سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 19مايو 1964.. بورسعيد تستقبل عبدالناصر وخروشوف وعبدالسلام عارف.. والزعماء الثلاثة يخطبون فى مؤتمر شعبى عن مقاومة المدينة الباسلة للعدوان الثلاثى

كانت الساعة الواحدة إلا ربع بعد ظهر 19 مايو، مثل هذا اليوم، 1964 حين وصل إلى محطة بورسعيد القطار بالزعماء الثلاثة، جمال عبدالناصر، والسوفيتى «خروشوف»، والعراقى عبدالسلام عارف، وفقا لجريدة الأهرام، 20 مايو 1964.. كان «خروشوف» فى زيارة لمصر منذ 9 مايو 1964، واستمرت 16 يوما، ألقى خلالها خطابا أمام مجلس الأمة فى 11 مايو، وفى 14 مايو قام هو وعبدالناصر والرئيس اليمنى عبدالله السلال، والعراقى عبدالسلام عارف، بالسفر إلى أسوان، وضغطوا على زر التفجير لتحويل مجرى النيل الذى كان ختاما للمرحلة الأولى من بناء السد العالى، وانضم إليهم فى نفس اليوم الرئيس الجزائرى أحمد بن بيلا، ثم عادوا إلى القاهرة فى 17 مايو 1964، ومنها عاد «بن بيلا» إلى الجزائر.
 
غادر «خروشوف» الاتحاد السوفيتى على رأس وفد كبير يوم 6 مايو 1964 من ميناء «يالتا» على الباخرة «أرمينيا»، وبدعوة منه كان يرافقه الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل رئيس تحرير الأهرام، وكانت هذه أول مرة يصحب فيها صحفيا أجنبيا بصفة رسمية فى إحدى رحلاته خارج الاتحاد السوفيتى، وبلغ عددها 58 رحلة زار خلالها 19 دولة منذ عام 1954، حسبما تذكر الأهرام، 7 مايو 1964.
جاءت زيارة بورسعيد بوصفها المدينة التى شهدت «معركة السويس الخالدة عام 1956»، وتذكر «الأهرام» أن قطار الرؤساء الثلاثة وصلها بعد أن توقف فى محطتى «الزقازيق» و«الإسماعيلية» تحت ضغط الألوف التى احتشدت على رصيف المحطتين.. تضيف «الأهرام»: «عند وصول الرؤساء إلى محطة بورسعيد ونزولهم من القطار، انطلقت الحمامات البيضاء ودقات أجراس الكنائس، بينما كانت الورود تتساقط فوق الرؤساء وتحت أقدامهم، والبالونات الملونة ترتفع حاملة أعلام الجمهورية العربية والاتحاد السوفيتى والعراق، والهتافات تعلو: «عبدالناصر بطل بورسعيد وخروشوف بطل ليننجراد، وعارف بطل ثورة العراق.. وفى سيارة مكشوفة اتجه الرؤساء من ميدان المحطة إلى ميدان الشهداء، حيث النصب التذكارى للذين سقطوا دفاعا عن حرية الوطن، وتقدم الرؤساء حاملين باقات الورود ووضعوها على النصب التذكارى، وأمضوا دقيقة حدادا على الشهداء الأبرار، بينما وقف خلفهم الجميع فى صمت وخشوع، ثم اتجه الرؤساء إلى ساحة النصر، حيث السرادق الكبير الذى أقيم فيه المؤتمر الشعبى، وبين الهتافات المدوية تحدث الرؤساء».
 
تحدث عبدالناصر عن أبرز تأثيرات معركة 1956 فى حدود الأرض العربية وخارجها، قائلا: «كانت حربا لتثبيت استقلال مصر، وإذا كان هذا الاستقلال قد جاء نتيجة مفاوضات صعبة ومعقدة، فإن حمل السلاح دفاعا عنه وضعه فى مواضع القداسة.. إن الشعب المصرى زادت ثقته بما أحرزه من نصر أمام اثنتين من الدول الكبرى معهما العميل التابع إسرائيل، وحددت المعركة قوى الشعب المرتبطة بجذور ثورته، وكشف هؤلاء الذين لا تربطهم بالوطن إلا مصالحهم فى استغلال ثروته، وإن المعركة بجانب أنها بلورت بشكل حاسم وحدة شعوب الأمة العربية، فإنها أيضا بلورت المضمون الاجتماعى لهذه الوحدة، وربطت قضيتها بإرادة الجماهير وبحقوقها الاجتماعية المشروعة، وفوق كل ذلك ساعدت المعركة على توضيح إمكانيات العرب ومدى قوتهم ماديا وبشريا واستراتيجيا».. وقال عبدالناصر عن تأثير المعركة خارج الأرض العربية، إنها أنهت إلى غير رجعة الغزوات الاستعمارية المنافية لمنطق التقدم وروح العصر، وأن المد الثورى المنتصر فى بورسعيد انتشر وسط الجزء الأكبر من القارة الأفريقية فى سرعة تكاد لا تصدق، وأن معارك التحرير السياسى لا تنفصل عن معارك التحرير الاجتماعى.
 
وألقى «خروشوف» كلمته بالروسية وكان تتم ترجمتها إلى العربية، قائلا: إن مدينة بورسعيد تعتبر من الأماكن المقدسة التى يزورها الإنسان فيصل فيها بجلال الكفاح الإنسانى وبروعة النضال الشعبى، وإذا كان الكثيرون من ساسة الغرب لا يزالون حتى اليوم عاجزين عن معرفة الحقيقة وراء هذه النهاية المخزية التى انتهت إليها محاولة الغزاة والمستعمرين يوم أرادوا القضاء على استقلال مصر سنة 1956، فإن الجواب - كما قال الرئيس عبدالناصر - بسيط للغاية.. أن العامل الأساسى فى ذلك هو أن شعب مصر الباسل وعلى رأسه زعيمه جمال عبدالناصر انتزع الانتصار من أعدائه، والحرية تضاعف من قوى الشعوب عشرات المرات، لقد كان الشعب المصرى وهو يحارب العدوان الثلاثى يدرك أنه يدافع عن نفسه وعن حق وطنه فى الحرية وفى الاستقلال، كان يدافع عن حقه فى الحياة وهذا ضاعف من قوته وشد أزره».
 
وقال عبدالسلام عارف: «معركة بورسعيد كانت معركة الأمة العربية كلها، فقد أدرك الاستعمار أن فى القضاء على مصر قلب الثورة العربية، قضاء على ثورة الجزائر وقضاء على إمكان التحرر فى كل بلد عربى، فقرر أن يخمد الثورة فى مهدها الأصيل، ولكن الأمة العربية كانت تدرك أبعاد المعركة ومراميها فانتفض الشعب العربى فى كل قطر عربى يخوض معركة الحياة والمصير جنبا إلى جنب مع أشقائه فى أرض الكنانة».  
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الزمالك يتقدم على موردن سبورت 2-1 بعد مرور 60 دقيقة.. فيديو

تغيير جذري في خط دفاع الأهلي في مباراة غزل المحلة بالدوري

شيكو بانزا يضيف الهدف الثانى للزمالك أمام مودرن سبورت (2-0)

دقيقة حداد على والد الشناوي قبل انطلاق مباراة الزمالك ضد مودرن سبورت

الرئيس السيسى يعود إلى أرض الوطن بعد لقائه ولى العهد السعودى


محكمة استئناف أمريكية تلغى حكما بتغريم ترامب وشركاته التجارية نصف مليار دولار

"أنس الشريف أيقونة غزة".. شقيقه الأكبر في أول حوار صحفى لـ"اليوم السابع": آخر مكالمة أكد عدم مغادرته شمال القطاع حتى لو نزح الجميع.. كان يتمنى أداء الحج مع زوجته ووالدته.. تلقى عرضا للسفر قبل 5 أيام من استشهاده

الرئيس السيسى والأمير محمد بن سلمان يؤكدان أهمية الإسراع فى تدشين مجلس التنسيق الأعلى المصرى السعودى

فيديو وصول الرئيس السيسى مطار نيوم والأمير محمد بن سلمان فى استقباله

زفاف بعد السبعين.. فريد وفاطمة يتحديان السن ويدخلان عش الزوجية فى المنوفية


اتحاد جدة يستهدف ضم سيبايوس من ريال مدريد

رئيس اللجنة الهندسية: الحفر لم يتوقف في استاد الأهلي..وما يتردد غير صحيح

الأعلى للإعلام يمنع مصطفى يونس من الظهور الإعلامي 3 أشهر فى شكوى الأهلى

البعثات الدبلوماسية المصرية بالخارج تتصدى للمخربين.. أمن البعثة المصرية فى نيويورك يتصدى لمحاولة اقتحام من أنصار الإرهابية.. حماية البعثات والقنصلية مسئولية الدول المضيفة.. وعناصر الأمن لهم حق التصدى لأى اعتداء

النيابة الإدارية تحيل 10مسؤولين للمحاكمة بسبب مخالفات فى دار أيتام بالقاهرة

أحكام بـ8 سنوات حبس.. استمرار التحقيقات مع رجب حميدة بكفر الشيخ

محمد صلاح يصل مقر تدريبات ليفربول مع جائزة الأفضل فى إنجلترا.. فيديو

4 رسائل تطمئن الجمهور على الحالة الصحية للفنانة أنغام.. صور

ننشر النص الكامل لتعديلات قانون الرياضة بعد تصديق الرئيس السيسى

القصاص العادل.. تفاصيل إعدام قتلة الإعلامية شيماء جمال بعد 3 سنوات من الجريمة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى