أكرم القصاص يكتب: دعوة الرئيس مستقبل الحوار السياسى وإدارة التنوع

أكرم القصاص
أكرم القصاص
الكثير من النقاط تناولها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وفى حديثه معنا والزملاء الإعلاميين ورؤساء التحرير، وبالطبع فقد توقف كثيرون حول ما طرحه الرئيس عن إطلاق حوار سياسى واسع، وهو خبر الموسم بالفعل والذى لقى اهتماما من كل الأطراف الجادة، وهم كثيرون يبحثون عن دور أكبر للتيارات السياسية، ومثل هذه الحوارات تؤكد حالة من الحيوية الواضحة فى الإرسال والاستقبال بين الدولة والمجتمع، وتنطلق من إدراك الرئيس والدولة لمطالب كل مرحلة من مراحل التحرك للمستقبل، وهناك دلائل كثيرة على أن الدولة أصبحت الآن فى موقف قوى، يسمح بالمزيد من إدارة التنوع سياسيا ومجتمعيا، وبعد هزيمة الإرهاب، والوصول إلى استقرار أمنى واقتصادى لدرجة كبيرة، يمكن أن يكون هناك مجال لرسم تصور للعمل العام بأنواعه، الحزبى والسياسى عموما، ومعه العمل المدنى. 
 
وفكرة الحوار تأتى بعد شهور من إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، وتمثل خطوة للأمام ونقطة فاصلة فى تطوير العمل السياسى والأهلى ويجيب عن أسئلة مطروحة على مدار الفترات الماضية، خاصة أن حديث الرئيس عن الحوار السياسى، تزامن مع حديث موسع عن حرية الرأى والاعتقاد، والتأكيد على أن حرية الاعتقاد مصونة، وللمصريين - بجميع معتقداتهم - حرية الاعتقاد، والمساواة فى الحقوق والواجبات. 
 
والواقع أن فكرة الحوار، بعد شهور من إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، تصدر بناء على معطيات محلية، حيث تتحرك الدولة بناء على ما يتحقق فى مجال الأمن أو العمل الأهلى، ومن واقع الضرورات والظروف الموضوعية، باعتبار أن كل دولة لها ظروفها السكانية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية، والتى يفترض التعرف عليها لاتخاذ القرار، ونظن أن هناك أهمية لأن تتفاعل التيارات السياسية والمجتمع الأهلى مع مثل هذه الدعوات، والتى تفتح بابًا للنقاش ورسم صور المستقبل، مع التأكيد بضرورة وجود حياة سياسية نشطة، ومجتمع أهلى متفاعل، ينطلق من استجابات للقضايا المحلية، وبناء على أجندات يرسمها المجتمع، وليس مجرد إعادة تدوير للكلام والعناوين الضخمة. 
 
وينتظر أن تتفاعل التيارات السياسية والأهلية والمدنية بمسؤولية، بعيدا عن الكليشيهات المحفوظة التى لم تثبت لها أهمية، أو يظهر لها تأثير، وربما يكون على التيارات السياسية أن تفكر فى ترتيب أولويات النقاش حول معطيات الحياة السياسية، وانعكاساتها على الواقع، وأن تسعى الأحزاب للخروج من دوائر عدم الإمكان إلى نطاقات أوسع من الحوار السياسى، وربما يكون على التيارات السياسية أن تفكر فى مواثيق شرف تحكم العمل السياسى وتلزم أطرافه، وبشكل ينتج جدلا مفيدا حول قضايا الحاضر والمستقبل. 
 
طبعا هناك أطراف لا تريد ظهور مثل هذه الخطوة، حتى تبرهن على صحة مواقفها، وتضمن تدفقات التمويل مقابل المظلومية، لكنها أطراف لا تمثل رقما، وسط مجتمع سياسى وأهلى يسعى لتوسيع دوائر العمل بشفافية والالتزام بالقانون، بعد أن يطرحوا أفكارا عن مدى انعكاس الحوار على المجال العام. 
 
لقد حدد الرئيس عبدالفتاح السيسى - أثناء إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان - أرضية الانطلاق فى نقاش عام، عندما دعا لمشاركة سياسية ومدنية، لدعم التجربة السياسية، وتوسيع المشاركة والتعبير عن الرأى والتفاعل والحوار، لكن بعض الأطراف ترددت أو افتقدت المبادرة، والبعض الآخر لم يكن لديه الكثير ليقدمه، وهنا لا أحد يلوم على الأحزاب أو التيارات السياسية، لكن هناك فرصة يفترض أن يستغلها كل من يهتم بالتنوع والنقاش والمجال العام. 
 
وربما يكون على الأحزاب والمنظمات الأهلية، أن تشارك فى الحوار انطلاقا من رغبة فى إدارة التنوع، ورسم سياقات عامة للتحرك، خاصة ونحن نقترب من انتخابات المجالس المحلية، والتى تمثل خطوة مهمة للفرز والعمل العام،  وأن يجرى العمل المدنى والسياسى علنا، ضمن قواعد حاسمة فى التلقى والإنفاق وتحت مظلة قانون يحكم الجميع.
 
وبشكل عام، فإن الحوار السياسى الذى أعلن الرئيس أنه سيدعو إليه، فرصة لنقاش يمكن أن يكون مفيدا وإضافة للعمل السياسى والأهلى.
 
291d7916-609e-48b8-afa4-9fd792e6a59e

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي مهتم بضم محمد توريه لتدعيم هجومه في يناير

مواعيد مباريات اليوم.. باريس سان جيرمان مع فلامنجو ومان سيتي ضد برينتفورد

بعد مصرع الفنانة نيفين مندور.. خطوات لتجنب حرائق الشقق السكنية.. تعرف عليها

جار نيفين مندور يكشف تفاصيل مصرعها فى حريق منزلها بالإسكندرية

حالة الطقس.. تمركز للسحب الممطرة على شرق البلاد مصحوبة بأمطار غزيرة


مصرع الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم اللى بالى بالك فى حريق بمنزلها

بدء الاقتراع بأول أيام جولة إعادة المرحلة الثانية لانتخابات النواب

انتشار أمنى مكثف لتأمين جولة إعادة المرحلة الثانية من انتخابات النواب

3 اتهامات قادت هدير عبد الرازق وطليقها أوتاكا لقفص واحد

السلامى VS السكتيوى.. نهائى مغربى خارج الخطوط فى نهائى كأس العرب


الطقس اليوم الأربعاء 17-12-2025.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار

الهيئة القومية للتأمين الاجتماعى تحدد شروط صرف منحة وفاة أصحاب المعاش

زيادة 15٪ سنويا.. قانون الإيجار القديم يضع قواعد جديدة للأجرة

الأهلى يرحب برحيل أفشة فى يناير.. وسيراميكا مهتم بضمه

فنيون وعمال وبائعون.. تعرف على 747 فرصة عمل جديدة فى الجيزة

عبد الرؤوف يجهز بدائل الزمالك أمام حرس الحدود بكأس العاصمة

هل يشترط امتلاك توكتوك للتقديم فى منظومة الإحلال والحصول على السيارة الكيوت؟

مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 17-12-2025 والقنوات الناقلة

ليلة زفاف نجم الأهلى.. أحمد عبد القادر يحتفل وسط أسرته وأصدقائه فى الدقهلية.. عمر كمال وأحمد رمضان بيكهام أبرز الحضور.. وعصام صاصا وأورتيجا يشعلان الأجواء بالأغانى.. فيديو وصور

نجلاء بدر تتعرض لتسمم حاد وتعلق: أسوأ حاجة حصلت فى حياتى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى