عفو وحوار .. مصر تسع الكل

شريف عارف
شريف عارف
بقلم شريف عارف

الاختلاف مطلوب في أحيان كثيرة، وهو ظاهرة صحية بكل المقاييس، وعن طريقها يمكن للجميع أن يتبصر الطريق الصحيح، ويستمع كل منا إلى الأخر.

ولولا الاختلاف ما تقدمت الأمم، وما استطاع كل منا أن يقيم الموقف ويعيد النظر في أشياء تتعلق بالمستقبل، الذي هو ملك للكل.

الاختلاف بالدرجة الأولى، هو ثقافة مجتمعية، تعبر عن مدى قدرة أبناء المجتمع الواحد على تحمل الأصوات المتعددة، التي تستهدف الصالح العام وتحقيق أمال المجتمع ومتطلباته.

والاختلاف في الرأي يحفز على الدراسة والبحث، ويكشف للإنسان آفاقاً جديدة، ورؤى متنوعة يستطيع من خلالها أن يطور من ذاته ومجتمعه، وخاصة في دراسة تجارب التاريخ، وإعادة النظر اليها بالفحص والدرس، مما يجعلها عبرة ترسم تصوراً للمستقبل.

ولكن لابد لهذا الاختلاف من أرض صلبة وقوية، تحميه من التعصب لفكرة ما وقبول الأخر وتعمل على إبراز أهم ما يطرحه من أفكار، وأول مكون لهذه الأرض هو الحوار المشترك الذي يقبل تداول الآراء حول نقطه أو نقاط ما.

سعدت بالمشاركة في حفل إفطار الأسرة المصرية، الذي شرفه بالحضور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وتوقفت طويلاً أمام الطرح، الذي قدمه سيادته في هذا الحفل، الذي دعيت إليه، نماذج متنوعة تمثل الأمة المصرية بتاريخها وعمقها الحضاري وتنوعها في التخصصات والخبرات.

ولا أستطيع أن أخفي سعادتي بمجمل الطرح، في شكل التكليفات الرئاسية للحكومة، خاصة فيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية التي يشهدها العالم، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، لكني أتوقف أمام جملة، حددها الرئيس بقوله: "إن الاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية"، وليس للود قضية كما هو دارج، وإصرار الرئيس على تكراراها مرة أخرى.. "للوطن قضية".

ومعنى ذلك أننا يمكن أن نختلف على أي شيء إلا الوطن، فهو الذي لا يجب أن نختلف عليه. فمن الممكن أن نختلف على رؤى أو مسلك طريق أو أولويات عمل، ولكن لابد أن يؤدي كل ذلك في النهاية، إلى مصلحة الوطن الواحد الذي هو ملك لنا جميعا.

من بين التكليفات التي أراها هامة وحيوية لصالح الوطن، التكليف الرئاسي لإدارة المؤتمر الوطني للشباب، بالتنسيق مع كافة التيارات السياسية الحزبية والشبابية لإدارة حوار سياسي حول أولويات العمل الوطني خلال المرحلة الراهنة، وتوجيه الرئيس برفع نتائج الحوار الوطني إليه شخصياً، وتعهده بحضور المراحل النهائية منه، على أن يكون هذا الحوار الوطنى مع كافة القوى السياسية دون استثناء أو تمييز.

وقبل أن ينطلق هذا الحوار، كان ضرورياً أن يتم إعادة تفعيل عمل لجنة العفو الرئاسي، التي تم تشكيلها كأحد مخرجات المؤتمر الوطني للشباب على أن توسع قاعدة عملها بالتعاون مع الأجهزة المختصة ومنظمات المجتمع المدني المعنية، وربما تأكيد الرئيس على سعادته بالإفراج عن دفعات من أبناء مصر خلال الأيام الماضية، هو خير دليل على ما سيمكن لهذه اللجنة أن تقدمه وتعمل عليه خلال الأسابيع القليلة القادمة، وهو ما يؤكد أن الوطن يتسع للجميع وأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية كما قال الرئيس.

هذا العفو وهذا الحوار يمثلان اساساً لأرضية مشتركة، تكفل ضمان وسلامة هذا المجتمع، وخير هذه الأمة.

 فعن طريق هذا الحوار يمكن مناقشة كل شيء تحت مبدأ واحد أن الوطن يتسع للجميع، وعليه فإن التكليفات الرئاسية الأخرى ستكون محوراً للنقاش، مما يسهم في تنوع الأفكار واثراء الحوار بكل ما فيه، والخروج بتوصيات واقعية، تسهم في صناعة القرار.

مصر لن تتقدم إلا بحوار مجتمعي حقيقي، يشارك فيه كل أبناء الوطن من مختلف الاتجاهات الفكرية، وهو ما يحرص عليه الرئيس دوماً.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

"النخبة".. أم "النكبة"!

"النخبة".. أم "النكبة"! الخميس، 21 أبريل 2022 07:00 ص

أكاذيب "الجهاد".. ومخططات "الضلال"

أكاذيب "الجهاد".. ومخططات "الضلال" الخميس، 14 أبريل 2022 07:00 ص

"دراما وطنية" أم "وطن الدراما"

"دراما وطنية" أم "وطن الدراما" الخميس، 07 أبريل 2022 11:53 ص

" محاكمة صلاح" .. حديث الغوغاء

" محاكمة صلاح" .. حديث الغوغاء الخميس، 31 مارس 2022 11:50 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بيراميدز يترقب وصول محترفيه للانتظام بتدريبات الاستعداد للموسم الجديد

فلومينينسي ضد تشيلسي.. ثنائية عاطفية تمنح جواو بيدرو أرقامًا تاريخية

شاهد التريللر الرسمى لفيلم أمير كرارة "الشاطر" قبل طرحه

مقطع يشرح كيف أبدع أساطير هوليوود فى الخدع السينمائية قبل 100 عام

الأهلى يُطارد الطيور المهاجرة لتدعيم فريقه.. الأحمر يتطلع لتكرار سيناريو تريزيجيه.. شرط وحيد يُحدد مصير عودة محمد عبد المنعم من فرنسا.. مصطفى محمد يؤجل خطوة ارتداء القميص الأحمر.. ومصدر يستبعد استعادة حجازى


الاتصالات: تصريحات الوزير حول زيادة كفاءة الإنترنت بعد حريق رمسيس مجتزأة

موعد مباراة بي اس جي ضد ريال مدريد في كأس العالم للأندية والقناة الناقلة

"جنة السياحة في تركيا".. كل ما تريد معرفته عن مدينة محمد صلاح المفضلة

زيزو يحتفل مع السقا بعرض فيلم "أحمد وأحمد" فى دبى.. صور

رئيس الوزراء: حريصون على وضع تصور واضح لمستأجرى "القانون القديم"


الأهلى يُخطر وسام أبو على بموعد الاستعداد للموسم الجديد لحين حسم العروض

الزمالك يستعيد أحمد حمدى بعد أداء مناسك العمرة

مصدر بالاتحاد المنستيرى: الزمالك فاوضنا لضم محمود غربال.. وهذا موقفنا

الأهلى يرفض رحيل عمر كمال عبد الواحد إلى سيراميكا ضمن صفقة الظهير

تشارلى تشابلن يعود للسينما.. "حمى الذهب" بتقنية 4K بمناسبة مئوية الفيلم

محمد صلاح يشترى فيلا فاخرة فى تركيا.. السعر مفاجأة

النيابة العامة تعاين اليوم موقع حادث حريق سنترال رمسيس لكشف أسبابه

نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس 2025.. مراجعة الدرجات وتجميعها

تجهيز نتيجة الدبلومات الفنية 2025 وإتاحتها إلكترونيا للطلاب

متى يتم طرد المستأجر .. شروط قانونية يجب توافرها

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى