أسرار صدارة مصر للإنترنت بأفريقيا.. 13 كابلا بحريا لزيادة السعة وحماية البيانات.. ونشر "الفايبر" بكل شبر بمصر لاستقبال السرعات العالية.. والخدمة تجتاز تداعيات كورونا بنجاح 100%.. وتوصيل الخدمة لـ60 مليون مواطن

نجحت مصر في صدارة الدولة الأفريقية من حيث مستوى سرعة الإنترنت، نتيجة تنفيذ أضخم خطة متكاملة لتطوير البنية التحتية منذ أوائل عام 2019 باستثمارات تجاوزت 30 مليار جنيه ساهمت في مضاعفة سرعة الإنترنت 8 أضعاف، وتعتزم توصيل الإنترنت فائق السرعة لعدد 3.5 مليون منزل لخدمة 60 مليون مواطن بقرى مبادرة "حياة كريمة" خلال ثلاث سنوات، من خلال ربط القرى بكابلات الألياف الضوئية.

 

ويسهم زيادة سرعة الإنترنت في دعم التحول الرقمي وتطوير منظومة التعليم باستخدام التكنولوجيا؛ كما يسهم في تطور الاقتصاد، حيث مازال قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأعلى نموًا بين قطاعات الدولة بمعدل نمو بلغ نحو 16% فى العام المالى 2020/2021، وارتفعت نسبة مساهمة القطاع فى الناتج المحلى الإجمالى من 3.2% فى 2017/2018 إلى 5% فى العام المالى 2020/2021، وكذلك نمو الصادرات الرقمية من 3.6 مليار دولار فى 2018/2019 إلى 4.5 مليار دولار فى 2020/2021.

 

الكابلات البحرية

تميزت الخطة الحكومية لزيادة سرعة الإنترنت بالتكامل والسرعة، بدايةً من استغلال موقع مصر الجغرافي المتميز الذي يربط بين الشرق والغرب، وزيادة عدد مرور الكابلات البحرية بأراضيها إلى 13 كابل بحري نقل أكثر من 90 % من حركة البيانات في أسيا وأوروبا، وتسهم هذه الكابلات في منح المزيد من التنوع والمرونة لمسار البيانات عالي الكثافة وتطوير الحلول الشبكية بما في ذلك زيادة السعات وحماية حركة مرور البيانات من الأعطال وخفض التكلفة.

 

وأبرز الكابلات البحرية الحالية التى تمر بمصر الكابل البحرى SEA-ME-WE 5 والذى يوفر سعة 38 تيرابت فى الثانية، والكابل البحرى Asia-Africa Europe 1، والذى يمتد بطول 25 كم من جنوب شرق آسيا وحتى أوروبا، كما يوفر سعة 100 جيجابت فى الثانية، وكابل مينا "الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" وهو يربط أوروبا بأفريقيا بأسيا ويبدأ من إيطاليا، اليونان، مصر، السعودية، عمان والهند بطوله نحو 9 آلاف كم ويوفر الكابل 5.76 تيرابيت فى الثانية لنقل البيانات.

 

ويجرى حاليا إنشاء 5 آخرين أبرزهم الكابل العملاق "هارب" الذي يدور حول قارة أفريقيا ليصل بلدانها غير الساحلية والساحلية بأوروبا، ومقرر الانتهاء منه بحلول عام 2023، وكابل 2Africa، SEA-ME-WE 6، ومن المتوقع دخول الكابل الخدمة بحلول الربع الأول من عام 2025.

الفايبر

كملة السر الثانية في زيادة سرعة الإنترنت في مصر، هي خطة نشر الألياف الضوئية "الفايبر"؛ وذلك لأن نقل البيانات عبر كابلات الألياف الضوئية يزيد بسرعة تصل إلى 20 ضعف سرعتها عبر النحاس العادي لتصل إلى جيجابت في الثانية، مقارنة بمتوسط سرعة قدره 50 إلى 100 ميجابت عبر الكابلات النحاسية، حيث تفوق الألياف الضوئية في سرعتها وموثوقيتها الشبكة التقليدية لأن الكابل النحاس ترتفع حرارته وتصل إلى تداخل أثناء نقل إشارات الإنترنت، بينما يقوم الفايبر بتقسيم الملفات إلى حزم بيانات يتم نقلها في أطياف من الضوء فوق زجاج رقيق أو ألياف بلاستيكية موجودة داخل غلاف واقي، وهذا بجعل هذا الألياف الضوئية أقل عرضة لهبوط السرعة من قبل مزودي الخدمة أثناء ذروة الاستخدام.

 

وبحسب بيانات الشركة المصرية للاتصالات، تصل كابلات الفايبر لأكثر من 30 مليون منزل من نحو 37 مليون مستهدف، بخطة إحلال الفايبر محل النحاس بإجمالي استثمارات تجاوزت 37 مليار جنيه، وقد نما عدد المنازل التي تم توصيل الفايبر لها بشكل ملحوظ خلال أخر 7 سنوات، حيث بلغت 9.7 مليون حتى عام 2016، ثم ارتفعت إلى 12.6 مليون في 2017 وواصلت النمو إلى 17.6 مليون في 2018، وفي عام 2019 وحدة نجحت في إضافة 10 ملايين منزل جديد، وواصلت العمل خلال الجائحة ونجحت في التوصيل إلى 3 ملايين منزل.

اختبار كورونا

نجحت خطة تطوير البنية التحتية في اجتياز اختبار جائحة كورونا، والتي تسببت في زيادة نسب استخدام الإنترنت في مصر بنسبة 100%، فيما زادت ساعات الذروة من 3 ساعات إلى 16-18 ساعة، ورغم هذا التنامي إلى أن الخطة لم تنقطع أو تتأثر خلال فترة الجائحة.

 

وتهدف وزارة الاتصالات إلى تطوير الخدمات والمرافق لجميع القرى المصرية بمبادرة حياة كريمة، وهي حوالي 4500 قرية مصرية، لاسيما المباني الحكومية والمنازل والمستشفيات والمدارس ومراكز الخدمات وغيرها، ويبلغ عدد المستفيدين إلى ما يزيد عن 58 مليون مواطن في أكثر من 3 ملايين أسرة، وسيتم ربط المباني في هذه القرى باستخدام شبكة الألياف الضوئية في غضون ثلاث سنوات.

 

وخلال المرحلة الأولى من المشروع الضخم لمبادرة "حياة كريمة"، سيتم إنشاء شبكة من كابلات الألياف الضوئية تهدف إلى ربط 1400 قرية تتضمن مليون مبنى في عام واحد، وفي المراحل القادمة سيتم تغطية كامل القرى المستهدفة.