أكرم القصاص يكتب: ثمن الإرهاب والطريق إلى الحوار الوطنى

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بعد أقل من أسبوعين على الدعوة للحوار الوطنى، وقع الهجوم الإرهابى على محطة المياه فى سيناء، وحتى الآن المعلن أن تنظيما إرهابيا أعلن مسؤوليته عن الهجوم، وعلى مدى 6 سنوات واجه تنظيم داعش هزائم انتهت به إلى التقلص والانحسار فى مناطق الصعود بسوريا والعراق وتبقت منه جيوب فى بعض المناطق بفضل عمليات تنفس صناعى وإنقاذ من قبل مموليه وصناعه، وعلى مدى السنوات الأخيرة تمت إعادة انتشاره فى مناطق مختلفة بأفريقيا ودول المنشأ، مع تحول داعش إلى تنظيم مرتزق يعمل لمن يدفع، ويقوم بمهمته الأساسية كطرف فى حروب بالوكالة. 
 
فشل التنظيم فى مصر، وعجز طوال ثمانى سنوات عن رفع راياته السوداء، ومعه كل المحاولات الإرهابية التى واجهتها مصر فى كل الأوقات من خلال خطط انتهت إلى فرض الاستقرار على كل أراضى الجمهورية، خاصة شمال سيناء، وأعلنت الدولة عن قرب إعلان سيناء خالية من الإرهاب، وربما كان هذا أحد أهداف العملية، خاصة أنه يتزامن مع حملات ومنصات وشائعات تتكرر كل مدة وتتضمن خلطا وتهدف فقط للتشويش.
 
وهنا يمكن التقاط الخيوط وربطها، حيث لا يمكن تجاهل التوقيت الذى وقع فيه الهجوم الفاشل على محطة مياه بسيناء، وتزامنه مع ما يجرى فى المنطقة من تحولات، وأيضا ما يجرى فى مصر على ساحة السياسة، وإعلان الدولة عن مبادرة للحوار السياسى تضم الجميع دون استثناء، مع اتفاق ضمنى على استبعاد كل من ارتكب الإرهاب أو حرض على الدم بالفعل أو القول، مع تأكيد كل الأطراف على ضرورة استبعاد كل فرد أو تنظيم تورط فى العنف أو حرض عليه، أو شارك فى دعم ومناصرة الإرهاب على مدى السنوات الأخيرة، وهى أطراف معروفة أصيبت بالهستيريا من التوثيق للإرهاب وكشف الخيوط السرية التى تربط التنظيمات الإرهابية بالتنظيمات التى تتبرأ من العنف شكلا وفى المضمون تحرض عليه وتحتفى به، ومن الصعب تصور صدق البيانات التى صدرت من جهات وتنظيمات اعتادت الدفاع عن الإرهاب والاحتفاء بالعمليات الإرهابية، خاصة مع ما نصبوه من مناحة وضغوط من منصات ولجان الدعاية، للانخراط فى حوار ليسوا مدعوين إليه، وبالتالى فإن العملية الإرهابية الفاشلة تحمل بعض الدعاية لكون الإرهاب قائما، بينما هو لفظ أنفاسه، ولم تتبق منه سوى جيوب يتم توظيفها مثلما يجرى طوال السنوات الماضية.
 
وإذا كان الأمر كذلك فإنه يتوقع أن تتواصل محاولات خلط أسماء الإرهابيين مع النشطاء أو السياسيين المطلوب خروجهم ضمن قوائم لجنة العفو، وفى نفس الوقت فإن التيارات السياسية عليها أن تنتبه إلى هذه الخطوط المتقاطعة، وعدم تجاهل التهديدات الإرهابية، والتى تراجعت بعد 8 سنوات، لكنها لا تزال تمثل خيطا يجب الانتباه إليه وإلى تشابكاته مع ما يجرى على ساحة السياسة. 
 
وإذا كانت التيارات السياسية والأحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع الأهلى قد أدانت الهجوم الإرهابى، فإنه على القوى المنضمة حديثا إلى الحوار الوطنى أن تنتبه للإرهاب كتهديد واقع، ليس فقط فى مصر لكن فى المنطقة، وأن الإرهاب يتغذى على التطرف والأفكار العنصرية والكراهية والطائفية، وأن أى تيار سياسى يفترض أنه يدرك حجم التهديدات، وما يمكن أن يحدث فى حال تركت التنظيمات الإرهابية أو حققت أى خطوات أو فوز خلال السنوات الماضية، وأن دحر الإرهاب تكلف كثيرا ماديا ومعنويا وبشريا، وكان الرئيس حريصا أثناء إفطار الأسرة المصرية على إعلان هذه الأرقام، 84 مليار جنيه، وشهداء ومصابين لا يقدرون بثمن، 3277 شهيدا، و12 ألفا و280 مصابا بعضهم بإصابات بالغة، وهذا الثمن لا يجب أن ينسى، أثناء أى حوار سياسى أو حديث عن المستقبل، وأن من يتجاهل هذا أو يسعى للتقليل منه لا يدرك حجم ما جرى خلال 8 سنوات كبيسة وصعبة، حتى لا يبدو الأمر مجرد كلام ينتهى إلى فراغ، خاصة أن بعض ممن يقضون عقوبات فى اتهام بالإرهاب، لا يمكن أن يتساووا بالنشطاء أو المتهمين فى قضايا ومخالفات للقانون، أو على ذمة قضايا، وهذه التفرقة تلعب دورا مهما فى التمييز بين الجاد والهازل أو من يريد دورا، بل إن من يشاركون فى الحوار ما زالوا يواجهون ابتزازا واتهامات تهدف لقطع أى حوار نحو المستقبل.. من هنا يجب أن يكون الإرهاب وتهديداته حاضرين فى حوار يرسم خطوط العمل السياسى خلال المرحة المقبلة.
 
p.8
 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إجراءات جديدة فى الأردن لصالح العمالة الوافدة

مخدرات ودولارات.. تفاصيل القبض على التيك توكر "نورهان حفظى"

مصر تحذر من تبعات توسيع العمليات العسكرية الإسـرائيلية فى غـزة

التعادل السلبى شعار غزل المحلة بعد 3 جولات فى الدورى.. لا سجل ولا استقبل

4 رسائل تطمئن الجمهور على الحالة الصحية للفنانة أنغام.. صور


ضبط البرلمانى السابق رجب هلال حميدة فى كفر الشيخ.. إنفوجراف

علشان تختار لولادك صح.. الفروق بين نظام البكالوريا والثانوية العامة

لحظات رعب فى مطار إيطالى.. رجل يضرم النار بمكتب تسجيل أمام المسافرين.. فيديو

نيويورك تايمز: إسرائيل تتحدى الغضب العالمى بتحركاتها فى غزة والضفة الغربية

دولارات وذهب.. أبناء شقيقة أحمد شيبة يسرقون ملايين من شقة خالهم بالعجمى


إقالة مسئول رفيع بالخارجية الأمريكية بسبب عبارة "لا ندعم التهجير القسرى للفلسطينيين"

مفاجأة فى عينة تحليل المخدرات لسائق حادث كورنيش الشاطبى بالإسكندرية

قفزة غير مسبوقة بالحزمة الاجتماعية: علاوة الحد الأدنى تتضاعف 5 مرات بـ4 سنوات

مواعيد مباريات اليوم.. مودرن ضد الزمالك وتصفيات الدوري الأوروبي

الزمالك يصطدم بمودرن سبورت الليلة في الدوري

النائب العام الليبى يقرر حبس صاحب مزرعة أطلق أسده على عامل مصرى

فرص عمل فى الأردن برواتب تصل إلى 24 ألف جنيه.. اعرف الشروط والتفاصيل

شاطئ الغرام أيقونة مصيف مطروح وملتقى العشاق والذوق الرفيع.. يتميز بموقع فريد وإطلالة بانورامية على واجهة المدينة وخليج مرسى مطروح.. يتوافد عليه آلاف المصطافين يوميا للاستمتاع بروعة الطبيعة والسباحة الآمنة.. صور

الإسكندرية ضمن التأمين الصحى الشامل قريبا.. استعدادات تنفيذية مكثفة لإسراع الانضمام للمنظومة.. المحافظ: تشمل 169 قرية ونجعا.. والتأمين الصحى يؤكد: نستهدف رفع جودة الخدمات الطبية ودمج القطاعين العام والخاص.. صور

مواعيد مباريات اليوم الخميس 21 - 8 – 2025 والقنوات الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى