الرحيل ليس النهاية.. مجرد رأي

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

"أنتَ سيِّدُ قرارِكَ.. فبكلمةٍ منكَ تستطيعُ أن تخرجَ من هذا السجنِ اللَّعينِ الذي أصبَحْتَ فيه عبدًا للسيجارةِ، وحقلاً خصبًا لكلِّ الكوارثِ والمصائبِ التي تفعَلُها في صدرِكَ وقلبِكَ وضغطِكَ ومفاصِلِكَ وأعصابِكَ"، بهذه العبارات الرشيقة والكلمات الساحرة، تعرفت على الكاتب الكبير والصحفي المخضرم صلاح منتصر، منذ كنت طالباً في المرحلة الثانوية، وكان مقال الراحل الكبير "أنت سيد قرارك" جزء من المنهج الدراسي للغة العربية، وقد استطاع من خلاله أن يوجه نصائحه المخلصة لكل المدخنين للإقلاع عن هذه العادة اللعينة، التي تقتل صحتهم وأموالهم في وقت واحد.

القراءة اليومية العابرة لكاتب أو صحفي تختلف كثيراً عن دراسة النصوص، والتعرف على تجربة صاحبها، واكتشاف مواطن الجمال، والتراكيب اللغوية التي استخدمها بالرصد والبحث والتحليل، وقد أصبح مقال صلاح منتصر عن التدخين رمزا للأجيال الشابة، التي مرت جميعها على منهج اللغة العربية في الصف الثالث الثانوي، لذلك كان تعلقي به كبيراً، ربما دفعني إلى اختيار كلية الإعلام طريقاً للكتابة والصحافة، حباً في أسلوبه وإيمانا برسالة الصحافة، التي تعبر عن نبض الجماهير وتبحث عن همومهم ومشكلاتهم.

صلاح منتصر ليس مجرد كاتب صحفي في الأهرام أو صاحب عمود يومي مميز - مجرد رأي – بل واحد من العمالقة الكبار الذين عاصروا مجد الصحافة وقدرتها على صناعة الرأي العام والوصول إلى الجماهير وربط القارئ بها، لذلك في تصوري أن الأهرام لم تفقد عموداً لأبرز كتابها، بل فقدت عموداً في بينان الأهرام ذاتها، وجزء من تاريخها العريق.

شاهدت قبل عدة أعوام لقاء تلفزيوني للكاتب الكبير صلاح منتصر، يتحدث خلاله عن تجربته في الديسك المركزي لصحيفة الأهرام إبان حربي 1967 و1973، وكيف كان يروى بمرارة تجربة النكسة، والتضارب الكبير الذي شهدته الأخبار والأنباء عن سير الحرب في أيامها الأولى، وعلاقته برئيس التحرير محمد حسنين هيكل، وكيف استقبل أخبار النصر في أكتوبر 1973، وقد كان الديسك المركزي للأهرام، الذى يشرف عليه فى تلك الفترة صلاح منتصر، صاحب أبرز العناوين التي خلدها التاريخ " قواتنا عبرت القناة واقتحمت خط بارليف".

رحيل صلاح منتصر خسارة كبيرة للوسط الصحفي في مصر والعالم العربي، وما زلت لا أصدق أن الأهرام ستخرج على قرائها في الفترة المقبلة بدون مقال "مجرد رأى"، الذي كنا نتعلم منه ديمقراطية الحوار، وأدب النقد، وفلسفة الكتابة، وجوهر الصحافة، التي تستهدف خدمة الناس وصناعة وعيهم، كل الدعوات المخلصة والرحمات للكاتب الكبير صلاح منتصر، وخالص التعازي لأسرته وأصدقائه وتلاميذه، متمنياً أن يلهمهم الله الصبر والسلوان.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حبس شاب سنتين "تعرى" أمام فتاة داخل كافيه بمصر الجديدة

المعمل الجنائى ينتقل لرفع البصمات فى واقعة سرقة فيلا نوال الدجوى

خبير أممى يحذر من تصعيد الهجمات على بورتسودان

بعثة وزارة الداخلية ترحب بالحجاج فى المدينة المنورة بأجواء روحانية وتنظيم مميز.. استمرار تفويج ضيوف الرحمن لمكة.. حافلات مكيفة وتسكين إلكترونى.. رئيس البعثة يشدد على العناية بالحجيج وتوفير كافة سبل الراحة

نهى صالح تحتفل بزفافها وتكشف عن صورها بالفستان الأبيض


الأهلي يترقب وصول عروض خليجية لبيع أليو ديانج في الصيف

احتفال نور الشربينى وزوجها بعد التتويج ببطولة العالم للاسكواش للمرة الثامنة

سيارة بنتايج تكشف حقيقة الرحيل عن الزمالك

يبدأ من 5 جنيهات.. تعرف على أسعار تذاكر ركوب الأتوبيس الترددى

موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2025


زى النهارده.. صلاح يسجل فى شباك الأهلى والأحمر يفوز على روما الإيطالى

أكرم القصاص يكتب: صفقات سياسية بوجوه استخبارية.. أوراق إيلى كوهين فى سوريا الجديدة

موعد صرف مرتبات شهر مايو 2025 للعاملين بالدولة

موعد انطلاق مباريات الجولة الثامنة لمرحلة حسم دوري نايل والقناة الناقلة

البرلمان الأوروبى يتفق على منح الحكومة المصرية 4 مليارات يورو

نهاية الرحلة.. الأهلي يوجه الشكر إلى علي معلول نهاية الموسم

الطقس اليوم.. حار بالقاهرة شديدة الحرارة جنوبا ونشاط رياح والعظمى بالقاهرة 31

جلسة حاسمة مع عبد الله السعيد فى الزمالك بعد أزمة التجديد

موعد مباراة الأهلي أمام فاركو فى الدوري المصري والقناة الناقلة

لقطات جديدة من بروفات مسرحية "الملك وأنا" قبل عرضها فى عيد الأضحى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى