بين الإنسانية والأخلاق في كرة القدم.. محمد صلاح نموذجا

بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
موقف إنساني بامتياز، يضاف إلى سجل طويل من المواقف المشابهة، التي طالما تبناها النجم المصري محمد صلاح، عبر استضافة اللاعب المصري، مؤمن زكريا، لحضور نهائي كأس إنجلترا، بل وإشراكه في احتفالات فريقه بالفوز ويحمل معهم كأس البطولة، ويلتف حوله نجوم فريق ليفربول الإنجليزي، ليكون المشهد من أفضل المشاهد الإنسانية في تاريخ كرة القدم على الإطلاق، على اعتبار أنه يمثل دعما معنويا يبدو مهما للغاية، في مراحل العلاج الذى يتلقاه مؤمن، بينما يعكس في الوقت نفسه، جانبا إنسانيا، ربما لا يمكن تجاهله، فيما يتعلق بالرياضة بصفة عامة، وفى كرة القدم بوجه خاص، بعيدا عن المنافسات الشرسة.
 
الجانب الإنساني في الساحرة المستديرة، ربما توارى أمام أخلاقيات، لا تتعدى حاجز "البروتوكولات" التقليدية، على غرار دقائق الحداد التي يتم استهلال المباريات بها، أو التعبير عن تعاطف مع قضايا بعينها، سواء سياسية أو عنصرية، في حين أنها تطغى أثناء المباريات، عند إخراج أحد اللاعبين الكرة خارج الملعب، لعلاج لاعب في الفريق المنافس، وهو الأمر الذي يتوقف في الكثير من الأحيان على النتيجة والوقت المتبقي من المباراة، ناهيك عما إذا كان اللاعب المصاب، مصاب بالفعل، أم أنه يحاول إضاعة الوقت، لتقع تلك الأخلاقيات التي يتبناها الاتحاد الدولي للعبة، والذي يحمل شعار "اللعب النظيف"، في الكثير من الأحيان في فخ التسيس، أو ظروف المباريات، أو غيرها من الأمور التي تبدو في بعض الأحيان محلا للجدل والخلاف من حيث التقييم.
 
إلا أن الجانب الإنساني، وإن كان يحمل في طياته جانبا أخلاقيا، يبقى متفردا، في إطار ما يمكننا اعتباره "واجبا" على نجوم الرياضة، في ظل نظرة المجتمعات لهم، باعتبارهم مثلا وقدوة، خاصة للنشء والشباب، والذين يمثلون أكثر الفئات التفافا حول الألعاب الرياضية، وفى القلب منها كرة القدم، باعتبارها اللعبة الشعبية الأولى في العالم، مما يضفي بعدا مهما، مازال يعاني من تجاهل كبير، يقوم في الأساس على دعم العديد من الثوابت الإنسانية، التي تتلاقى حولها الأديان والمجتمعات، وهو ما يساهم، ليس فقط في تدعيم تلك الجوانب في الأجيال الجديدة، وإنما أيضا في خلق أبعاد جديدة لمفهوم المنافسة الرياضية، والتي لا تتعارض مع كون هؤلاء اللاعبين بشر في النهاية، ولديهم من العواطف الإنسانية، ما يساهم في إثراء مجتمعاتهم وإظهار جوانب أخرى في حياة النجوم، بعيدا عن المستطيل الأخضر.
 
ربما لن أكون أول من يتحدث عن مواقف الفرعون المصري، انطلاقا من قريته، مرورا بكافة محافظات مصر، وحتى مدينة ليفربول في إنجلترا، وهي المواقف التي ساهمت بدون أدنى شك في تعزيز صورة العرب، بل ودحضت إلى حد كبير الرؤية المغلوطة لدى قطاع كبير من المجتمع، سواء في المدينة الإنجليزية، أو بريطانيا بصفة عامة، حول الدين الإسلامي، فيما يسمى بـ"الإسلاموفوبيا"، ناهيك عن اختلاف النظرة الأوروبية للشباب العربي، في إطار عملي، عبر تقديم نموذج ناجح تحول إلى أسطورة حقيقية بفضل مجهوده، بالإضافة إلى إبراز جانبا إنسانيا، يبدو غائبا بسبب ما تتناقله وسائل الإعلام، من تقارير عن الإرهاب والصراعات والحروب، في الشرق الأوسط، ربما صدرت صورة دموية عن أبناء تلك المنطقة.
 
مواقف النجم محمد صلاح ربما تفتح الباب أمام تساؤلات حول مفهوم "إنسانية" كرة القدم، ليكون أعم وأشمل من فكرة الأخلاقيات، عبر دعم الدور الذي يمكن لنجوم اللعبة القيام به، لتعزيز هذا الجانب في مجتمعاتهم، وهو ما يدفع إلى التفكير في استحداث جائزة جديدة، بعيدا عن الجوائز التقليدية في هذا الإطار، سواء ما يسمى بـ"اللعب النظيف" أو "الروح الرياضية"، لتكون على سبيل المثال "أفضل لقطة إنسانية في الملاعب"، وفي الحقيقة يبقى صلاح هو الأجدر بها، مثلما هو الأحق بجائزة اللاعب الأفضل في العالم.
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

نتيجة الثانوية العامة 2025.. الإعلان بالدرجات على اليوم السابع خلال أيام

بالأسماء.. إصابة 13 شخصا إثر انقلاب سيارة عمالة زراعية بصحراوى البحيرة

معلومات الوزراء: التجارة العالمية تقف عند مفترق طرق

"اليوم السابع" يحصل على حق إعلان نتيجة الثانوية العامة 2025

25 ألف دولار غرامة على الزمالك بسبب تأخر سداد قيمة صفقة أحمد الجفالي


خريطة مدارس التكنولوجيا التطبيقية والتخصصات وشروط القبول للعام 2026

النصر السعودي يخطط لصفقة تبادلية لضم بوليسيتش من ميلان

انقلاب سيارة نقل مقطورة بترعة فى الصف

الزمالك يرفض الاستسلام فى صفقة محمود غربال ويجهز عرضًا مغريًا

القبض على مواطن أمريكي في تكساس بتهمة توجيه تهديدات لـترامب عبر الإنترنت


إبراهيم سعيد أمام المحكمة من جديد بعد قضاء فترة حبسه.. اعرف التفاصيل

الكنيسة القبطية تقيم صلاة اللقان احتفالا بعيد الرسل.. طقس كنسى فريد يجسد روح الخدمة والمحبة كما فعل السيد المسيح.. الماء المقدس يرش على الشعب ويستخدم للشفاء.. وهذا سبب إقامته 3 مرات فقط

منتخب مصر يواجه إثيوبيا 5 سبتمبر باستاد القاهرة فى تصفيات المونديال

نتيجة الثانوية العامة 2025.. جار تصحيح المواد لتجهيز النتيجة

نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. جاهزة على الاعتماد والإعلان

"يا حلاوة".. كيف صنع مظهر أبو النجا أحد أشهر الإفيهات فى السينما المصرية؟

صور جديدة من كواليس مسلسل 2 قهوة والعرض فى الأوف سيزون

وائل جسار يُحيى حفلا غنائيا فى لبنان اليوم

تعرف على مواعيد القطارات على خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم السبت

موعد انطلاق فترة إعداد الأهلي للموسم الجديد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى