سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 30 أبريل 1998..وفاة نزار قبانى.. الشاعر الذى كتب أول بيت وعمره 16 عاما وأصبح أكثر شعراء العربية جماهيرية وانقساما بين النقاد حول شعره

نزار قبانى
نزار قبانى
سافر الشاعر نزار قبانى إلى روما مع المدرسة عام 1939، وعمره 16 عاما، فكتب خلالها أول أبياته الشعرية.. يتذكر فى مذكراته «قصتى مع الشعر»: «فيما كان رفاق الرحلة من الطلاب والطالبات يضحكون، ويتشمسون، ويأخذون الصور التذكارية على ظهر السفينة، كنت أقف وحدى فى مقدمتها، أدمدم الكلمة الأولى من أول بيت شعر نظمته فى حياتى.. أذهلتنى المفاجأة.. قفز البيت الأول من فمى، كأنه سمكة تنط من أعماق الماء، بعد دقيقتين قفزت السمكة الثانية، وبعد عشر دقائق قفزت الثالثة، ثم الرابعة، ثم الخامسة، ثم العاشرة.. نزلت بسرعة إلى حجرتى فى السفينة، أخرجت دفترا ووضعت فيه كل السمك الذى جمعته، ولم أخبر أحدا من رفاق الرحلة عن كنزى، وللمرة الأولى وفى سن السادسة عشرة «مواليد 21 مارس 1923 - دمشق»، وبعد رحلة طويلة فى البحث عن نفسى نمت شاعرا».
نشر مجموعته الشعرية الأولى «قالت لى السمراء» فى سبتمبر 1944، وسط جو يطلق عليه «الانكشارية الشعرية»، وطبع منها 300 نسخة فقط من مصروفه.. يضيف: «ابتدأت حفلة الرجم»..يضرب مثلا بما جاء بمجلة الرسالة المصرية، مارس 1964، حيث كتب الشيخ على الطنطاوى، قائلا: «طبع فى دمشق كتابا صغيرا زاهى الغلاف ناعما، ملفوفا بالورق الشفاف الذى تلف به علب الشيكولاتة فى الأعراس، فيه كلام مطبوع على صفة الشعر، فيه أشطار طولها واحد إذا قستها بالسنتيمترات».
 
يصف كلام «الطنطاوى» قائلا: «صراخ رجل اشتعلت فى ثيابه النار»، ورغم أن ذلك حدث عام، إلا أنه عبر مبكرا عن حدة الانقسام الذى تواصل حول شعره، وعاش فى ظله حتى وفاته بلندن 30 إبريل، مثل هذا اليوم، 1998 ثم دفنه بدمشق تنفيذًا لوصيته، وما زال هذا الانقسام يشغل النقاد، وقراء الشعر باختلاف ذائقتهم، كما جرى بين الناقد والعلامة الدكتور الطاهر أحمد مكى»، والشاعر والناقد الدكتور أبوهمام عبداللطيف فى ندوة بمركز رامتان، متحف طه حسين» بالقاهرة، ونشرتها «الجزيرة السعودية 12 سبتمبر 2001». 
 
يقول «مكى»: قرأت شعر نزار وأعجبت به جدا، ووجدت أننى أمام شاعر كبير وعظيم بكل المعانى، والذين يهاجمونه يظلمونه كثيرًا، فالمعروف أن الإسراف فى النقد يقتل الفن ويذهب باللذة الموجودة فى العمل الفنى، والإنسان إذا بدأ فى قراءة رواية أوقصة ولم يتركها حتى يكملها أو إذا قرأ قصيدة وحفظها من المرة الثانية أو الثالثة فهو بلا شك أمام روائى، وشاعر عظيم، بغض النظر عما يقوله حوله النقاد، وأنا شخصيا ما زلت أحفظ قصيدة غرناطة لنزار مثلا رغم أننى لم أقرأها إلا مرة واحدة فقط منذ أكثر من 35 عاما».
 
يؤكد «مكى» على أن نزار كان شاعرا عبقريا ولعبقريته جوانب سلبية وأخرى إيجابية، فهو عبقرى يبتدع الأنماط والصور والمعانى الجديدة ولا يأتى إبداعه فى مستوى واحد ولكنه متفاوت وله فى ذلك قصائد بلغ فيها القمة وقصائد أخرى لا أرتضيها، وإلى جانب عبقريته كان أيضا شاعرا ثوريا، وأول بيت خطه حطم الأطر التقليدية الشعرية التى كان الشعر وقتها يتحرك فى إطارها.. وكان شاعرا تحريضيا، وكونه شاعرا تحريضيا لا يعنى أنه كان يحرض النساء على الرذيلة كما يتهمه البعض، ولكنه يحرضهن على كسر التقاليد والعادات التى تحول دون قيامهن بدورهن فى الحياة، سواء بسواء إلى جانب الرجال، والحقيقة أنه كان شاعر المرأة والوطنية معا وكان يرى أن نضاله من أجل حرية المرأة لا يختلف عن النضال من أجل حرية الوطن».. يوضح «مكى» أن عبقرية نزار الشعرية كانت تكمن فى انفراده بلغة وموسيقى خاصة به، كانت لغته سهلة وبسيطة تجمع بين حكمة الفصحى، وتقترب من شفافية اللغة الدارجة، وهذه اللغة السهلة البسيطة هى التى جعلته شاعرا جماهيريا، ودواوينه أكثر الدواوين العربية طباعة ونشرا وقصائده أكثر القصائد صلاحية للغناء والطرب».
 
أما الدكتور أبوهمام عبداللطيف، فقال إنه لا يعترف بنزار كشاعر ولا يقرأ له إلا قبل النوم أو فى المواصلات، ويقرأه مرة واحدة فقط.. يضيف: «لا يمكن أن يتساوى شعره عندى مع شعر العظماء مثل المتنبى والعقاد وغيرهم.. نزار شاعر جماهيرى من الطراز الأول، ولكن معدن الشاعرية فيه مختلف، فالمعروف أن للجماهير لغتها الخاصة، واستطاع أن يضع يده على هذه اللغة ويزينها بموسيقاه التى أتقنها ولا نظير له فيها على ما أعلم، وإذا كانت هذه الموسيقى هى سبب شهرته وجماهيريته فهى عنصر واحد فقط من عناصر الشعر، وليست كل شىء، وأحب الشباب نزار وشعره لأنه لم تنضج تجربته بعد فى قراءة الكلام الجيد كما نضجنا نحن، واعتمد نزار على هذه النقطة فكان يقول أى كلام دون تجويد أو تنقيح لأنه كان يعلم أن الجماهير ستستقبل كل ما يكتبه بنفس الحماس والتصفيق، وأعتقد أنه بعد خمسين سنة مثلًا وحينما يرتقى ذوق الأمة سوف تجعل شعر نزار قبانى فى مخازن الأدب لأنه لا يقدم أى شىء مفيد.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

توقف جميع شبكات الاتصالات فى إسبانيا بعد 4 أسابيع من أزمة انقطاع الكهرباء

مقصلة فى الأجانب و3 صفقات سوبر.. خريطة تعاقدات الزمالك فى الموسم الجديد

محامى عمرو وأحمد الدجوى: آخرون من العائلة سرقوا وادعوا على موكلينا

تعرف على تطورات مفاوضات الأهلي مع زد لضم مصطفى العش نهائياً

إيلى كوهين ومصر.. جاسوس إسرائيلى لم يستطع خداع المصريين أبدا.. السلطات اعتقله فى العدوان الثلاثى.. كان مسئولا عن تفجيرات خطيرة فى الإسكندرية.. والمعلومات تؤكد: الأجهزة المصرية لعبت دورا كبيرا فى إسقاطه


الجيش الإسرائيلى يعلن اغتيال قائد منظومة الصواريخ التابعة لحماس شمال غزة

الأمم المتحدة: 14 ألف رضيع قد يموتون فى غزة خلال 48 ساعة

النيابة تستمع لأقوال أحفاد نوال الدجوى فى واقعة سرقة الذهب والدولارات

تريزيجيه يطمح لوداع بلون الذهب مع الريان القطرى قبل انضمامه للأهلى

موعد مباراة بيراميدز وصن داونز فى نهائى دوري أبطال أفريقيا


صلاة واحدة فى هذا المسجد تعادل أجر عمرة

فيفا: الأهلى يراهن على خبرات حسين الشحات فى كأس العالم للأندية

موعد حسم صراع الأهلى وبيراميدز على لقب "بطل دوري نايل 2025"

الشروط والأوراق المطلوبة للتقدم على وظائف المدارس المصرية اليابانية 2026

الأهلى يواجه الزمالك لحسم التأهل لنهائى دورى سوبر السلة

سيارة بنتايج تكشف حقيقة الرحيل عن الزمالك

موعد صرف مرتبات شهر مايو 2025 للعاملين بالدولة

موعد انطلاق مباريات الجولة الثامنة لمرحلة حسم دوري نايل والقناة الناقلة

ذكرى رحيل سمير غانم.. تفاصيل الخلاف بين ثلاثى أضواء المسرح بسبب الأهلى والزمالك

القناة الناقلة لمباراة الزمالك وبيراميدز فى نهائى كأس مصر 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى