الكتائب الإلكترونية وتريند التهجد

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

منع الاعتكاف في المساجد هذا العام واحد من أكثر القرارات التي قضت على أحلام جماعة الإخوان الإرهابية والتيارات المتشددة، في استعادة نشاطها مرة أخرى، وممارسة دورها في العمل السري، وتجنيد الشباب، خاصة في القرى والنجوع والمناطق الفقيرة، لذلك باتت لجانها الإلكترونية على السوشيال ميديا أشبه بالكلاب المسعورة، التي تشيع وتدًعى أن المساجد مغلقة، مستعينة بمجموعة من الفيديوهات والصور الملفقة، مستغلة الفئات التي تحاول التقرب إلى الله في هذا الشهر الكريم من باب اللايك والشير.

هل منعت وزارة الأوقاف الصلاة في المساجد؟ الإجابة لا، كل المساجد مفتوحة أمام المصلين في شهر رمضان، وتستقبل ضيوفها في كل الفروض، وتقام فيها صلوات التراويح، بمدة زمنية نصف ساعة يومياً، وهذا وقت ممتاز جداً من وجهة نظري، يراعى كبار السن وأصحاب الحاجة، وطلاب المدارس، وييسر على الجميع هذه السنة النبوية، ومع ذلك وارد حدوث أخطاء فردية في مجتمع الـ 27 محافظة، والـ 150 ألف مسجد، لذلك لا يمكن تعميم الفردي باعتباره الشائع والموجود، فهذا منهج تتبعه الكتائب الإلكترونية لجماعة الإخوان الإرهابية.

هل المساجد مغلقة أمام صلاة التهجد؟ الإجابة لا، وإن كان الرأي الشرعي الذي أقره العلماء أن التهجد في المنزل أولى من المسجد، لكن المساجد الكبرى، سوف تقيم صلاة التهجد اعتباراً من الغد، ليلة 27 رمضان، لمن يرغب من المصلين، لذلك من أشاعوا بمنع صلاة التهجد، مغرضون ومدلسون، ولا يستهدفون سوى الفوضى والهجوم على وزارة الأوقاف ووزير الأوقاف، وتهييج الرأي العام، واللعب على المشاعر الدينية والالتزام الشكلي الذي يتصف به البعض في الشهر الكريم.

ما الهدف من كل التريندات التي خرجت الأيام الماضية وتدعى غلق المساجد وتنتقد الإجراءات التنظيمية التي وضعتها الدولة للتجمعات داخلها؟ الحقيقة الهدف واضح وصريح ومرتبط بحلم لدى التيارات المتطرفة، التي تحاول بكل قوة اختطاف المساجد مرة أخرى كما كان الأمر في السابق، وتجعل منها قواعد لتجنيد الشباب وبث التطرف، لتستعيد تاريخها الأسود في العمل السري المنظم، الذي يبدأ دائماً من المساجد، فاللعب بالمشاعر الدينية هو المدخل الأقرب للسيطرة على عقول البسطاء.

هل تلعب جماعة الإخوان الإرهابية على فكرة "سلوك القطيع" لنشر أفكارها وبث سمومها وتأليب الناس ضد مؤسسات الدولة؟ الإجابة القاطعة نعم، وأبرز مثال على ذلك قضية المساجد والادعاء بغلقها، فهناك شريحة لا تدخل المساجد من الأساس أو تدخلها في رمضان فقط، ومع ذلك تهاجم بقوة، بل أصبحوا يكتبون التدوينات والتويتات في الفواصل بين ركعات صلاة التراويح، وينددون بغلق المساجد!

هل غلق المساجد بعد كل صلاة في رمضان أو غير رمضان قرار يخالف النظام العام أو يتعارض مع أحكام الشريعة؟ الإجابة لا، فالصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا، أي محددة بأجل وزمن معين، يرفعها المسجد في وقتها، ثم يغلق أبوابه، ومن تأخر فعليه الصلاة في بيته، فلماذا تفتح المساجد بين الصلوات، وتستهلك الكهرباء والمياه، وهنا أذكر أني قبل 20 عاماً، كنت أعيش في قرية تتزود فيها المنازل المحيطة بالمسجد بالمياه من صنبور الجامع!

لماذا كل هذا الهجوم المنظم على الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف ولماذا تستهدفه كتائب الإخوان بـ آلاف التدوينات والمنشورات يومياً؟ الحقيقة الهدف واضح ومعلن، فالإنجاز الأهم للرجل أنه استعاد المساجد المختطفة من التيارات المتشددة، وتمكن من السيطرة الكاملة عليها، ووضع ضوابط ونظام لصعود المنابر، ومنع استغلالها في السياسة، أو الترويج للأفكار المتشددة، وقطع أرجل التطرف منها، لذلك باتت حالة عداوة واضحة بينه وبين تلك التيارات المتطرفة، التي تتحين الفرصة بين الوقت والآخر للهجوم عليه.

لا توجد دولة في العالم تمنع مواطنيها من الصلاة وممارسة الشعائر الدينية، وكل ما يتم ترويجه في هذا الشأن ليس إلا لتهييج الرأي العام ضد مؤسسات الدولة، وهذه طريقة تجيدها الكتائب الإلكترونية الموجهة والمدعومة من جماعة الإخوان الإرهابية، ومن يتصور غير ذلك يحتاج إلى قراءة واضحة لكل ما قامت به هذه الجماعة على مدار السنوات الماضية، فتاريخها الأسود يشهد بالكثير من الخطايا في حق الوطن والمواطن.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

منتخب المكسيك بقيادة أجيرى يتوج بالكأس الذهبية بثنائية ضد أمريكا.. فيديو

منى الشاذلى توجه التحية للفنانة الدنماركية ليزا لاتشنيلسين.. اعرف السبب (صورة)

حصر وقيد العمال في قواعد بيانات قومية.. كيف يدعم القانون العمالة غير المنتظمة والعاملين بالقطاع غير الرسمى؟.. توفير صندوق إعانات الطوارئ وخدمات اجتماعية وصحية.. وتنمية مهاراتهم لتتناسب مع السوق بالداخل والخارج

الإسماعيلى يبدأ اليوم فترة الإعداد للموسم الجديد بقياسات وزن

ترامب: إيلون ماسك ينحرف تماما عن مساره ويتحول إلى كارثة حقيقية


خيمينيز يسجل هدف تعادل المكسيك ضد أمريكا ويحتفل على طريقة جوتا.. فيديو

باريس سان جيرمان يطير إلى نيويورك استعدادا لمواجهة ريال مدريد.. فيديو

رادار القليوبية يرصد 4 ملفات وخطة عاجلة للتعامل معها.. حصر المنشآت الآيلة للسقوط ومتابعة الإزالة.. 6 طرق لترشيد استهلاك الكهرباء ومكافأة للمدينة الأكثر التزاما.. وتكليف رؤساء المدن بمتابعة المراكز التكنولوجية

مايكل دوجلاس يتحدث عن مخاوفه حول الديمقراطية فى الولايات المتحدة

انقطاع للكهرباء عن الحديدة باليمن بسبب الغارات الإسرائيلية


اعترافات المتهمين بالتنقيب عن الآثار بحثا عن الثراء فى بولاق الدكرور

إعلام عبرى: طائرات سلاح الجو ألقت نحو 20 صاروخا ثقيلا على الحديدة

سيف زاهر: الأهلى لديه عروض لـ3 لاعبين بمبالغ تتخطى المليار جنيه وإمام هيجدد

الاتحاد السكندرى يترقب رد الأهلى على طلب استعارة عبد الله ضمن صفقة مروان عطية

"اليوم السابع" داخل المسرح الرومانى بمارينا.. يسع لنحو 6000 فرد.. يتضمن فندقا سياحيا وسينما.. ورئيس الجهاز: نستهدف إقامة حفلات متنوعة.. والمسرح يرجع تاريخه منذ تأسيس مارينا.. صور

بدء عزاء المطرب الشعبى أحمد عامر بمسجد الحامدية الشاذلية.. صور

"لن نرضخ لآلة القتل الإسرائيلية".. مدير مركز غزة للثقافة والفنون في حوار لـ"اليوم السابع": الاحتلال دمر مكتبتى بعدما جمعت 2500 كتاب على مدار أكثر من 20 عاما.. أشرف سحويل: فقدت 120 عملا فنيا بعد استهداف منزلي

بشائر خير فى الزمالك خلال 24 ساعة

أخبار مصر.. الطقس غدا شديد الحرارة وشبورة ورطوبة والعظمى بالقاهرة 37 درجة

بايرن ميونيخ يعلن رسميًا إصابة موسيالا بكسر في الكاحل وغيابه لفترة طويلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى