تعرف على جرائم كليبر ضد المصريين فى ثورة القاهرة الثانية

كليبر
كليبر
كتب محمد عبد الرحمن
تمر، فى هذه الأيام، ذكرى استسلام الثائرين من أهالى مصر فى ثورة القاهرة الثانية، وذلك بعد أن سلط عليهم الجنرال كليبر مدافعه وأحرق أحياء القاهرة، وكان ذلك عام 1800م، بعد وقوف المصريين بكل شجاعة ورفض الصلح مع كليبر لأكثر من مرة.
 
وبدأت الثورة من حى بولاق، لكنها انتشرت مثل النار فى الهشيم فى بقية أحياء المدينة، وتحرك أهالى بولاق متسلحين بالسيوف والبنادق والرماح والعصي، واتجهوا إلى قلعة قنطرة الليمون ليقتحموها، لكن حامية القلعة استطاعت ردهم، فأعاد الثوار ترتيب خطوطهم وأعادوا الهجوم، لكنهم فشلوا أيضاً في اقتحامها، ووقع من الثوار 300 شهيد.
 
انضم بعض الجنود العثمانيين والمماليك إلى الثورة، بعدما هربوا من معركة عين شمس، ثم توجهت حشود الثوار نحو معسكر القيادة العامة للجيش الفرنسى بمنطقة الأزبكية وحاصروه، واحتلوا المنازل المجاورة له، وتبادلوا المناوشات مع الجنود الفرنسيين، وقد صنع الثوار المصريون بما أتيح لهم من أدوات البارود، كما صنعوا القنابل من حديد المساجد وأدوات الحدادين، بل ويذكر أحد مهندسى الجيش الفرنسى أن الثوار استخدموا المدافع، وهو ما ذكره كليبر نفسه.
 
بعث كليبر يطلب وفدا من العلماء يكون الوسيط بينه وبين الثوار، فجاءه وفد، وعرض عليهم كليبر وقف القتال فى مقابل الأمان، وهذا ما رفضه المصريون، وفى 14 أبريل 1800 أنذر كليبر الثوار، لكنهم تجاهلوه، وفى فجر اليوم التالى بدأ الفرنسيون هجومهم على حى بولاق وبدأت مدفعيتهم تقذف الحى فى غير رحمة، ورغم ذلك وفى هذا البلاء عرض العفو على الثوار فأبوا واستمر القتال، وفجرت الدماء انهارًا من الشوارع واشتملت النار أحياء بولاق من أقصاها إلى أقصاها، وعادت تلك المدينة العمرة الزاهرة هدفا للخراب وأكلتها أهوال الحرب وفظائعها".
 
استطاعت القوات الفرنسية احتلال حى بولاق في النهاية والقضاء على الثورة، ويصف الجبرتي ما فعلوه بحي بولاق وثواره، فقد هجم الفرنسيون على بولاق من ناحية البحر والبر، وقاتل أخل بولاق باستماتة حتى غلبهم الفرنسيون وحاصروهم من كل جهة، وقلتوا منهم وحرقوا ثواراً كثيرين.
 
وفرضوا غرامات على العلماء والأعيان المشاركين فى الثورة، وصادر أملاك كبير التجار الشيخ أحمد المحروقي، كما قرر غرامات على أصحاب الحرف، وقد غادر القاهرة مع العثمانيين والمماليك نقيب الأشراق الشيخ عمر مكرم والشيخ أحمد المحروقى، أما القائد الميداني في بولاق الحاج مصطفى البشتيلي فقد قبض عليه و أرغموا أتباعه وصبيانه على أن يقتلوه ضرباً بالعصيى حتى مات.

ويقول الجبرتي: وملكوا بولاق وفعلوا بأهلها ما تشيب له النواصي، وصارت القتلى مطروحة في الطرقات والأزقة، واحترقت الأبنية والدور والقصور، وخصوصاً البيوت والرباع المطلة على البحر، وكذلك الأطراف، وهرب كثير من الناس عندما أيقنوا بالغلبة فنجوا بأنفسهم إلى الجهة القبلية، ثم أحاط الفرنسيس بالبلد، ومنعوا من يخرج منها واستولوا على الخانات والوكالات والحواصل والودائع والبضائع، وملكوا الدور وما بها من الأمتعة والأموال والنساء والخواندات والصبيان والبنات ومخازن الغلال والسكر والكتان والقطن والأباريز والأرز والأدهان والأصناف العطرية، وما لا تسعه السطور ولا يحيط به كتاب ولا منشور، والذى وجدوه منعكفاً فى داره أو طبقته ولم يجدوا عنده سلاحاً نهبوا متاعه، وعروه من ثيابه ومضوا وتركوه حياً، وأصبح من بقي من ضعفاء أهل بولاق وأهلها وأعيانها الذين لم يقاتلوا فقراء لا يملكون ما يستر عوراتهم.

وهكذا انتهت ثورة القاهرة الثانية كما بدأت في حي بولاق، ورغم أن الثورة انتهت بعدما توسط بعض المشايخ والأعيان لكي لا ينتقم الفرنسيون، ورغم أن كليبر أعطاهم وعداً بالأمان، فإن ذلك لم يمنعه من النهب والقتل.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الإسماعيلى آخرهم.. 8 أندية تعلن عن مدربيها استعداداً للموسم الجديد

باريس سان جيرمان يتحدى بايرن ميونخ فى نهائى مبكر بمونديال الأندية

خلال ساعات.. نظر محاكمة 11 متهما بخلية داعش الهرم الإرهاربية

هيئة الدواء تكشف المخطط الزمنى لجمع الأدوية منتهية الصلاحية من الصيدليات.. ياسين رجائى: السحب يشمل 70 ألف صيدلية.. ويكشف: تسجيل 55% من المؤسسات الصيدلية.. وانتهاء فترة السماح للتسجيل 31 يوليو الحالى

التعليم: تحصيل 50 جنيها مقابل خدمة التعليم التفاعلى و25 جنيها للمنصات


موسم رحيل الأساطير فى ملاعب العالم.. شيكابالا ومعلول ومودريتش الأبرز

الأهلى يضع الرتوش الأخيرة على معسكر طبرقة التونسية استعدادا للموسم الجديد

تزوير الشهادات الدراسية.. جريمة تهدد مصداقية التعليم والداخلية تتصدى

ترامب مرحبًا برد حركة حماس: قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة خلال أيام

تشيلسى يتأهل لنصف نهائى مونديال الأندية بثنائية ضد بالميراس.. فيديو


المحكمة الدستورية تفصل بعد قليل فى دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم

مسجد داخل أحد أقدم أديرة العالم.. دلالة خالدة على التسامح الدينى فى أرض سيناء.. دير سانت كاترين هنا صلى الرهبان وخدم البدو وسجد الجميع فى حضرة السلام.. وثيقة العهدة المحمدية ضمانة لحماية الرهبان واحترام العقيدة

القاتل الصامت.. تغيرات المناخ تعصف بالعالم.. أمطار فى تونس والسعودية.. تحذيرات أممية بعد سقوط ضحايا لموجات الحر الشديد بأوروبا.. و300 فرد إطفاء لمكافحة أكبر حريق غابات بكاليفورنيا.. وإجلاء 50 ألف شخص فى تركيا

تصل إلى الحبس 7 سنوات.. عقوبة تنتظر السائق المتسبب فى حادث الطريق الإقليمى

3 حالات يجوز فيها للطفل الحصول على معاش شهرى.. تعرف عليها

قدم الآن.. فرص عمل فى تأمين محطات المترو بمرتبات تصل لـ10 آلاف جنيه

اليوم.. نظر محاكمة 37 متهما بخلية التجمع الإرهابية

حر لا يطاق.. حالة الطقس المتوقعة اليوم السبت 5 يوليو 2025 فى مصر

مصرع طفل صدمته سيارة والده أثناء لهوه فى البدرشين

قبل ساعات من الموعد.. عناوين لجان تلقى أوراق الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى