالإسكندرية: استغليت رغبتهم فى العلاج الروحانى

حفل لأغاني أم كلثوم الليلة على مسرح أوبرا الإسكندرية اليوم

موعد انطلاق مباريات إياب ربع نهائى كأس عاصمة مصر والقناة الناقلة


عيد ميلاد أحمد آدم.. مسيرة حافلة بالكوميديا والدراما

قانون العمل الجديد.. غرامة 50 ألف جنيه عقوبة تشغيل العامل سخرة أو ممارسة العنف اللفظى والجسدى عليه وتتعدد الغرامة بتعدد العمال الذين وقعت فى شأنهم الجريمة.. حظر التمييز بسبب الدين أو العقيدة أو الجنس

استعدادات "الحج" .. "المساعد الذكى" نافذة رقمية جديدة لخدمة ضيوف الرحمن.. وتدشين برنامج لتعزيز الأمن السيبرانى لتحسين خدمات الحجاج.. توفير 12 خدمة تقنية.. وخطب توعوية بمساجد المملكة بعدم جواز الحج بدون تصريح

أساتذة القومى للبحوث يضعون روشتة متكاملة للقضاء على توتر الامتحانات.. النوم 8 ساعات وشرب 4-6 لتر مياه يوميا واستراحة 10 دقائق بعد كل ساعة مذاكرة.. القيلولة تزيد من الانتباه والسلمون والبيض والمكسرات تحسن المزاج

أحمد سليمان عضو مجلس إدارة الزمالك يحتفل بزفاف ابنته وسط حضور نجوم الكرة.. صور


رئيس الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين فى حوار لـ"اليوم السابع": العمالة المصرية من أمهر العمالات فى البحرين ونطبق خطة لإحلالهم بقطاع الإنشاءات.. ويؤكد: نحتاج شبكة عربية موحدة لربط العرض والطلب بين أسواق العمل

نيللى كريم وشريف سلامة ثنائية جديدة في السينما.. اعرف التفاصيل

افتتاح مشروع توسعة كورنيش الإسكندرية والتشغيل التجريبى قريبا.. انتهاء أعمال الرصف من المنتزه حتى البوريفاج باتساع 5 حارات.. استكمال أعمال كوبرى "محمد نجيب".. وتوسعة "سيدى بشر" و17 بوابة للشواطئ.. فيديو وصور

كل ما تريد معرفته عن سعر أول سيارة كهربائية في مصر وموعد تصنيعها

جوارديولا يعلق على إهداء هالاند ركلة الجزاء لمرموش في نهائي كأس إنجلترا

انطلاق أكبر مبادرة لدعم طلاب الصف الثالث الإعدادى بالوادى الجديد.. محاضرات تعليمية مجانية ومراجعات نهائية داخل المساجد والكنائس ودور المناسبات لمراجعة المواد التعليمية تحت إشراف أكفأ المعلمين.. صور

الفار يلغى هدف تقدم بتروجت على بيراميدز بداعى التسلل

صحتك بالدنيا.. اعرف التعامل الأمثل مع ارتفاع ضغط الدم.. و11 خطوة تساعد مرضى الأمراض المزمنة فى تجنب الموجة الحارة.. وطرق تخلص طفلك من توتر الامتحانات.. ونجاح تجربة زراعة كلى لمريض من خنزير معدل وراثيا

حياة كريمة تحول "الغُريب" قرية البشوات بزفتى للأفضل.. مشروعات خدمية هامة تخرج للنور بقرية إسماعيل باشا صدقي رئيس الوزراء في عهد الملك.. توصيل الغاز الطبيعي وشبكات ووصلات الصرف الصحي ومجمع خدمي نموذجي

دورتموند يكتسح هولشتاين بثلاثية.. وتعادل ماينز ضد ليفركوزن بالبوندزليجا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى