أكرم القصاص يكتب: قضية السكان فى حوار الرئيس والدولة والمجتمع

أكرم القصاص
أكرم القصاص
من بين القضايا التى تفرض نفسها على النقاش العام فى مصر الآن، قضية السكان، والتى تتخذها الدولة بجدية وتتطلب طرحا مجتمعيا وأن تكون جزءا من أى حوار لمناقشة الحاضر والمستقبل، وهى بالفعل موضوع لا يحتمل التأجيل، ثم أنه موضوع تتداخل فيه الكثير من العوامل، والأفكار الخاطئة والمفاهيم المغلوطة عن القوة البشرية، وكيفية توظيفها، وتحتاج إلى طرح صريح وجاد ومصارحة، وإقناع مع تشريع، وخلال حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى، مع الصحفيين والإعلاميين، جدد الرئيس التأكيد على قضية السكان، وأن «حجم النمو الاقتصادى فى مصر لم يكافئ معدلات النمو السكانى، ولهذا تسعى الدولة إلى تقليص الفجوة بين نمو الاقتصاد والنمو السكانى، حتى يمكن أن نشعر بالتحسن اقتصاديا».
 
ومن واقع الأرقام فإن تعداد سكان مصر ارتفع من 77 مليوناً عام 2011 إلى 104 ملايين خلال عشر سنوات، بينما هناك دول عربية ظل عدد سكانها 11 مليونا خلال هذه الفترة، ومع هذا تواجه مشكلات اقتصادية، بينما مصر التى نجحت فى مضاعفة النمو والدخل، تجد نفسها مطالبة فقط بتوظيف وتوجيه أى نسبة نمو لسد متطلبات الزيادة السكانية، وإذا نظرنا لقضية المياه وحدها، ففى الستينيات كان نصيب مصر من المياه 55 مليار متر وسكان مصر 30 مليونا، وظل النصيب ثابتا وتضاعف عدد السكان أكثر من ثلاث مرات، ونفس الأمر فى كل المجالات فى عدد ما هو مطلوب من مدارس ومستشفيات وطرق ومساكن إلى آخر القائمة. 
 
البعض يطرح أن الزيادة السكانية إضافة للطاقة البشرية، لكن الواقع أن الأعداد التى تتزايد تكون بلا إمكانات تعليمية أو صحية مما يجعلها عبئا عاما لا يمكن توظيفه أو الاستفادة منه، والفئات الأقل تعليما أكثر إنجابا، تعجز عن تربية وتعليم الأبناء، فيضاعفون من الأعباء على أنفسهم وأبنائهم والمجتمع، بينما الفئات التى تحرص على تعليم ورعاية الأبناء تنجب عددا أقل لتستطيع الإنفاق عليهم.
 
على مدى عقود ظلت قضية السكان مطروحة من دون تحقيق نتائج، الدولة والحكومات تتحدث، والزيادة السكانية مستمرة، وأى زيادة فى عوائد التنمية تلتهمها الزيادة السكانية، تمت حملات وبرامج ظلت نتائجها بسيطة، والحديث عن تنظيم الأسرة بدأ منذ الستينيات والسبعينيات، ومع برامج فى الثمانينيات من القرن العشرين، ووصل معدل الزيادة حاليًا 1.5 مليون، ولهذا تم إطلاق المشروع القومى لتنمية الأسرة ضمن رؤية مصر 2030، والهدف ليس الحد أو تنظيم الزيادة السكانية لكن الارتقاء بجودة الحياة والعنصر البشرى الذى يمثل قوام الدولة.
 
فى مارس الماضى، تم إطلاق المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية للتعامل مع قضية النمو السكانى، وبآليات تتضمن تشريعات للتنظيم ومعها حوافز، وأن يكون المجتمع نفسه شريكا فى العمل تجاه الأمر، خاصة أن هناك قطاعات فى المجتمع تحرص على تنظيم الأسرة، تدفع أعباء أسر أخرى تدفع بأعداد من الأطفال بلا مسؤولية أو اهتمام، مشروع الأسرة المصرية خطوة للتعامل معها على المدى القصير والمتوسط، ويستهدف جذب المجتمع، حتى يشعر بنتائج التنمية، فى الخدمات والتعليم والعلاج، حيث لا يمكن أن تقوم الدولة وحدها بهذه الخطة، لكنها أمر مشترك بين الدولة والمجتمع، من خلال التوعية والتشريعات التى يمكنها التعامل مع الزيادة السكانية، مثلما تم فى دول واجهت القضية، فرضت الصين، طفلا واحدا على مدى عقود، ونجحت فى ضبط الزيادة السكانية مع نسبة النمو، مع الوقت سمحت بزيادة الأبناء لاثنين أو أكثر، وما كان يمكن للصين أن تحقق الوضع الاقتصادى الحالى، وهناك دول مثل سنغافورة ودول آسيوية أطلقت برامج مختلفة، الوضع فى مصر يتطلب برامج تتعامل مع الواقع الاجتماعى، ويربط المشروع الجديد، الحافز بالتنظيم، مع توعية وإشراك الحكومة مع المجتمع المدنى. 
 
ويفترض أن تكون قضية السكان باعتبارها قضية قومية تخص الجميع، مجالا لحوار عام وجزء من الحوارات المجتمعية، بجانب غيرها، بحيث تتضمن بالفعل توعية وحملات، وأيضًا تقديم الحوافز والمخاوف معًا فى التعامل مع أمر يخص الحاضر والمستقبل.
 
اليوم السابع
اليوم السابع

 

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مصطفى شوقي بعد نجاح حفله بمسرح البالون: اللي جاي مفاجآت

حبس مالك سيارة حادث الإقليمي بالمنوفية لتمكينه السائق من قيادتها دون رخصة

إحالة 3 أشخاص للجنايات بتهمة قتل شاب في مشاجرة بالقاهرة

لجنة الشباب بالنواب توافق على تعديلات قانون الرياضة.. أبرزها: دعم وتشجيع الاستثمار الرياضى المحلى والأجنبى بمصر.. تأسيس شركات خدمات رياضية.. جواز الجمع بين عضوية مجلس إدارة الهيئة ومجلس إدارة شركة الخدمات

الزمالك يحدد شروط الصفقات الجديدة بالفريق


بزشكيان: تعزيز علاقات إيران وجيرانها بالمنطقة يحمل رسالة سلام للعالم الإسلامي

1 يوليو بدء التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائي بالمعاهد الأزهرية

الأهلى يقرر تعديل عقد وسام أبو على وضمه للفئة الأولى المميزة

باريس سان جيرمان يهزم إنتر ميامى برباعية فى حضور ميسى بكأس العالم للأندية

الجمارك تحبط محاولة تهريب 3 آلاف دولار داخل "شبشب" فى طرد قادم من المغرب


سائق متهور.. سقوط سيارة داخل ترعة على طريق أجا فى المنصورة

رؤساء الهيئات القضائية الجدد يؤدون اليمين أمام الرئيس السيسي.. تكريم القضاة السابقين بوسام الجمهورية تقديرًا لعطائهم في صون العدالة وترسيخ دولة القانون.. والرئيس يؤكد على استقلال القضاء

مصر تعرب عن خالص تعازيها للسودان الشقيق في ضحايا حادث انهيار منجم للذهب

كامل الوزير: الرئيس وجه بإنهاء تطوير الدائري الإقليمي ونشر لجان على البوابات

تداعيات حادث المنوفية.. مجلس النواب يكتسي بالحزن على وفاة 19 فتاة.. بدء الجلسة العامة بدقيقة حدادا على أرواح الضحايا.. نواب يلقون بيانات عاجلة ومطالب بمحاسبة المقصرين.. والحكومة: لن نتهاون مع المهملين

يتعلق بوالدها.. كيت هدسون تكشف عن طلب صادم واجهته في بداية مسيرتها الفنية

موعد مباراة مصر وألمانيا فى تحديد مراكز بطولة العالم لكرة اليد للشباب

البندقية تنتفض ضد بيزوس.. مظاهرات ضد حفل زفافه بسبب التكاليف الباهظة.. فيديو

للقضاء على السمنة.. متاجر ومطاعم بريطانيا تواجه غرامات حال عدم تقديم طعام صحى

عفو رئاسى عن باقى العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بثورة 30 يونيو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى