أوروبا تخوض معركة ضد الوجبات السريعة.. هولندا أول دولة تحظر تناول البرجر لأقل من 18 عاما.. حظر مشاركة المشاهير فى إعلانات الأطعمة بإسبانيا.. وأخصائية تغذية: الطعام غير الصحى يتسبب الآن فى ضرر أكبر من التدخين

بدأت عدة دول فى أوروبا في خوض معركة ضد الوجبات السريعة، والحد من الإعلانات وحتى التفكير في حظر بيعها للقصر، لما لها من عواقب على صحة السكان، وتعتبر هولندا أولى الدول الأوروبية التى تحظر بيع الهامبرجر لمن أقل من 18 عاما، حسبما قالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية.

وقال  جيرارد أديلار مستشار مستقل لسياسات الصحة ونمط الحياة،"هناك حاجة إلى طريقة مختلفة جذريًا في معالجة ما نأكله ونشربه حتى يكون نمط الحياة والجسم أفضل".

وقال أديلار أحد مؤلفى دراسة نشرتها المؤسسة العلمية للديمقراطيين المسيحيين CDA، أحد الأحزاب الأربعة التي تشكل الائتلاف الذي يحكم هولندا إنه "من بين أمور أخرى ، توصي مجموعة الخبراء بحظر الإعلان عن الأطعمة غير الصحية ، والتوصل إلى اتفاقيات بشأن توريد هذا النوع من الأطعمة، وزيادة أسعار الوجبات السريعة حتى لا تكون الخيار الأول ، وإذا الصناعة لا تغير جوهرها ، تلجأ إلى الحد الأدنى للعمر كأداة ضغط.

يرى مؤلفو التقرير أوجه التشابه على وجه التحديد مع النقاشات التاريخية حول الكحول والتبغ ، والتي يوجد لها الآن حد أدنى للسن ، لكنهم يعتبرون أن "الطعام غير الصحي يتسبب الآن في ضرر أكبر من التدخين"، حيث ترتبط السمنة والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية بسوء التغذية.

ويعتقد أديلار، أنه يجب فهم الوجبات السريعة بنفس الطريقة التي يُفهم بها الكحول والتبغ اليوم ، وهما منتجان "ضاران جدًا بالصحة" ، لذلك يجب منع المستهلكين من البدء في استخدامها منذ الصغر.

كما هو الحال فى  المملكة المتحدة ، التى شنت معركتها فى المطاعم ، و أصدرت قانونًا يلزم المطاعم التي تضم 250 موظفًا أو أكثر بالإشارة إلى السعرات الحرارية في كل طبق من أطباقهم ، وهي المعلومات التي يجب أن تظهر في قوائمها وعلى مواقع الويب والتطبيقات ومنصات التوصيل، وذلك حفاظا على صحة المواطنيين.

وفى إسبانيا ، منذ تعيين البرتو جارزون وزيرا للاستهلاك فى الحكومة الإسبانية، لم تتوقف الاجراءات التى تحد من استخدام القُصر عن الاطعمة السريعة ، حيث أنه قام باقرار حظر مشاركة المشاهير او المؤثرين فى اعلانات عن اطعمة ومشروبات غير صحية تستهدف القُصر أو نشر كتاب وصفات لوجبات غير صحية.

ولم تكتفى إسبانيا بذل فقط بل أيضا نفذت الحكومة الإسبانية قرار الحد من كمية الملح في الخبز ، وهو قيد دخل حيز التنفيذ هذا الشهر.، وبالتالي ، يجب أن يحتوي المنتج على حد أقصى يبلغ 16.6 جرامًا من الملح لكل كيلو جرام من المنتج. تم تحديد ذلك من خلال معيار الجودة الجديد للخبز ، الذي تمت الموافقة عليه بالمرسوم الملكي 308/2019 ، والذي يلغي اللوائح المعمول بها في البلاد منذ أكثر من 35 عامًا.

وفي الوقت الذي ترتفع فيه معدلات السمنة بشكل كبير ، وأكثر من ذلك بعد وباء فيروس كورونا ، اضطرت الحكومات إلى اتخاذ إجراءات بشأن هذه المسألة بسبب العلاقة المباشرة بين سوء التغذية وتدهور صحة السكان، وشرحت أخصائية التغذية في نافاريزي آنا دين من خلال الاستشارات في بيزكايا ، إن تناول هذه الأطعمة يؤدي إلى زيادة الكوليسترول أو ارتفاع ضغط الدم بشكل مفرط ، وهو ما يرتبط ارتباطًا مباشرًا بأمراض القلب التاجية. علاوة على ذلك ، "إنه يضعف جهاز المناعة وله علاقة مباشرة بالجهاز العصبي".

وقالت دين،"يُسمى الطعام غير الصحى بالسم الأبيض ، لأنه نظرًا لكمية السكر الموجودة فيه ، فإنه يسبب الإدمان للغاية"، وبالتالي ، فهو يركز على المشاكل التي يخلقها بين القاصرين. "هذا النوع من الطعام يحتوي على الكثير من محسنات النكهة ، وهذا يجعل الأطفال يعتادون عليها ، وعندما تقدم لهم البروكلي أو الأرز البني ، فإنهم لا يريدون ذلك لأنه لا طعم له مثل أي شيء بالنسبة لهم".