د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: فنّ الاعتذار

 داليا مجدى عبد الغنى
داليا مجدى عبد الغنى

الاعتذار بطريقة باردة يُعتبر في علم النفس إهانة ثانية يتعرض لها الإنسان، وهذا التحليل صحيح للغاية، فمن الحماقة أن تقدم لشخص تسببت في إهانته اعتذارًا باردًا، فكلمة الأسف لابد أن تنمّ عن الندم، أي أن الإنسان يكون على كامل العلم والدراية بخطئه، ويسعى للتكفير عنه فعلاً وقولاً، فهذا هو الأسف المُثمر الذي يُؤتي بثماره عند المُتلقي، والذي يضع المُعتذر في المكانة الراقية التي تُعليّ من شأنه وتزيده في نظر المُعتذر له.

 

أما أن تتعامل مع من أهنته وكأنك تتجبّى عليه باعتذارك له، مثل أن تقول له لقد اعتذرت لك لكي أريح نفسي من الحوارات، وأتجنب المشاكل، أو من أجل خاطر فُلان، أو لكي أرضيك بسبب مكانتك عندي، رغم عدم قناعتي بأنني أخطأت في حقك، فتأكد أنك في هذه الحالة تُهينه للمرة الثانية، بل إن الإهانة في هذه الحالة تكون أسوأ وأضل سبيلاً.

 

فالواقع أن الاعتذار في حد ذاته له فنّ وإيتيكيت لابد من تعلمه، لأن الاعتذار إما أن يُزيد العلاقة رُقيًا وسُموًا، وإما أن يضعها على حافة الانهيار.

 

لذا صدقوني، أن مَنْ ردّد حكمة: "لا محبة إلا بعد عداوة"، كان يقصد أن السبب في تلك المحبة هو الاعتذار الراقي الجميل، الذي نقل شخص من مكانة العدو إلى مكانة المُحبّ، فالحقيقة أن جميع التجارب والخبرات الحياتية، أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن الاعتذار هو إحدى عناصر نجاح العلاقات الإنسانية، وقد يكون أحد أسباب دمارها تمامًا، والعبرة بالمُعتذر، فهو الذي يُحدد ما تؤول إليه تلك العلاقة. وبالمناسبة، الاعتذار لا ينال من صاحبه، بل على العكس فهو يُرقى من شأنه في عيون الآخرين، ولكن يُمكن بالفعل أن ينال من صاحبه إذا كان باردًا باهتًا وسخيفًا، فهنا سيضع صاحبه في مرتبة مُتدنية، لأنه وبلا شك يكون قد أقدم على إهانة ثانية، وهذا ما لا يتقبله الطرف الآخر.

فأجيدوا وتعلموا فنّ الاعتذار، فبه تتحدد شكل العلاقات.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

التعادل السلبى شعار غزل المحلة بعد 3 جولات فى الدورى.. لا سجل ولا استقبل

أحداث رياضية عالمية وأفريقية على أرض المحروسة سبتمبر 2025

علشان تختار لولادك صح.. الفروق بين نظام البكالوريا والثانوية العامة

بريطانيا تستعد لنشر "قوة طمأنة" فى أوكرانيا حال التوصل لسلام مع روسيا

الأنظار تتجه نحو إطلالة إيميلي بلانت في فيلم The Devil Wears Prada 2


56 عاما على حريق "الأقصى" ولا تزال النيران مشتعلة.. محاولات إسرائيلية لتصفية قضية فلسطين وسرقة الأرض.. الاحتلال يقود حرب إبادة مدمرة فى غزة.. ويواصل مخططاته للقضاء على الهوية العربية والإسلامية وفرض التهويد

إدانة بحار أمريكى بالتجسس لصالح الصين مقابل 12 ألف دولار.. تفاصيل

حبس شخص ونجله لترويعهما جارهما بسلاح أبيض بالشرقية

رئيس الوزراء يلتقى رئيس وكالة اليابان للتعاون الدولى "الجايكا"

دولارات وذهب.. أبناء شقيقة أحمد شيبة يسرقون ملايين من شقة خالهم بالعجمى


استشهاد 10 فلسطينيين و إصابة آخرين فى قصف بمناطق متفرقة بقطاع غزة

عرض كويتى جديد لاستضافة السوبر الرباعى المصرى

إقالة مسئول رفيع بالخارجية الأمريكية بسبب عبارة "لا ندعم التهجير القسرى للفلسطينيين"

مفاجأة فى عينة تحليل المخدرات لسائق حادث كورنيش الشاطبى بالإسكندرية

قفزة غير مسبوقة بالحزمة الاجتماعية: علاوة الحد الأدنى تتضاعف 5 مرات بـ4 سنوات

رئيس الوزراء لوزير النقل اليابانى: مصر تتطلع لجذب صناعات السيارات

طلاب الثانوية العامة يؤدون امتحان الكيمياء والجغرافيا للدور الثانى

مواعيد الأتوبيس الترددى على الطريق الدائرى وموعد غلق المحطات.. انفوجراف

النائب العام الليبى يقرر حبس صاحب مزرعة أطلق أسده على عامل مصرى

جمال بيومى: إسرائيل لا تستطيع الصمود طويلا أمام الإرادة العربية لعدة اعتبارات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى