الهامسون والنفاق الاجتماعى..

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

أقل الناس عملاً وأكثرهم ضجيجاً، يدافعون عن الباطل ويقنعوك أنه الحق، لا يعملون ولا يقودون مؤسساتهم نحو النجاح، بل يسترقون السمع وينقلون النمائم، ليفسدوا بين الناس، يبحثون عن دور دون امتلاك الشغف أو الموهبة، فلا يجيدون إلا مشاهد النفاق والحصول على أكبر قدر من المكاسب بأقل جهد ممكن، فهم يجيدون التسلق والتملق وإشاعة الفتنة، إنهم "الهامسون"، الذين لا ترى من ظاهرهم إلا كل ود وتقرب، لكن قلوبهم غُلف لا تعرف الرحمة، ولا تحمل خيراً.

الهامسون هم الفئة الأكثر خطورة على المجتمع، خاصة مع كثرة أعدادهم، وأساليبهم المبتكرة في الكيد والانتقام، ونفوسهم المشحونة بالحقد والكراهية، فيشيعون الأجواء الفاسدة في كل بيئة عمل، ويعمقون الكراهية بين الناس، ويعتبرون "الشللية" والأعوان الطريق الأوحد نحو تحقيق أهدافهم، لذلك احذروهم فهم العدو.

في بعض بيئات العمل تهاجر كفاءات نادرة، وتترك مواقعها، ليس لصعوبة ما تقدمه أو لظروفها الصحية والمادية، لكن بسبب بيئة العمل، التي يسيطر عليها الهامسون، ويحولونها إلى بؤرة صراع لدرجة يصير معها العمل عبء ثقيل على نفس كل عامل، لتصبح النتيجة ترك العمل والتخلي عنه، حتى وإن كان يكفل حياتهم ويكفيهم الحاجة، لكن الضغوط والتحديات على عاتقهم أكبر وأثقل من كل المزايا التي يحصلون عليها.

مشكلة مجتمع الهامسين أنه يضم أنصاف المواهب، ومجموعات سطحية، تعلق عدم قدرتها على العمل بالتطوع للهمس في أذن كل مدير ومسئول لتأليبه على البعض، وتقديم فروض الولاء والطاعة، وأنهم رهن الإشارة، وبإمكانهم نقل كل صغيرة وكبيرة، لدرجة أنهم صاروا مصدر قوة ومكمن خطورة داخل بيئات العمل، تجعل البعض يتملقهم اتقاء لشرهم، ونجاة من "خوازيقهم"، التي لا يكفون عن دقها.

الهامسون جعلونا نؤمن بفكرة أن النجاح بالتقسيط "قطاعى" ولا يمكن أن يحدث "جملة" أو مرة واحدة، حتى لا نقع في فخاخهم، كما أقنعونا بأن نختفي عن الأعين، ونعمل بمنطق "داري" على شمعتك، لأنهم يكرهون الكفاءات ويحاصرون كل جديد، ولا يسمحون بالخروج عن المساحات المرسومة.

الهامسون موجودون في كل مكان، وكل عمل، وينتشرون باستمرار، ما دامت معايير التربية السليمة التي تغرسها الأسرة في نفوس أبنائها منذ الصغر غائبة، لذلك ربوا أولادكم على قول الحقيقة، وانتقاد الأخطاء، وإنكار السلبيات، والاعتراف بالخطأ، والشجاعة في اتخاذ القرار، وتحمل المسئولية، وتقبل النقد، والاعتماد على الذات، والعمل بضمير يقظ تحركه حاسة خلقية لا تعرف الفهلوة أو الحداقة والأساليب التي يبتكرها الضعفاء هرباً من السعي والعمل، وتكوين عقيدة راسخة في قلوبهم وعقولهم بأن زراعة الخير لن تنبت إلا خيراً، والخوف من المستقبل لن يغير الصورة، لكن بحجم الاجتهاد تتبدد الصعاب.

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

البنك الأهلى ينتظر الفائز من إنبي والحرس في نصف نهائي كأس عاصمة مصر

العثور على جثة مسن داخل شقة بقنا

الأهلي يستقر على خوض ودية لتجهيز لاعبيه قبل موقعة حسم الدوري

أول تعليق لـ مها الصغير بعد إعلان السقا طلاقهما: واصبر حتى يحكم الله

القوات المسلحة السودانية تنشر خريطة حديثة توضح مواقع سيطرتها على الولايات


الأهلى يفاوض زد لإعارة كريستو أو رضا سليم ضمن صفقة العش

هكذا تحدث أحمد السقا ومها الصغير عن زواجهما والمشاكل بينهما

كراسة شروط حجز سكن لكل المصريين 7 لمتوسطى الدخل

سقوط صيدلى هارب من 587 سنة سجن فى القاهرة

جائزة بوشكاش تنتظره.. هدف عمر مرموش في بورنموث حديث العالم


تفاصيل رحلة بيراميدز من القاهرة إلى جنوب أفريقيا لخوض نهائي دوري الأبطال

مواعيد مباريات اليوم.. توتنهام ضد مان يونايتد بنهائى الدوري الأوروبي والهلال مع الوحدة

غدا.. انتهاء تقييمات أولى وثانية ابتدائى ترم ثان وبدء إجازة نهاية العام

أحمد السقا يعلن انفصاله عن زوجته مها الصغير بعد 26 سنة زواج

الزمالك ينتظر الإخطار النهائي برفع إيقاف القيد

انطلاق امتحانات نهاية العام لأولى وثانية ثانوى إلكترونيا وورقيا

عمر مرموش ضمن أغلى 15 صفقة في مشوار جوارديولا

العالم هذا الصباح.. ترامب: تكلفة مشروع "القبة الذهبية" 175 مليار دولار.. دوروف يعلن استعداده للإدلاء بشهادته بشأن التدخل الأجنبي في الانتخابات الرومانية.. البرلمان الإسبانى يبحث حظر تجارة الأسلحة مع إسرائيل

سيراميكا يحل ضيفا اليوم على بتروجت فى إياب ربع نهائى كأس عاصمة مصر

نهائى كأس مصر 2025.. موعد مباراة الزمالك وبيراميدز والقناة الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى