أزمة ضمير

أحمد التايب
أحمد التايب
أحمد التايب

ما نراه الآن من انتشار عدة ظواهر غير حميدة كظاهرة المستريح والجشع والنصب، وازدواج المعايير، ووقوع البعض ضحية الطمع، وأوهام الكسب والثراء السريع، يؤكد أن هناك أزمة ضمير هى سبب كل هذه السلبيات والمشكلات، ويؤكد أيضا أنه بات الكثير الآن لا يفرق بين التجارة والنصب ولا بين الشطارة والنهب ولا بين الكسب والسلب، لذلك أعتقد أن ذلك كله هو نتاج لما يحدث فى المجتمعات من تدهور منظومة القيم وغياب الإنسانية التى نتج عنها تشريد وقتل وظلم واحتلال، لتصبح الإنسانية جمعاء مهددة لغياب الضمير والقيم عن تصرفات وأفعال البشر  وسط تحديات وأخطار  جسام، رغم أنه من المفترض انه فى ظل الأزمات دائما ما تبحث المجتمعات عن الضمير لتستقيم الحياة، ويتحقق العدل الإنسانى.

 

 

وما يزعج حقا، ونحن نتحدث عن أزمة الضمير وآثارها على المجتمع، أن الأمر لم يتوقف عند غياب الضمير عن حياتنا المادية، إنما طال منظومة القيم والثوابت الأخلاقية خاصة فى ظل سيطرة عالم الحداثة والسوشيال ميديا، فرأينا انتهاكات للخصوصية، وتقطع للأرحام، وكثرة للجرائم العائلية، وعقوق للوالدين، وتزايد آفات الجحود والنكران.

 

لذا.. على المجتمع دق ناقوس الخطر تجاه هذه الأزمة، وضرورة إعمال الضمير فى حياتنا، بمعنى أن لا يكون مجرد عبارات وجمل وشعارات رنانة فحسب، إنما يكون بمثابة قوة حقيقية نجد تأثيرها بيننا على أرض الواقع، حيث لا احتكار للسلع ولا نصب ولا احتيال ولا فهلوة، ولا جشع، ولا استغلال للأزمات، وقتها فقط يتحقق التكافل الاجتماعى والرضا المجتمعى، وتستقيم الحياة.

 

وإذا أردنا أن يكون لهذا الضمير قوة فعل حقيقية، علينا أيضا ان لا ننسى ما قاله نبينا الكريم، «إن خياركم أحسنكم قضاءً»، فما أجمل من حفظ الحقوق، وليس هناك أجمل من الصدق والبر، ولا أفضل من الرحمة والاخلاق، وهذه صفات دعت إليه كافة الأديان السماوية، وما أعظم من التحلى بهذه الصفات فى ظل التحديات والأزمات، وما أكثر التحديات والأزمات فى وقتنا هذا جراء الحروب والأوبئة.

 

وأخيرا.. نستطيع القول، إنه مهما كانت التحركات والقرارات والنظريات والقوانين، فلا حل جذرى لمشكلاتنا إلا بالعودة إلى إعمال الضمير فى حياتنا من جديد، والتمسك بقيمنا وثوابتنا، حيث الأمانة والكرم، والتخلى عن الأنانية والجشع والخداع، وأن نفرق بين التجارة والشطارة والكسب والسلب، وان نتذكر دائما، إذا مات الضمير، استحال معه أى إصلاح، فكيف يصلح مجتمع، ولبنته الأولى التى هى الإنسان فاسدة؟..

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد مشروع شركة المانع القابضة القطرية بالسخنة

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده

تشكيل مانشستر سيتي ضد كريستال بالاس بالدوري الإنجليزي.. مرموش على الدكة

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

وزير الداخلية يعتمد نتيجة قبول دفعة جديدة بأكاديمية الشرطة للعام 2025/2026.. قبول 2757 طالبا بعد اختبارات دقيقة بأحدث التقنيات.. 48 ألف متقدم والنتيجة تعتمد على الشفافية.. اختيار عناصر نسائية وخريجى الحقوق


نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

تقارير: غياب مرموش ضربة قوية للسيتي ومصر ثاني المرشحين لحصد أمم أفريقيا

بدء إبلاغ المقبولين بكلية الشرطة بنتائج القبول للعام الدراسى الجديد

مستشار الرئيس للصحة يوصى بالبقاء بالمنزل عند الشعور بأعراض الأنفلونزا "A"H1N1

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات


قبول 800 طالب من الحاصلين على الثانوية بأكاديمية الشرطة

رئيس أكاديمية الشرطة يعلن قبول 2757 طالبا بعد اجتياز الاختبارات

الزمالك يتمسك بضم حامد حمدان في يناير بعد حل أزمة القيد

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

صحيفة إنجليزية تحذر رونالدو من انتقال محمد صلاح إلى الدوري السعودي

دموع وتصفيق وأرقام قياسية فى ليلة عودة محمد صلاح التاريخية.. فيديو وصور

اعرف كيفية الحصول على نتيجة كلية الشرطة لعام 2025/2026

التنمية المحلية: تخفيض رسوم ترخيص المحال العامة لمدة 6 أشهر بنسبة تصل لـ50%

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

أكاديمية الشرطة تعلن نتيجة الطلاب المتقدمين لها اليوم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى