غرائب خلف القضبان.. قتل طليقته الحامل وأشعل النار بجسدها

محكمة - أرشيفية
محكمة - أرشيفية
كتب أحمد حسني
في عالم الجريمة كل شيء مباح، اتهام وتخفي وإلصاق التهم بآخرين، ففي النهاية خلف القضبان كل شيء يمكن فعله، لكن ورغم هذا فالحقيقة أيضاً لا يمكن إخفاؤها مهما طال الزمان، ومهما كان فاعلها فلابد أن تأتي اللحظة الفارقة التي تكشف فيها الحقائق، ويعود الحق لأصحابه، "اليوم السابع" يقدم خلال شهر رمضان حلقات متتالية تحت عنوان " غرائب خلف القضبان" من وقائع كتاب " أغرب القضايا" للمستشار بهاء أبو شقة.
 
 

الحلقة الثانية والعشرون..

 
انتهى الجزء الأول من القضية بالعثور على زوجة الرجل الذى عرف دائما شدته وبلطجته على الأخرين، وأجبر شخص أن يطلق زوجته قبل أن يتزوجها هو.. مقتولة بإحدى الأراضى داخل "عشة صغيرة" وتم إشعال النيران بجسدها.
 
حامت الشبهات فى البداية حول اثنين.. الزوج الحالى .. والزوج السابق..
 
وفيما يتعلق الشبهات حول زوجها الحالى كان من الدلائل التى ترجح لهذه الشبهات ما عرف عنه وما اشتهر به من تحجر العواطف وتيبس القلب واستهانته بالنفس البشرية.
 
لكن هذا الاحتمال ما لبث أن تبدد أمام ما توصلت إليه تحريات الشرطة أنه كان محباً لزوجته محققا لكل رغباتها.. كان سعيداً فرحاً يعد الأيام والليالى ليملأ عينيه بابنه الذى طال انتظاره.. كان يعد العدة للاحتفال بأعظم وأسعد حدث فى حياته المليئة بالآثام والشرور.
 
لكن سجله الحافل بالجريمة بكافة أنواعها.. بشخصيته المتمردة الشرسة التى تنجح دائما إلى العنف غير المستقرة لم تسبعد هذا الاحتمال نهائياً..
 
هل اكتشف فجأة علاقتها بأخر فساورته أفكاره وظنونه السوداء أن الجنين ليس من صلبه.. فلم يتردد فى قتلها هى والجنين ومثل بجثتها وأخفى معالمها كى يتعذر التعرف على صاحبتها.
 
نشط رجال الشرطة فى البحث والتحرى وقد بات هذا الاحتمال متزايداً أمام ما اشتهر عنه من قسوة وعنف، أمام شخصيته المستبدة المتعطشة دائماً للدماء التى تستهين بأى عزيز مهما كان إذا بدر منه ما يمس هيبته وجبروته.
 
لكن التحريات جاءت مخيبة لكل التوقعات .. فقد ثبت أن زوج المجنى عليها لم يكن بالقرية وقت ارتكاب الحادث.. كان بعيداً عن البلد قبل ذلك بيومين فقد سافر إلى القاهرة لشراء جرار وبعض المستلزمات لأرضه.
 
حامت الشبهات حو مطلقها، خصوصاً أنه كان متواجداً فى القرية يوم الحادث، وكان قد غادرها بعد طلاقه لزوجته بناء على أوامر زوجها الجديد وتهديده وتوعده بالقتل إن ظل يوماً بالقرية.. بل إن مطلقها قد غادر القرية ليس خوفاً من هذا التهديد – فحسب- وإنما لإحساسه أنه فقد كل شىء فى هذه القرية الظالمة فما عاد له غال فيها يبكى عليه.. زوجته التى يحبها أكثر من نفسه أجبره الطاغية على تطليقها.. وبات لا يستطيع العيش فى قرية فقد فيها محبوبته بل والأقسى والأمر أنها تعيش بين أحضان رجل أخر، اغتصبها بجبروته واقتنصها بأمواله بعد أن غرر بفكرها واحتال على مشاعرها بتلك الفرية الدنيئة التى أشاعها بين أهل القرية، وحفر فى ذهن الناس أنه قبض الثمن غدراً بها، وهو من كل ذلك برىء فما قبض ثمن ولا باع حبه لها.. بل أن أموال الدنيا كلها لا تساوى يوماً من أيام العذاب بل لحظة من الآلم الذى حل به من أن تركها.
 
لكن ما الذى حدا به أن يعود رغم كل ما حدث؟ كان هذا السؤال الذى بادره وكيل النيابة المحقق به.
 
عجز عن تفسيره ولم يستطع تبريره خصوصاً أن الأدلة قويت ضده أمام هذا العجز وانحسرت عن زوجها الحالى، وبات هو صاحب المصلحة الوحيدة فى ارتكاب الجريمة انتقاماً جماعياً منها ومن زوجها الذى اغتصبها منه ومن الجنين الذى تحمله من هذا الوغد الشرير.. بل زاد من ضراوة الاتهام ما ثبت من وجود أثار مادة البنزين بأظافره أثبتها تحليل المعامل الكيماوية بعد قص وكيل النيابة لأظافره خصوصاً بعد سكب البنزين عليها وإشعال النار فيها.
 
أنكر الواقعة فى البداية وأصر على الإنكار وأن مادة البنزين التى عثر على أثرها عالقة بأظافره كان نتيجة حمله لزجاجة بها بنزين يحتفظ بها ليشعل بعض الحطب للتدفئة وسكب جزء منه لسرعة اشتعال النار بها.
 
وتساءل متنحباً وهو يلطم خديه: كيف يقتل أحب الناس فى الدنيا إليه.. لو أجمع أهل الأرض جميعاً على قتلها لافتداها بحياته.. إنه يحبها حباً جنونياً.. لاحياة ولا معنى للحياة بدونها.. فهواها مازال يملأ قلبه وصورتها لا تبارح عينيه.. والحب والكراهية ضدان لا يلتقيان.. وأكد أنه كان على استعداد أن يقدم حياته فداء لها وقربانً لحبهما.
 
لكن ما لبث أن انهار عندما واجهته النيابة بأن جرمه مضاعف وإثمه لا يغتفر.. فلم يقتصر على قتل المجنى عليها فحسب بل قتل الجنين الذى تحمله فى أحشائها.. وكان على وشك أن يطل على الحياة طفلاً..
 
انهار وقد غاص فى بكاء هيستيرى عندما علم بأمر حملها وهو يهذى: " لقد ضاع كل أمل لى .. لقد عدت للقرية لكى أتحسس أخبارها.. كنت على أمل أن يكون زواج البلطجى بها نزوة من نزواته الطائشة، وأنه لن يلبث فى أن يتخلى عنها كما كان يحدث مع غيرها.. بعد أن يحقق مأربه وينال غرضه منها.
 
لكن تصوره كان خيالاً محضاً.. اكتشف أنه كان يلهث وراء وهم .. كان حلمه سرابًا.. ما لبث أن تبدد على صخرة الحقيقة بعد أن علم بأنها كانت حاملاً.
 
وتحدث فى صوت خفيض:
 
-أنا قتلتها.
 
وناقشته النيابة فى كيفية تنفيذ الجريمة..فأجاب بصوت كبير :"أنا قتلتها ..ألقيت البنزين وولعت النار فيها"..
 
من جانبها قضت محكمة الجنايات عليه بالإعدام شنقاً.
 
كانت تلك هى أحداث القضية حسب ما نضحت به أوراقها.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مروان حمدى يضيف الهدف الثانى لبيراميدز بقذيفة فى شباك بتروجت

60 دقيقة.. استمرار التعادل الإيجابى 1 / 1 بين الأهلى والبنك الأهلى

موعد صلاة عيد الأضحى المبارك 2025 فى مدن ومحافظات الجمهورية

مصر تفوز بجائزة أفضل جناح فى مهرجان كان 78

التعادل السلبى يحسم الشوط الأول بين بتروجت وبيراميدز


الفار يلغى هدف تقدم بتروجت على بيراميدز بداعى التسلل

إمام عاشور يحرز الهدف الأول بقذيفة مدوية في مرمى البنك الأهلى

رياض محرز يقود هجوم الأهلى ضد الخلود فى الدورى السعودى

مروان حمدى بديلا لـ فيستون ماييلى فى تشكيل بيراميدز أمام بتروجت قبل انطلاق المباراة

مفاجأة.. تغيرات سريعة فى درجات الحرارة خلال الساعات القادمة


حراسة المرمى فى خطر.. محمد الشناوى وجاد يثيران المخاوف وأخطاء عواد مستمرة

إيهود باراك منتقدا نتنياهو: أغرقت السفينة وقتلت الآلاف وتضحى بجنودنا

كشف حقيقة فيديو لفرد شرطة يسير عكس الاتجاه بمنطقة المرج

النيابة العامة تناشد المواطنين بضرورة الإبلاغ عن الجرائم عبر الواتس آب

أنجلينا جولي بمهرجان كان: أحب السينما العالمية التي تنقلنا لأماكن ولحظات أخرى

ميار شريف تتوج ببطولة بارما المفتوحة للتنس

السجن 10 سنوات لمتهم بتهديد وابتزاز فتاة فى سوهاج عبر فيس بوك

فتح باب التقديم لدفعة جديدة من الطلبة الموهوبين رياضياً بالمدارس العسكرية الرياضية

انخفاض 8 درجات.. الأرصاد تكشف موعد انكسار الموجة شديدة الحرارة

صورة تذكارية تجمع رؤساء الوفود المشاركة بالقمة العربية فى العراق

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى