أكرم القصاص يكتب: الأحزاب والحوار السياسى.. أسئلة حول المستقبل

أكرم القصاص
أكرم القصاص
مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالدعوة لحوار سياسى بين كل القوى دون استثناء أو تمييز، جددت النقاش حول المستقبل والعمل السياسى وطبيعته، وكيفية توسيع المجال العام وفتح آفاق التفاهم بين الدولة وكل التيارات السياسية، الرئيس كلف إدارة المؤتمر الوطنى للشباب بالتنسيق مع كل التيارات السياسية الحزبية والشبابية لإدارة حوار سياسى حول أولويات العمل الوطنى خلال المرحلة الراهنة، وهذه الإدارة لها خبرة فى تنظيم فعاليات سياسية أو عامة تنتهى لنتائج، التوقيت فى الإعلان عن هذا الحوار مهم، ويشير الى تأكيد وصول الدولة لاستقرار يسمح بفتح مجالات ربما توقفت بسبب حرب الدولة والمجتمع على الإرهاب، وتعنى فى الأساس خلق نقاش سياسى حول الأولويات، وفتح الباب لمشاركة أوسع وملء فراغ لا يجب أن يبقى كذلك. 
 
الأغلبية مع هذا الحوار، وتدعمه وأظهرت ذلك فى تعليقات ونقاشات، باستثناء أطراف لا تريد لمثل هذا الحوار أن يطرح، حتى تجد لنفسها مكانا، أو بعض من يريدون الجلوس والإعلان عن أنهم على حق، وكل ما يفعله هؤلاء هو تكرار نفس الجمل والتعبيرات والبوستات.
 
وبجانب الأطراف التى ترفض المشاركة، هناك أطراف من المؤيدين للدولة تصدر أحكاما وتدفع بإبعاد كل من يحمل رأيا مخالفا عن الساحة، وبعض من يفعلون ذلك ينطلقون من قناعات ترفض الحوار أو المشاركة وهم لا يختلفون عمن يرفضون العمل السياسى أو يحتفظون لأنفسهم بعزلة تمنعهم من المتابعة والانخراط فى النقاش العام، والواقع أن طرح الحوار الموسع الذى لا يستبعد أحدا، هو تأكيد لقوة الدولة، وفرصة لكل من يريد المشاركة فى العمل العام تحت مظلة القانون، سواء فى العمل الحزبى، أو العمل الأهلى والمدنى.
 
الواقع أننا نظريا لدينا أكثر من 100 حزب سياسى، خرجت أغلبها فى الفترة بعد 2011، لكن من الصعب على المواطن أن يذكر عشرة من هذه الأحزاب، وأغلبها من الأحزاب التقليدية التى يعرفها المواطنون قبل يناير 2011، بينما أغلبية الأحزاب الجديدة غير معروفة وليست لها أنشطة فضلا عن أن هناك تشابهات إلى حد التطابق بين أحزاب يسار أو يمين، يفترض أن تتجمع فى كيانات أقل وأكثر كثافة، ثم إن أغلب الأحزاب المذكورة ليست لها مقرات خارج القاهرة، والقليل منها لديهمقرات فى خمس أو عشر محافظات على أقصى تقدير، وهى حالة يفترض أن تفكر فيها الأحزاب نفسها وتقيم وضعها ومكانها وقدراتها حتى لا يكون العدد فى «الليمون».
 
ومن المفارقات أن الأحزاب القديمة مثل الوفد والتجمع والناصرى بجانب أحزاب حديثة فقط معروفة لدى الجمهور، لكن الباقى مجرد أسماء تتردد على مواقع التواصل من دون أن يكون لها نشاط واضح، وهى نقاط يفترض أن تكون ضمن الحوار السياسى، بجانب نقاط مهمة مثل تصورات تشكيل المجالس المحلية، حتى تقوم بدورها، حيث يفترض نظريا أن يكون لدى كل حزب قوائم تتضمن 60 ألف مرشح، فهل تمتلك الأحزاب القدرة على تقديم هذا العدد؟ الإجابة إن نفس هذه الأحزاب عجزت عن تقديم مرشحين لمجالس النواب أو الشيوخ، وبالتالى يفترض التفكير فى أشكال وتحالفات للتعامل مع المجالس المحلية، وهى «المفرخة» المفترضة للعمل السياسى والبرلمانى والعام. 
 
هل الأحزاب مستعدة لأن تكون هى نفسها مجالا للتقييم والمصارحة حول دورها وأدائها؟، الإجابة تحدد مدى الجدية فى التعامل مع حوار سياسى يجب أن يتعامل مع هذه التفاصيل، يضاف إلى ذلك أن أدوات التواصل «السوشيال ميديا» أصبحت جزءا من التداول فى الأخبار والمعلومات والأفكار، بكل ميزاتها وعيوبها، فما هى خطط التيارات السياسية للتعامل مع هذه الأدوات، أو التعامل مع الواقع بجانب التفاعل مع عالم افتراضى أصبح جزءا من مفردات العصر.
 
الدولة تقدم فرصة للأحزاب والتيارات السياسية أن تنخرط وتشارك فى وضع تصورات للمستقبل فهل الأحزاب نفسها مستعدة لمثل هذا الحوار؟
 
46ee9cc2-a1aa-49cf-b062-6b09abe9c379

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباريات اليوم الجمعة 15 -8 -2025 في الدورى المصرى

سنة دون مبرر.. غلق الوحدة السكنية يوجب إخلاءها فى قانون الإيجار القديم

عبد الرحيم دغموم رجل مباراة المصري وطلائع الجيش بالدوري

بيان الفصائل الفلسطينية: نقدر الجهود المصرية الكبيرة بقيادة الرئيس السيسى

رجل يلاحق زوجته بسبب تحايلها بمستندات مزورة للزج به فى السجن.. التفاصيل


الاحتلال الإسرائيلى يشن غارتين على منطقة جزين جنوب لبنان

أبرق قرية ظهرت فيها علامات الإنسان القديم ومخطوطاته قبل التاريخ.. تقع شمال غرب مدينة الشلاتين.. أهم مناطق محمية جبل علبة الشهيرة.. يقع بها أقدم آبار الصحراء الشرقية.. ويعيش بها قبائل العبابدة والبشارية.. صور

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى

الداخلية تضبط تيك توكر نشرت فيديوهات رقص خادشة للحياء


الرئيس السيسى يصدّق على قانون بعض قواعد وإجراءات التصرف فى أملاك الدولة الخاصة

كريم محمود عبد العزيز ينشر صورة مع زوجته ويتغزل فيها: بحبك

الأرصاد تحدد موعد انكسار الموجة الحارة وتحذر من أمطار رعدية.. فيديو

ترامب عن لقاء بوتين فى ألاسكا: العقوبات جاهزة إذا لم نصل لنتيجة

تطوير منظومة مواقف السرفيس فى الجيزة.. موقف حضارى جديد بكوبرى الصحابة بالمريوطية فيصل بسعة 400 سيارة.. يخدم خطوط أكتوبر والمنيب والسلام والمرج والمعادى والوراق.. والمحافظة تطبق منظومة إلكترونية للمراقبة

مطاردة مرعبة على طريق الواحات.. 3 شباب يتسببون في حادث لفتاتين والداخلية تتحرك.. الجناة يعترفون: حاولنا توقيف الضحيتين ومعاكستهما.. وثقنا الواقعة فيديو وسخرنا منهما.. والسجن المشدد مصير المتهمين.. فيديو

بعد حكم إعدامه.. سيناريوهات تنتظر قاتل مالك قهوة أسوان أمام محكمة الاستنئاف

من التحرش إلى الخطف والترهيب.. عقوبات قاسية تنتظر المتهمين فى واقعة فتيات طريق الواحات

ولدتها وفرت هاربة.. العثور على مولودة فى حمام طوارئ مستشفى ببورسعيد

مصر تدين بشدة الإعلان عن خطة بناء 3400 وحدة استيطانية بالضفة.. الخارجية تحذر إسرائيل من الانسياق وراء معتقدات وهمية بتصفية قضية فلسطين وتجسيد ما يسمى "إسرائيل الكبرى"..وأي محاولة لتهجير الفلسطينيين مصيرها الفشل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى