تحديث بطاقات التموين والأسئلة المشروعة

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

تحديث البيانات أحد الأدوات المهمة التي يمكن من خلالها رسم خريطة صحيحة لكل ما يهم المواطن، لذلك أتفق مع كل الإجراءات التي تتخذها الحكومة مع التحول الرقمي، وكذلك مؤسسات القطاع الخاص، والبنوك للوصول إلى بيانات واضحة ودقيقة تخدم التخطيط لهذا البلد، لكن يجب أن ندرك أمر في غاية الأهمية والخطورة عند إجراء هذه التحديثات، يرتبط بوضع هامش للخطأ والحالات الاستثنائية التي تشذ عن القاعدة العامة.

من حق وزارة التموين تحديث البيانات الخاصة بالمستحقين للدعم، وتنقيتها بين الحين والآخر، وإن كنت لا أتفق مع التوقيت، خاصة أن العالم يعيش أزمة تضخم وارتفاع أسعار، وتلجأ الحكومات إلى زيادة الحدود الدنيا للأجور، ورفع معدلات الفائدة، وتوسيع قواعد الدعم والحماية الاجتماعية، وهذه إجراءات تحدث بالفعل في مصر، فكان أولى أن ننتظر في هذه التحديثات حتى تتكشف ملامح الأزمة، إلا أنه ما دامت الوزارة اتخذت القرار فلا بأس، ولكن هناك مجموعة أسئلة مشروعة لها علاقة بالحالات الاستثنائية في قضية تحديث البيانات، يجب طرحها بشفافية مطلقة من أجل مصلحة المواطن.

تشترط وزارة التموين والتجارة الداخلية أن يكون تحديث البيانات من خلال خط "موبايل" مملوك لمستحق الدعم ومسجل باسمه لدى الشركة الاتصالات، حتي يتم من خلاله إرسال أي إشعارات أو بيانات تخص المستفيد أو أسرته، وهذا كلام نظرياً جيد وقابل للتطبيق لكن على أرض الواقع تعترضه العديد من المعوقات، أولها أن هناك فقراء لا يمتلكون خط موبايل وليس بمقدورهم تحمل تكلفة إضافية لتوفير ثمن الخط الذى أصبح في حدود 150 إلى 200 جنيه لدى أغلب الشركات، وجهاز موبايل لن يقل بأي حال عن 300 جنيه، بالإضافة إلي التكلفة المرتبطة بهذه الخدمة شهرياً، مثل شحن الرصيد، وإلا سيكون البديل إيقاف الخط، فهل تعرضت الوزارة لهذه القضية؟!

هل وضع قرار وزير التموين إجراءات خاصة للأرامل والأيتام ومن يعيشون بمفردهم دون عائل ضمن خطة تحديث البيانات، ومدى قدرة هؤلاء المادية على شراء خط موبايل وتحمل شحنه شهرياً؟ هل تعرف وزارة التموين أن نسبة الأمية في مصر وفق آخر تعداد سكاني كانت 25.8%، بمعنى أن هناك حوالي 26 مليون مواطن لا يجيدون القراءة والكتابة، ولن يتمكنوا من متابعة رسائل التموين على الموبايل حتى لو استطاعوا توفير ثمنه؟!

ماذا لو لم تتمكن الفئة غير القادرة من تحديث بياناتها أو شراء موبايل، هل سيتم حذفها من بطاقات التموين؟ وهل ندرك أن هذه الفئة هي الأحق والأولى بالاهتمام والرعاية، وتستحق الدعم والمساندة من جانب الحكومة؟ ولماذا لم تفكر وزارة التموين في حلول مبتكرة لهذه الفئات كأن تنفذ بروتوكول تعاون مع شركات المحمول العاملة في مصر لتوفير خطوط مجانية للفئات الأولى بالرعاية من أصحاب البطاقات ومن لا يمتلكون خط تليفون، على أن تتحمل الشركات هذه التكلفة، ضمن أنشطتها التوسعية وخدمة العملاء الجدد.

أتمنى أن تجد كل التساؤلات السابقة إجابات واضحة من وزارة التموين، ولا يتم التعامل معها على طريقة "الناس عارفه كل حاجة" أو "الموبايلات مع الجميع"، لأن المؤكد والمنطقي أن هناك حالات ليست قليلة سوف تتضرر إذا ما ترتب على هذا التحديث قرارات من شأنها سحب الدعم، لذلك على متخذ القرار أن يضع في اعتباره أولاً مصلحة الأرامل والمساكين والمعدمين، خاصة أن هؤلاء أحق بالدعم من أي شخص آخر.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

23 عاماً على أمتع المباريات.. زى النهارده الأهلى يتعادل مع الإسماعيلى 4/4

موسم كارثي يطارد إنتر ميامى قبل مواجهة الأهلي فى كأس العالم للأندية

المتهمان بسرقة المواطنين بالقاهرة يعترفان بسرقة المواطنين بأسلوب انتحال الصفة

موعد مباراة الأهلي أمام فاركو فى الدوري المصري والقناة الناقلة

جلسات تحفيزية في المصري قبل مواجهة البنك الأهلي بالدوري


مجد القاسم: متحمس لحفل ساقية الصاوي.. وأعد الجمهور بجديد وقديم

معلومات مهمة حول المرحلة الثانية للخدمات الإلكترونية للنيابة العامة

مانشستر سيتي يسعى للتغلب على أحزانه في مواجهة بورنموث اليوم

القناة الناقلة لمباراة الزمالك وبيراميدز فى نهائى كأس مصر 2025

قرارات النيابة فى واقعة سرقة فيلا نوال الدجوى.. تعرف عليها


إزاى تشترى أضحية من الجمال؟ .. اعرف الإجابة من تجار دراو بأسوان

حالة الطقس المتوقعة اليوم الثلاثاء 20 مايو 2025 فى مصر

الحوثيون: قررنا فرض حظر بحري على ميناء حيفا الإسرائيلي

مصطفى غريب يضفى حالة من الكوميديا على أحداث فيلم المشروع X

ليفربول يتقدم على برايتون بهدفين مقابل هدف بالشوط الأول بمشاركة محمد صلاح.. فيديو

نوال الدجوى.. ماذا قالت التحريات الأولية عن سرقة فيلا 6 أكتوبر ؟

اتحاد الكرة يفاضل بين 3 مدربين لقيادة منتخب مصر في كأس العرب

ريال مدريد يحدد سعر بيع رودريجو بـ132 مليون دولار وسط اهتمام إنجليزي متزايد

انتعاش سواق الأضاحي بالغربية قبل حلول عيد الأضحى.. إقبال المواطنين على الشراء من التجار والأسواق.. سعر الضأن يتراوح بين 190 و 220 جنيها للكيلو قائم.. وكيلو البقرى والجاموسى يصل لـ185جنيها .. صور

ساعات دامية فى السودان.. مقتل 14 فى قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين بشمال دارفور.. وفاة 19 شخصا بينهم أطفال فى هجوم جديد على الفاشر.. 9 قتلى فى استهداف معسكر درع السودان.. والجيش يسيطر على منطقة استراتيجية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى