سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 7 إبريل 1966.. أم كلثوم تحكى فى سينما قصر النيل «أطلال» إبراهيم ناجى بأنغام رياض السنباطى

أم كلثوم
أم كلثوم
سعيد الشحات
قبل ساعات من غناء أم كلثوم،  لقصيدة الأطلال لأول مرة بسينما قصر النيل  7 إبريل، مثل هذا اليوم، 1966، قرأ جمهورها مقالا طويلا بديعا للكاتب الصحفى والناقد الفنى جليل البندارى، بجريدة الأخبار صباح 7 إبريل 1966، يكشف فيه أسرار لقاء الثالوث الذى أبدع الأغنية، أم كلثوم، رياض السنباطى، الشاعر إبراهيم ناجى، المتوفى عام 1953، أى قبل 13 عاما من غناء قصيدته.
 
يستدعى «البنداري» فى مقاله - الذى نلخصه - مخزون ذكرياته ولقاءاته مع «ناجى»، كما يذكر ما قالته له أم كلثوم، ويتحدث عن السنباطى، يؤكد أن أم كلثوم حققت أمنية «ناجى» بعد سنوات طويلة..يعلق: «أى شاعر عربى يتمنى أن يطبع ديوانه على أسطواناتها، إن حنجرة أم كلثوم هى أعظم صوت فى العالم لقصائد الشعر، كما أن شفتيها أعظم دار نشر لتوزيع دواوين الشعراء على آذان وعقول الناس، أمنية كل شاعر أن يجد أشعاره على شفتيها، حكيما كالمتنبى وشوقى، متصوفا ككامل الشناوى وصلاح عبدالصبور، أم شاعرا كناجى والحاج أحمد شفيق كامل»، يذكر قول «ناجى» له عنها: «لا أعتقد أن الله وهب هذا الصوت لفنانة منذ عرفت اللغة العربية عند العرب». 
 
يكشف سر أم كلثوم فى اختيارها «الأطلال»، قائلا: «منذ عامين أومنذ صيفين، التقت بأطلال ناجى»، يعلق: «أم كلثوم تعيش فى موسمين كل موسم، موسم الغناء، وموسم القراءة، الغناء يبدأ فى الشتاء ، وموسم القراءة يبدأ فى الصيف، صيفان حملت معها مجموعة ضخمة من الكتب فى الفن والفلسفة والشعر القديم والحديث، ومن بين هذه ديوان «الأطلال»، وعلى شاطئ العجمى وضعت القصيدة بين أصابع السنباطى، وقالت لى عن ناجى: شاعر رقيق وعاطفى، ومن الشعراء الذين يجب أن نتغنى بأشعارهم، إن شعراء كثيرين ظهروا من بعده وأخذوا كلماته واقتبسوا أشعاره ومعانيه، وأصبحوا شعراء مرموقين».
 
تحدثت عن نغم «السنباطى» فى «الأطلال»، قالت: «السنباطى لا يلحن الكلمات، وإنما يلحن ويصور المعانى»، يعلق «البندارى»: «أم كلثوم والسنباطى جعلا الرجال والنساء من لابسى الطواقى والملاءات اللف يتغنون بقصائد شوقى ورامى والشناوى، ولولاهما لما انتشرت الفصحى على أشرطة التسجيل فى المقاهى من السيدة زينب إلى التوفيقية إلى كرموز وبحرى»، يضيف: «سجلت أم كلثوم «الأطلال» على أسطوانة فى استديوهات صوت القاهرة ثلاث مرات، وفى كل مرة تستمع إلى النتيجة تُجرى تعديلات فى القصيدة التى اشترك معها فيها السنباطى والشاعر أحمد رامى، وحتى بعد تسجيل آخر أسطوانة رأت أن تغنى المقدمة «يا فؤادى لا تسل أين الهوى» بدلا من «يا فؤادى أين أيام الهوى»
 
يرى: «الوصول إلى رأس أم كلثوم أصعب من الوصول إلى القمر..استطاع عشرات من رواد الفضاء أن يعرفوا الطريق إلى الكواكب بالنظريات الهندسية، وعمليات الحساب والأقمار والصواريخ، ولكن رأس أم كلثوم لم يستطع أن يصل إليه من الشعراء إلا ستة فقط، آخرهم كامل الشناوى وإبراهيم ناجى»، يضيف: «إننا مدينون لأم كلثوم بتربية عواطفنا وأذواقنا وإحساسنا وتهذيب كلماتنا، واللغة التى نتحدث بها مع أحبائنا وأصدقائنا بما تقدمه لنا من ألحان وأغنيات وأشعار تسهر الليالى الطوال فى انتقائها وتصفيتها وتهذيبها، ثم تقدمها لنا على حبالها الصوتية المصنوعة - كما قال لى ناجى - من سلوك الذهب».
 
يتحدث «البندارى» عن «ناجى»، قائلا: «عاش طبيبا وشاعرا، ولكن زملاءه من الشعراء والأطباء لم يعترفوا به، فالأطباء كانوا يقولون عنه شاعر عظيم، والشعراء يقولون إنه طبيب عظيم، ولم يعترف به من الشعراء المشهورين سوى كامل الشناوى ورامى وعلى محمود طه ومحمد الهمشرى وصالح جودت، كان ناجى شاعرا موهوبا كما كان طبيبا موهوبا، وما زلت أحتفظ فى مكتبى بأول قصيدة كتبها وعمره 13 سنة، وكان طالبا بالتوفيقية، وأملاها عليِ ذات ليلة من باب العلم بالشىء، يقول فيها: «هل أنت سامعة أنينى/ يا غابة القلب الحزين/ يا قبلة الحب الخفى/ وكعبة الأمل الدفين».
 
يفسر «الأطلال»، قائلا: «هى قصة عاشقين أحب كل منهما الآخر حبا يقترب من العبادة، وحارب كل منهما فى نفسه طغيان الجسد والجنس وكل الإغراء، وفجأة تغضب عليهما الحياة لأنهما لا يلبيان نداءها، فلا يبالى هو بغضب الحياة، ولا تبالى هى الأخرى بغضب الحياة، ويستمر اتصالهما فى ظل المثل العليا ولكن الفتاة تعجز عن مقاومة الإغراء وتسقط فى المعركة، وتتنكر لصاحبها وللحب البرىء، ويعود هو ذات يوم إلى حيث اعتاد أن يراها ويلتقى بها فلا يجدها، وتترامى إليه ضجة من داخل أسوار الحياة، وهنا يتأكد من أن الحياة سلبتها منه وظفرت بها، وتمر السنون عليهما، وتعتصرها الحياة، ثم تلقى بها خارج السور الكبير، وتلتقى هى بصاحبها فلا ترى فيه سوى أطلال روح، ولا يرى هو فيها سوى أطلال الأطلال: يا حبيبى كل شىء بقضاء/ ما بأيدينا خلقنا تعساء/ ربما تجمعنا أقدارنا ذات يوم/ بعدما عز اللقاء/ فإذا أنكر خل خله/ وتلاقينا لقاء الغرباء/لا تقل شئنا فإن الحظ شاء».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تفاصيل مصرع شخصين وإصابة 18 آخرين فى حادث طريق مطروح

جنايات دمنهور تقضى بالإعدام على توربينى كفر الدوار لاعتدائه على 3 أطفال

غيابات الزمالك أمام مودرن سبورت الليلة

استمرار مجالس الهيئات الرياضية لنهاية مدتها.. أبرز تعديلات قانون الرياضة

علشان تختار لولادك صح.. الفروق بين نظام البكالوريا والثانوية العامة


القصاص العادل.. تفاصيل إعدام قتلة الإعلامية شيماء جمال بعد 3 سنوات من الجريمة

قانون الإيجار القديم 2025.. بند جديد يمنح المالك حق الإخلاء الفورى دون إنذار

حملة رياضية كبرى لعزل إسرائيل ودعم سكان غزة.. ومحمد صلاح يتصدر المشهد

دولارات وذهب.. أبناء شقيقة أحمد شيبة يسرقون ملايين من شقة خالهم بالعجمى

عرض كويتى جديد لاستضافة السوبر الرباعى المصرى


سفاح الإسماعيلية.. "دبور" ذبح جاره وسط الطريق منذ 4 سنوات وتم إعدامه اليوم

مفاجأة فى عينة تحليل المخدرات لسائق حادث كورنيش الشاطبى بالإسكندرية

قفزة غير مسبوقة بالحزمة الاجتماعية: علاوة الحد الأدنى تتضاعف 5 مرات بـ4 سنوات

القبض على البرلمانى السابق رجب هلال حميدة فى كفر الشيخ

سموحة يستدرج زد اليوم على شاطئ الإسكندرية في الدورى

الطقس اليوم.. حار بأغلب الأنحاء ونشاط للرياح وسحب والعظمى بالقاهرة 35 درجة

موعد قرعة دوري أبطال أوروبا 2025-2026.. صلاح ومرموش يترقبان

النائب العام الليبى يقرر حبس صاحب مزرعة أطلق أسده على عامل مصرى

الأهلى يعقد جلسة خاصة مع ريبيرو لحسم مصير أحمد عبد القادر

فرص عمل فى الأردن برواتب تصل إلى 24 ألف جنيه.. اعرف الشروط والتفاصيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى