سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 14 مايو 1948.. جلسة سرية لمجلس الشيوخ للموافقة على قرار الملك فاروق بدخول القوات المصرية إلى فلسطين

الملك فاروق
الملك فاروق
دخل محمود فهمى النقراشى باشا رئيس الحكومة، على الدكتور محمد حسين هيكل باشا رئيس مجلس الشيوخ فى مكتبه صباح 12 مايو 1948، وطلب إليه أن يغلق بابه، ولايدع أحدا يدخل عليهما، حسبما يذكر «هيكل باشا» فى الجزء الثالث من مذكراته، مضيفا: «لما خلا إلى ذكر أنه يريد أن أعقد جلسة سرية لتعرض الحكومة على المجلس قرارها دخول القوات المصرية إلى فلسطين لقتال اليهود».
 
يعترف «هيكل باشا» بأنه اندهش مما سمعه لأن النقراشى كان من أشد ممثلى الدول العربية حماسة لعدم اشتراك القوات الرسمية لهذه الدول فى القتال، فلماذا حدث منه هذا التغيير؟.. يذكر هيكل باشا أنه سأل النقراشى: «هل الدول العربية كلها متفقة على هذا؟..أجاب النقراشى: «نعم».. قلت: وهل لدى جيشنا من العتاد الحربى ما يكفى حرب الميدان لثلاثة أشهر على الأقل؟..أجاب: نعم وأكثر من ثلاثة أشهر..قلت: وما عسى أن يكون موقف إنجلترا من هذا الأمر؟ وهل اتفقتم معها على خطة؟..أجاب: إنجلترا لا تعارض، وأنا مطمئن لها، وإن كنت لا أخفى عليك أنها قادرة إذا أرادت أن تقف منا مثل موقفها فى «نفارين».. يضيف هيكل باشا: «رأيت الرجل مصمما كل التصميم، وقلت: إذن فليطلب أحد أعضاء الحكومة فى المجلس الجلسة السرية ؟ ففكر هنيهة ثم قال: بل الأكرم أن تطلب الحكومة هذه الجلسة السرية، فلما انصرف جعلت أفكر فى هذا التغيير المفاجئ فى سياسة الحكومة المصرية.
فى صباح 13 مايو 1948 مر «دسوقى باشا أباظة» وزير الخارجية «حزب الأحرار الدستوريين» على «هيكل باشا» وسأله عن مقدرة مصر إذا دخلت الحرب، فرد: «الموضوع طرح للبحث فى مجلس الوزراء، وحيدر باشا وزير الحربية أكد أن الجيش المصرى وحده بجنوده وعتاده قادر من غير حاجة إلى معونة من الدول العربية الأخرى على أن يدخل تل أبيب، عاصمة اليهود فى خمسة عشرة يوما، وأن كل ما لديه من المعلومات تثبت له هذا القول، وهو لذلك لا يتردد فى دفع القوات المصرية إلى أرض فلسطين لمعاقبة العصابات اليهودية التى تعتدى على العرب من أهلها اعتداء وحشيا».
 
يضيف هيكل باشا: «انعقدت جلسة الشيوخ فى مساء ذلك اليوم «13 مايو»، وطلب رئيس الوزراء عقد جلسة سرية فى الغد، 14 مايو، مثل هذا اليوم، 1948 لمناقشة الموقف فى فلسطين، ووافق المجلس واقترح تأليف لجنة خاصة من جميع الأحزاب تنعقد فورا لتستمع إلى بيانات الحكومة وتقدم للمجلس رأيا، وتألفت اللجنة برئاسة محمد بك الوكيل– وكيل المجلس- وعقدت اجتماعها، وحضر رئيس الوزراء وأدلى بما لديه من معلومات، وأكد أن مصر على أتم استعداد لمواجهة الموقف، وأنها ستنتصر على اليهود لا محالة، وتمنع قيام الدولة اليهودية التى قررت الأمم المتحدة قيامها حين أقرت تقسيم فلسطين».
 
انعقدت الجلسة السرية، وعرض عليها الموضوع وقرار اللجنة التى وافقت بالإجماع على قرار رئيس الوزراء..يذكر هيكل باشا: «كان إسماعيل صدقى باشا عضو مجلس الشيوخ معارضا فى دخول الجيش المصرى أرص فلسطين، وكانت حجته أنه يعلم، وقد كان رئيسا للوزراء إلى آخر سنة 1946، أن الجيش المصرى تنقصه أسلحة كثيرة، وينقصه العتاد اللازم والكثير من الأسلحة إذا خاض الحرب، وكان يخشى فضلا عن ذلك أن تعتبر الأمم المتحدة دخول الجيوش العربية فلسطين تحديا لقرار التقسيم فتفرض على الأمم العربية ومنها مصر عقوبات لاطاقة لها بها، أو تمد اليهود بالأسلحة والعتاد وتمنعها عن مصر والأمم العربية فتدور الدائرة عليها، وأن مصر لامصلحة لها على أية حال فى خوض معركة لا شأن لها بها ولاناقة لها فيها ولاجمل».
 
حملت آراء صدقى باشا الكثيرين على التفكير فى الموقف لكن الردود عليه أضعفت من تردد المترددين، وفقا لهيكل باشا، مضيفا: «أكد رئيس الوزارة مرة أخرى أن لدى الجيش المصرى السلاح والعتاد لخوض الحرب شهورا عدة، وأيد اللواء أحمد عطية «باشا» تصريح رئيس الوزراء، وكان «عطية» إلى أشهر مضت وزيرا للحربية معه، كما كان وزيرا للحربية مع «صدقى باشا»، كذلك تكلم فؤاد سراج الدين باشا باسم المعارضة الوفدية، فأيد الوزارة تأييدا حارا، ورد على «صدقى باشا» ردا عنيفا وحبذ دخول القوات المصرية فلسطين، فانسحب صدقى باشا من الجلسة، وقرر مجلس الشيوخ دخول القوات المصرية فلسطين بإجماع الآراء».. يؤكد: «وافق البرلمان الحكومة على أن تدخل القوات المسلحة فلسطين، وكانت هذه القوات على حدود مصر أوكانت تجاوزتها فعلا ساعة صدور هذا القرار».
 
تؤكد الدكتورة لطيفة سالم فى كتابها» فاروق وسقوط الملكية فى مصر»، أن الملك فاروق كان صاحب قرار الحرب، وما لبث أن أصدره وعبرت القوات المصرية الحدود إلى فلسطين مع الجيوش العربية فى 15 مايو 1948.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

الأكثر قراءة

مصر تواجه الكاميرون في ربع نهائي بطولة الأفروباسكت

رئيس الوزراء لوزير النقل اليابانى: مصر تتطلع لجذب صناعات السيارات

الرئيس السيسى يتوجه إلى السعودية تلبية لدعوة الأمير محمد بن سلمان

القبض على البرلمانى السابق رجب هلال حميدة فى كفر الشيخ

دعوات لتظاهرات حاشدة فى غزة اليوم دعما لمقترح مصر لوقف الحرب


الزمالك يصطدم بمودرن سبورت الليلة في الدوري

أحمد حسام طه بديلا لـ عمر فتحى فى مباراة مودرن مع الزمالك

تنفيذ حكم الإعدام فى دبور "سفاح الإسماعيلية"

بعد حادث بنها.. روشتة الحماية المدنية لمواجهة حوادث انفجار اسطوانات الغاز

وحدات إلكترونية لتسهيل تراخيص المركبات وحل زحام منافذ التراخيص.. التفاصيل


سموحة يستدرج زد اليوم على شاطئ الإسكندرية في الدورى

أهم حدث فلكى فى 2025.. مصر تترقب خسوفا كليا للقمر 7 سبتمبر.. تقرير لمعهد الفلك: يرى بالوطن العربى ومدن ومحافظات الجمهورية.. يتفق توقيت وسطه مع بدر شهر ربيع الأول.. وظل الأرض يغطى 136.2% تقريبا من سطح القمر

سواريز يسجل ثنائية فى فوز إنتر ميامى ضد تايجرز تحت أنظار ميسى.. فيديو

الإيجار القديم.. القانون يحدد حالات الإخلاء الفورى للوحدات وفقا للمادة 18

النائب العام الليبى يقرر حبس صاحب مزرعة أطلق أسده على عامل مصرى

عبده زكى يكتب: اليوم السابع فى ضمائرنا ووطن يسكننا.. قاد قاطرة الصحافة الإلكترونية وأدخل مصر سباق المنافسة العالمية.. ملتزمون بتطبيق دستور الصدق والحياد والأمانة.. وخلق جيل من الصحفيين يفضل التعب لخدمة القراء

ميسارفوت.. حركة يقودها مراهقون إسرائيليون لرفض حرب نتنياهو ضد غزة.. اندبندنت: تزايد أعداد الشباب الرافضين للتجنيد العسكرى.. يؤكدون: لن نلتحق بجيش يرتكب إبادة جماعية.. وفرار 100 ألف جندى.. وأهالى الرهائن يصعدون

زى النهارده.. الأهلى يكتب التاريخ في الظهور الأول لمجموعات بطولة أفريقيا

نتائج مباريات اليوم الأربعاء 20 – 8 – 2025 بالدورى الممتاز

للزوجات.. خطوات قانونية للحصول على متجمد نفقات عن فترات تخطت الـ10 سنوات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى