أكرم القصاص يكتب: الأسئلة والإجابات فى الطريق إلى الحوار الوطنى

أكرم القصاص
أكرم القصاص
أكرم القصاص
فرضت فكرة الحوار نفسها خلال الفترة الأخيرة، ومن متابعة حجم التفاعل مع مبادرة الحوار الوطنى التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى تعكس تفاعلا وتؤكد أن هناك رغبة لدى قطاعات واسعة من السياسيين والمعنيين بالشأن العام للحوار، ليس فقط فى مجال السياسة وتوسيع المشاركة وإدارة التنوع، لكن حتى على مستوى الأحزاب والتيارات والمنظمات الأهلية، بشكل يؤكد أن هذا العدد الذى يتجاوز ثلث المصريين على مواقع التواصل خاصة فيس بوك، لا يجد فى هذا العالم ما يروى تعطشه للمشاركة فى الشأن العام، بشكل مباشر ربما لعدم القدرة على بلورة أفكار أو موضوعات أو حوارات بين أفراد عالم مزدحم لكن يعانى أفراده العزلة.
 
الدعوة لحوار سياسى بين كل القوى دون استثناء أو تمييز، جددت النقاش حول المستقبل والعمل السياسى وطبيعته، وكيفية توسيع المجال العام وفتح آفاق التفاهم بين الدولة وكل التيارات السياسية، وأيضا بين التيارات السياسية والأحزاب بعضها البعض، لأن الأحزاب لا تجلس معا ولا تتشارك فى طرح القضايا العالقة، بشكل مشترك، بل إن الأحزاب ربما توقفت عن العمل الثقافى أو الفعاليات العامة التى تجذب المواطنين للمشاركة، وتصنع زخما من الجدل يمثل فى حد ذاته مكسبا مهما.  
 
ومن خلال متابعة الآراء التى ظهرت خلال الأيام الماضية منذ طرح المبادرة، يمكن استنتاج حالة ورغبة فى التحاور، حول قضايا العمل العام بل وحتى حول ما يجرى على الأرض من مشروعات وحراك، على مدى 8 سنوات، وقد طرحنا من قبل أن قضايا مثل الإرهاب وثمن مواجهته على مدى السنوات الماضية ربما تمثل أحد الموضوعات التى يتم طرحها، ومعها الكثير من الموضوعات السياسية والاقتصادية، لكن الأفضل هو التركيز على القضايا ذات الأولوية والتى تشكل رغبة وعليها اتفاق، مثل العمل السياسى والاجتماعى والحقوق الاقتصادية والاجتماعية ضمن منظومة حقوق الإنسان. 
 
نحن أمام أجندة واسعة، يفترض أن تنتهى المرحلة المهمة خلال 3 شهور حتى لا يستمر الحوار إلى ما لا نهاية، لكن فى تصورى أن الشهور الثلاثة ستكون بداية حوار حقيقى يدور حول نتائج الحوار الأساسى، والذى يفترض أن يكون شاملا للنقاط والقضايا الأساسية التى قد يتفق عليها المشاركون. 
 
وربما يكون من المفيد أن تكون التيارات السياسية والأحزاب مستعدة للحوار مع بعضها وتقبل التقييم والمصارحة حول دورها وأدائها وإمكانية أن تسعى لموازنة العدد الكبير للأحزاب مع ما تنتجه من أفكار وقدرة على المشاركة، باعتبار أن الحزب فى النهاية يمثل قطاعا فى المجتمع بتكوينه ومصالحه وتفاصيل مطالبه. 
 
وربما تكون هناك حاجة إلى أن يدرك المشاركون حجم التحولات التى جرت فى العالم والمنطقة، خلال العقد الماضى وقبله وأدت إلى تغيير فى شكل ومضمون العمل العام والسياسى، فضلا عما تفرضه التحولات التكنولوجية والعلمية من أفكار تستحق أن تكون مجالا للتفكير وتدعو إلى مراجعة، بما أن بعض ما كان مطروحا قبل عشر سنوات لم يعد هو نفسه المعروض الآن، يضاف إلى ذلك أن منصات النشر ومواقع التواصل، أصبحت جزءا من المجال العام تضخ ملايين المواد المرئية والمكتوبة، بعضها حقيقى وكثيرها مزيف أو مصنوع بقصد وتضخيم، وأصبحت جزءا من مفردات العصر بعيوبها وميزاتها، وإن كان تأثيرها الحالى ليس هو نفسه قبل عشر أو إحدى عشرة سنة، والمتلقى لم يعد هو نفسه فى الماضى القريب فقد نضج البعض وتاه البعض الآخر.      
 
وكل هذه الموضوعات تفرض نفسها، وتجعل أهم ما يمكن أن يقود إليه الحوار هو طرح أسئلة صحيحة تنتهى إلى إجابات يمكن أن تمثل ضوءا فى طريق المستقبل. 
 
p.8

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محمود ترك يكتب: من "سمسية بمليم" إلى الزعامة.. عادل إمام أسطورة لا تغيب

موعد مباراة الزمالك أمام بتروجت فى الدورى المصرى والقناة الناقلة

القاهرة 45 درجة.. الأرصاد تحذر من موجة شديدة الحرارة وتعلن أعلى درجات سجلت

"رجل مسن ضعيف الذاكرة".. تسجيل صوتي يظهر تراجع قدرات بايدن الذهنية

تعرف على تطورات مستقبل رامي ربيعة مع الأهلي بعد صورة الأهرامات


ملك زاهر تتصدر التريند بعد حديثها عن ليلى وسبب غياب تامر حسني عن حفل الزفاف

انخفاض 8 درجات.. الأرصاد تكشف موعد انكسار الموجة شديدة الحرارة

جدول ترتيب الدوري المصري قبل مباراتي الأهلي وبيراميدز الليلة.. إنفوجراف

3 مباريات نارية تنتظر الإسماعيلى بعد الخسارة من مودرن سبورت فى الدوري

صورة تذكارية تجمع رؤساء الوفود المشاركة بالقمة العربية فى العراق


ريال مدريد يحسم انتقال أرنولد مبكرًا بسداد 2 مليون يورو

بدء توافد القادة والزعماء على مقر انعقاد القمة العربية الـ34 فى بغداد

كوريا الجنوبية: إصابة 3 أشخاص إثر اندلاع حريق في مصنع للإطارات

قبل نظر الاستئناف على حبسها.. تعرف على سبب إدانة البلوجر "روكى أحمد"

الأهلي يخشى مفاجآت البنك فى الدوري المصري الليلة

طلاب الصفين الثانى والثالث الثانوى غير ملزمين برد التابلت بعد انتهاء دراستهم

غرة شهر ذى الحجة فلكياً الأربعاء 28 مايو.. وهذا موعد عيد الأضحى المبارك

بيراميدز ضيفا ثقيلا على بتروجت لاستعادة الانتصارات وملاحقة الأهلي

ما حكم الاقتراض للأضحية؟.. دار الإفتاء توضح مشروعية الأضحية.. وحكمها والمختار للفتوى فى حكم الأضحية.. وتكشف عن آراء المذاهب الفقهية فى ضابط القدرة والاستطاعة والاقتراض للأضحية

موعد مباراة الزمالك وبتروجت المقبلة فى الدورى والقناة الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى