منع الاعتكاف بالمساجد قرار يستحق الإشادة والدعم

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

أتعجب من بعض الذين يرددون عبارات على طريقة: كيف تغلقون المساجد في أوقات الاعتكاف وتمنعون صلاة التهجد؟ في الوقت الذي تستقبل فيه آلاف المساجد على مستوى الجمهورية ملايين المصلين، وتفتح أبوابها، وتخدم كل من يريد أن يؤدى فرائض الله، لكن الاعتكاف له طبيعة خاصة، ويحتاج استعدادات مختلفة، حيث يتحول المسجد إلى مكان للمأكل والملبس والمشرب ثم النوم لخدمة من يعتكفون أو يقومون الليل، ثم ينامون حتى الظهيرة!

الحقيقة أن وزارة الأوقاف خرجت منذ عدة أيام ببيان شديد الأدب يراعى خصوصية الشهر الكريم، ويحترم عادات المجتمع المصري في رمضان، وأكدت أن الاعتكاف ممنوع هذا العام، نظراً لدواعي الإجراءات الاحترازية لجائحة كورونا، وخوفاً من انتقال العدوى بين المعتكفين، وما قد يترتب على ذلك من انتشار للعدوى، ومع ذلك شنت المجموعات المأجورة على الفضاء الإلكتروني حرباً شعواء، الهدف منها نشر الفوضى وإشاعة الفتنة، لذلك كان لزاماً أن نوضح بعض الحقائق والمعلومات في هذا السياق.

بشكل شخصي لا أحبذ أن تستقبل المساجد المعتكفين في العشر الأواخر من رمضان أو في غيرها، ارتباطاً بعدد من الأسباب أرصدها في السطور التالية: 

أولا:  حالة الفوضى التي يخلقها المعتكفون داخل المساجد من مأكل وملبس ومشرب، وما يسبق ذلك من عمليات إعداد طعام، ومنذ سنوات بعيدة كنت أتقزز من مشهد الأطباق والأواني الملقاة على الأرض، ورائحة الطعام التي تملأ أركان المساجد، فهذا ليس إلا اعتداء على الحالة الروحية التي يعيشها المسلم داخل المسجد.

ثانياً: المعتكفون يصلون ليلاً وينامون نهاراً، ولا يخرجون للعمل أو إعالة أسرهم وذويهم، في وقت نحن أحوج فيه للعمل والسعي، خاصة أهل القرى الذين يعملون بالزراعة والأنشطة اليومية المرتبطة بها.

ثالثاً: - الاعتكاف في الماضي كان يتم توظيفه لأغراض سياسية، وكانت جماعة الإخوان الإرهابية تدفع بأنصارها إلى المساجد لاستقطاب الشباب، وبث أفكارها خلال هذه الفترة من العام، خاصة أن مدخل التهجد والاعتكاف والبقاء في المسجد لعدة أيام، قد يكون براقاً للشباب الصغار، الذين يستهويهم هذا الفعل، ثم يسهل تجنيدهم بعد ذلك وتحميلهم بالأفكار المتطرفة.

رابعاً:  العادات والسلوكيات التي يتبعها البعض في المساجد خلال فترات الاعتكاف تحتاج إلى مراجعة، مثل إضاءة الأنوار ليلا ونهاراً، وتشغيل أجهزة التكييف والمراوح على مدار الساعة، الأمر الذي يترتب عليه استهلاك كهرباء مضاعف، وهذا بدوره يكلف الدولة عشرات الملايين.

كل التحية للدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، على قراراته الجريئة دوماً، التي لا تتفق مع هوى أهل الشر، الذين يريدون إشاعة الفوضى ويستهدفون السيطرة على المساجد، كما كان الأمر في الماضي، لكن الانضباط والنظام الذي تدار به المساجد الآن جعلها في قبضة الدولة، ومنع المتطرفون من استهدافها أو توجيهها أو اختطافها أو إخراجها عن دورها الأصيل كبيوت لعبادة الله، وقد اعتدنا من وزير الأوقاف على القرارات الحاسمة، فقد نجح مؤخراً في تحرير المساجد من صناديق جمع التبرعات، التي كانت تستغل في أغراض نعلمها جميعاً، ودشن مشروعاً ضخماً لصكوك الإطعام من أجل توفير اللحوم للفقراء والمساكين.

أتمنى أن يتوقف البعض عن المزايدة، ويراجعوا التاريخ جيداً، وما كان يحدث في المساجد خلال فترات الاعتكاف، وكيف كان حجم المخالفات التي تتم، وأقولها صريحة: من أراد أن يتقرب إلى الله فعليه بالصدقة، ومن أراد أن يتهجد فليجعل لبيته نصيباً، كما جاء في حديث أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم "أكرموا بيوتكم ببعض صلاتكم" ومن هذا المنطلق أتمنى أن تضرب وزارة الأوقاف بيد من حديد على كل من يخالف قرار منع الاعتكاف في المساجد، إعلاء لمصلحة البلاد والعباد.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

ثقافة سماعية وأبطال من ورق..

ثقافة سماعية وأبطال من ورق.. الأربعاء، 20 أبريل 2022 11:04 ص

المصريون وعشق الإجازات

المصريون وعشق الإجازات الإثنين، 18 أبريل 2022 10:47 ص

الطماطم عمرها ما كانت مجنونة!

الطماطم عمرها ما كانت مجنونة! الخميس، 14 أبريل 2022 11:33 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

خالد دومة: العهد 3 .. صوت هابيل

خالد دومة: العهد 3 .. صوت هابيل الإثنين، 07 يوليو 2025 03:34 ص

الأكثر قراءة

اعرف الصح.. دار الإفتاء تواصل حملتها لتصحيح المفاهيم الخاطئة.. وتوضح حكم زيارة مساجد المدينة المنورة والترتيب بين فريضة الفجر وسنته.. وتجيب عن سؤال حول حكم صلاة الصبى المُميّز فى الصف الأول

الإسماعيلي يفتح اليوم باب الترشح على المقاعد الشاغرة بمجلس الإدارة

نبيل الكوكي يُقسم مران المصري لـ 3 فقرات استعداداً للموسم الجديد

أهداف مباراة الولايات المتحدة ضد المكسيك فى نهائى كأس الكونكاكاف الذهبية

6 فئات لتذاكر حفل أنغام بحفل افتتاح مهرجان العلمين فى دورته الثالثة


منى الشاذلى توجه التحية للفنانة الدنماركية ليزا لاتشنيلسين.. اعرف السبب (صورة)

أساطير ارتدوا قميصي ريال مدريد وباريس سان جيرمان قبل موقعة مونديال الأندية

مباحثات بين وزيرى داخلية النمسا والأردن حول استقرار سوريا اليوم

ترامب: إيلون ماسك ينحرف تماما عن مساره ويتحول إلى كارثة حقيقية

عبد المنعم شطة نجم الأهلى السابق يحتفل بعيد ميلاده الـ"72" اليوم


إعلام عبرى: طائرات سلاح الجو ألقت نحو 20 صاروخا ثقيلا على الحديدة

جيش الاحتلال: استهدفنا موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف ومحطة كهرباء مركزية

ترامب: قريبون جدا من صفقة بشأن غزة واتفاق دائم مع إيران

عبد الله مجدى مستمر فى سيراميكا بالموسم الجديد

ضبط سائق نقل ترك الرمال تتناثر من سيارته على الطريق الدائري بالقاهرة.. فيديو

ضبط مسجل حاول استدراج طفل للتعدى عليه فى الشرقية

الاتحاد السكندرى يترقب رد الأهلى على طلب استعارة عبد الله ضمن صفقة مروان عطية

تحويلات مرورية بالدائرى الإقليمى لتنفيذ أعمال تطوير ورفع كفاءة الطريق

الداخلية تضبط سائق سيارة عرض حياة المواطنين للخطر باستعراضات فى شوارع الجيزة

صحتك بالدنيا.. اعرف حقيقة أشهر 10 خرافات عن "السكر".. دراسة تؤكد: ممارسة الرياضة بعد التعافى من السرطان تمنع تكرار المرض.. تحذيرات بريطانية من متحور كورونا الجديد "ستراتوس".. وأعراض "الكوليسترول" لدى الأطفال

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى