أكرم القصاص يكتب: الاختيار 3.. توثيق عملية إنقاذ مصر

أكرم القصاص
أكرم القصاص
كنت أعتقد أننا بعد الاختيار 2 ربما لا نجد الكثير لنراه فى الاختيار 3، فقد قدم العمل فى جزأيه توثيقا لمراحل صعبة وثرية بالتفاصيل، لكن الاختيار 3 بالفعل عبر الكثير من الحواجز، ونجح فى تقديم عمل يجمع ببراعة بين التوثيق والدراما، بل إن التوثيق نفسه يمثل أعلى درجات ونقاط درامية، وبشكل يجمع بين الكشف والتشويق، بالنسبة للمشاهد الطبيعى الذى يستهدف المتعة والمعرفة فى وقت واحد.
 
وأهم ما يقدمه هو مساحة التوثيق للأحداث المتوازية والمتقاطعة، وترك عملية الربط بينها لذكاء المشاهد، ليصل إلى نتيجة أن ما كان ينتظر دولة فى حجم مصر فى حال استمرار حكم التنظيم لعام آخر، هو مصير لا يختلف عما آلت إليه مصائر دول من حولنا، وكيف كان هناك بالرغم من حالة السيولة والفوضى، وتداخلات أجهزة وأنظمة وتمويلات، كانت هناك الأيادى والقلوب التى تمسك بالدولة وأنويتها الصلبة، وتمنع أى محاولات لإفقادها توازنها أو إدخالها فى دوامات الفوضى، بشكل يصعب عليها الرجوع إلى التوازن. 
 
وكان يمكن بسهولة تغيير أحداث أو توسيع مساحات لأشخاص يحق لهم ذلك، لكن المفاجأة هى أن كثيرا من المشاهد قدمت وقائع حقيقية من دون تزايد أو ادعاء، خاصة فى المناطق التى يظهر فيها دور القوات المسلحة، والفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، حيث قدمه العمل وقدم دوره بدقة كبيرة، تثبت أن القوات المسلحة فى الوقت الذى تحرص فيه على حماية الدولة، فقد كانت تتعامل باحترام مع مقام الرئاسة والمؤسسات، مقابل تنظيم كان كل همه ابتلاع الدولة وتفكيك القوات المسلحة والنواة الصلبة بأى ثمن من دون أى إدراك لمعنى الدولة. 
 
أكثر من موقف تم تقديمه موثقا بدقة، حاول فيه وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى أن ينبه الرئيس إلى خطورة التلاعب أو تجاهل الشعب أو اتخاذ قرارات أو إجراءات تثير غضب الشعب، وحتى فى وقت تصاعد الأزمات فى الكهرباء والوقود والخبز، دعا وزير الدفاع الرئيس وقتها إلى مصارحة الشعب والتعامل بشفافية لافتا نظر الدكتور مرسى إلى خطورة الإنصات إلى التنظيم، وكان يمنحه إشارات واضحة بأن عليه الاختيار بين الشعب والتنظيم، ونفس الأمر بعد الإعلان الدستورى، أو تفصيل الدستور، وحرص الفريق أول عبدالفتاح السيسى على لفت نظر الدكتور مرسى أن الجماعة وأعضاءها وقياداتها يفضلون التنظيم على الدولة والشعب، وأنهم لو عملوا للدولة لكانت النتائج مختلفة.
 
وفى كل حديث حرص وزير الدفاع على احترام مقام الرئاسة والمؤسسات، والقانون، مع تذكير الرئيس بها، وكان يحرص على تقديم النصح بوضوح، خاصة فى المواقف الصعبة، ومنها حصار تنظيم الإخوان للمحكمة الدستورية العليا، لمنعها من أداء عملها، وما أبداه الفريق أول عبدالفتاح السيسى من غضب وتحذير، وما حرص على توضيحه من أن الجيش لا يمكنه مواجهة الشعب، ونصح مرسى بأن يكلم الشعب وليس الجماعة.
 
ومقابل الحرص على الدولة وأن يقوم الرئيس بدوره لكل المصريين، كان هم المرشد والشاطر هو أخونة المؤسسات واختراق الجيش والشرطة وإبعاد كل من يعارض رغبات المرشد وتابعيه ومن يوجهونه، فيما بدا نوعا من الانتقام والثأر من مؤسسات وطنية، واستبدالها بميليشيات تابعة للجماعة، على غرار تجارب أخرى. 
 
وربما لهذا من شدة التوثيق، أصيبت فلول التنظيم بحالة هستيرية، وهم يشاهدون كيف تم إطلاق إرهابيين من السجون، بل ودعوتهم إلى احتفال أكتوبر، ليجلس قتلة الرئيس السادات فى الصفوف الأولى لاحتفالات انتصار أكتوبر، أو تمويل المتطرفين ليقيموا مؤتمرا عن الشريعة فى مواجهة الشعب، فى خلط واضح بين سوء النية، مع سذاجة واستهانة بالشعب المصرى والدولة، وأن الدكتور مرسى كان خاضعا للتنظيم ينفذ إرادته بصرف النظر عن مصالح الشعب فى دولة كبيرة مثل مصر.
 
لقد كان التنظيم متعجلا لابتلاع الدولة والسيطرة على الشعب، وفرض روح متطرفة ومتعصبة تجاه الأقباط أو كل من يختلف معهم حتى فى المذهب، وكيف انتشر الإحباط فى أوساط المصريين، خلال عام واحد، بل إن التنظيم وأعضاءه بعد خروجهم بأيدى الشعب، قدموا بأنفسهم أدلة على انتهازيتهم وطمعهم وأن التنظيم بالنسبة لهم فوق الدولة والشعب، بل إنهم كانوا يستهدفون إذابة الهوية ويهاجمون كل ما بناه المصريون منذ عقود من ثقافة وتحضر وأفكار وفنون، وكل هذا من دون أن يقدموا علامة واحدة على مشروعهم الوهمى المتطرف الذى يسير نحو التبعية ويغيب عنه العقل، الاختيار 3 هو توثيق دقيق لعملية إنقاذ مصر.
 

 
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رئيس الوزراء يشهد توقيع اتفاقية لتجميع طرازات جيتور T1 وT2 محليًا

عضو مجلس إدارة النادي الاسماعيلي يتقدم باستقالته من منصبه.. صورة

العين جامدة.. نجاة الدكتور جمال شعبان بعد انفجار إطار سيارته

صرف بوسى شلبى من النيابة بعد التحقيق معها فى اتهام أسرة محمود عبد العزيز لها بالتزوير

رئيس الوزراء: نتطلع لتفعيل المجلس الأعلى التنسيقى المشترك مع السعودية


احتفاء كبير بعرض الفيلم المصرى "عائشة لا تستطيع الطيران" بمهرجان كان

جيروزاليم بوست: الأمم المتحدة حصلت على إذن لإدخال 100 شاحنة مساعدات إلى غزة اليوم

إصابة 12 شخصا فى سقوط أسانسير بمستشفى الجامعة بشبين الكوم

موعد أول سحور فى ذى الحجة.. وقت أذان الفجر وحكم صيام العشر الأوائل

"يا بومة مش هصرف عليكى".. رسالة على فيس بوك تقود زوجًا للمحاكمة والغرامة


محامى عمرو وأحمد الدجوى: آخرون من العائلة سرقوا وادعوا على موكلينا

كولر يترقب رحيل ميشيل يانكون من الأهلي لضمّه في جهازه الجديد

محمد صلاح يتصدر المرشحين لتشكيل الموسم في الدوري الإنجليزي

المقاولون العرب يحدد 25 مايو موعداً لبدء اختبارات الناشئين بالمحافظات

عمرو الليثي يخضع لعملية جراحية ويشكر الأطباء

رئيس الوزراء يفتتح المصنع الجديد لـ "سوميتومو" العالمية لإنتاج الضفائر الكهربائية.. مدبولى: أحد أكبر المصانع المتخصصة على مستوى العالم.. يوظف أكثر من 12 ألف عامل وحجم التصدير يصل لأكثر من 300 مليون يورو سنوياً

رابط التقدم على وظائف المدارس المصرية اليابانية للعام الدراسى 2026

نهى صالح تحتفل بزفافها وتكشف عن صورها بالفستان الأبيض

سيارة بنتايج تكشف حقيقة الرحيل عن الزمالك

نهاية الرحلة.. الأهلي يوجه الشكر إلى علي معلول نهاية الموسم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى