السوشيال ميديا ونظرية "الرُخامة"

خالد إبراهيم
خالد إبراهيم
خالد إبراهيم

فى أكثر من مناسبة، خضت نقاشات مع والدى عن ثقافة الاستهلاك للشعب المصرى، وكيف أنها تغيرت خلال الثلاثين عاما الماضية من البقالة إلى "الهايبر"، فيخبرنى أن هذه الثقافة تطورت عبر الزمن، فحينما كان يذهب المواطن أو المستهلك إلى البقال لشراء احتياجاته من الجبن أو المعلبات، كانت هناك قطعة من "الرخام" تفصل بين الزبون وبين البقال، يطلب الزبون ما يطلبه دون أن تُعتب قدمه حرم البقالة نفسها، فيدخل البقال ليحضر لزبونه ما يريد ويضعها أمامه على "الرخامة" فيدفع الزبون، ويغادر راضيا مرضيا.

ثم جاءت "الهايبرات" الكبيرة، فأصبح الزبون يدخل الهايبر يتنقل بين أقسامه بعربة تجرها عجلات يضع بنفسه ما يشاء من احتياجاته داخل العربة، ويقف عند كل قسم ويختار بين الأصناف الموضوعة على الأرفف ينقى ويتفحص ويقارن ويدرس، ثم يذهب بعربته فى النهاية إلى الكاشير.

بمرور الزمن تغيرت ثقافة الاستهلاك، فبدلا من أن يشترى الزبون أساسياته، أصبح يشترى رفاهياته دون أن يشعر، وكل ذلك بفضل "رخامة" البقال التى كسرها بريق الهايبر الواسع الفسيح، بعد أن أصبحت بضاعته "تزغلل" عين الزيون.

ثقافة السوشيال ميديا أصبح كثقافة الاستهلاك تماما، فإذا كنت متابع للسوشيال ميديا وأسهمها وأرقامها وترنداتها وتحولاتها وقفزاتها، ستدرك أنها أزالت ذلك الحاجز بين المواطن العادي، وبين أى شخص شهير فنانا كان أو رياضيا أو سياسيا أو رجل أعمال، أو حتى شيوخ الدين.

السوشيال ميديا كسرت "الرخامة" بين المستخدم وبين من يتابعه من شخصيات شهيرة، ولكن الفارق، ان الهايبر الكبير الواسع يمتلئ بالكاميرات التى تمنع الزبون من السرقة أو التصرف بهمجية كفتح المنتجات دون شرائها، بينما السوشيال ميديا لا تخضع لأي رقيب أو ضوابط، مجرد عالم افتراضى وهمى، يفعل به المستخدم ما يفعل دون خوف من التتبع أو المراقبة.

بكل اسف وأسى وحزن وخجل، لابد من الاعتراف أن انكسار هذا الحاجز بين مستخدم السوشيال ميديا، والشخصيات المؤثرة، تسبب في "طفح" أمراض وظواهر اجتماعية غاية فى الخطورة، ولما لا وهذا المستخدم أصبح "يستسهل" الشتائم، ويطبع الإهانة ويستصيغ التنمر، ويتلذذ بالسخرية بفجاجة وجرأة يحسد عليها، ظنا منه أن "الكي بورد" ليس عليه رقيب.

المؤلم فى الأمر أن من يقوم بهذه الأفعال، يجد المبرر حاضرا، لأنه يظن خطأ، أن الشخصيات العامة مستباحة، طالما أن هذه الشخصيات تصدرت للعمل العام.

إذا كنت مثلى مصابا بداء قراءة التعليقات على أي "بوست" مثير للجدل أو حتى غير مثير، ستدرك جيدا حجم الكارثة الاخلاقية التى تعانى منها.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اتحاد الكرة يستقر على إقامة السوبر المصري بمشاركة 4 فرق

أحمد ياسين يقترب من بتروجت بعد انتهاء إعارته لغزل المحلة

غادة عبد الرازق تكشف عن تعرضها للإصابة وتجلس على كرسى متحرك

طلاب الهندسة الحيوية بالإسكندرية ينجحون فى تصميم ذراع روبوت بـ6 درجات حرية.. "6-DOF" يُستخدم كمساعد لأطباء الجراحة فى المستشفيات.. تنفيذه يكلف نحو 22 ألف جنيه.. وأعضاء هيئة التدريس يشيدون بالمشروع.. صور

مواعيد مباريات اليوم السبت 12 - 7 - 2025 والقنوات الناقلة


إخماد حريق في هيش ومخلفات بكورنيش النيل بحلوان دون إصابات

الجارديان: ترقب أوروبى حذر مع تصاعد تهديدات ترامب الجمركية

هل سيتم تخفيض تنسيق الثانوي العام بالقاهرة ؟.. اعرف التفاصيل

موعد مباراة تشيلسي ضد بي إس جي فى نهائى كأس العالم للأندية 2025

السيطرة على حريق مصنع منظفات وكيماويات مدينة بدر وبدء عمليات التبريد


منة عرفة بإطلالة صيفية فى أحدث ظهور.. صور

كهرباء الإسماعيلية يعتمد التشكيل الكامل للجهاز الفنى استعدادا للدورى الممتاز

الأسترالي علي رضا فغاني حكما لنهائي كأس العالم للأندية

ماكينات حفر الخط الرابع للمترو لا تتوقف.. طاقم مصرى يصل الليل بالنهار لإنجاز المشروع.. المكينة تحفر 22 مترا يوميا والنفق حلقات خرسانية يتم تركيبها وتصنيعها محليا.. وهذه طرق تأمين العمال تحت الأعماق.. صور وفيديو

الهيئة الوطنية تنشر آلية استعلام المواطنين عن مقر اللجان بانتخابات مجلس الشيوخ

بيان رسمي من مودرن سبورت يكشف كواليس أزمة جنش

محمد صلاح ولاعبو ليفربول ينعون جوتا فى النصب التذكارى.. صور

"أوديشن" مسابقة ملكة جمال مصر 2025.. أغلبية المتسابقات من طالبات الطب (صور)

سر تجدد اشتعال النيران في سنترال رمسيس.. مدير الحماية المدنية الأسبق يوضح

الدفع بـ4 خزانات مياه استراتيجية لإخماد حريق مصنع مدينة بدر.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى