أكرم القصاص يكتب: «المستريح والتعبانين».. مواجهة قصة نصب معلن

أكرم القصاص
أكرم القصاص
القصة ليست جديدة، لكنها تتكرر، تتغير الأماكن ويتبدل الأشخاص، من بحرى إلى قبلى، ومن الشمال للجنوب، نحن أمام مأساة كوميدية، تتكرر بشكل شبه شهرى، أو أسبوعى، فى كل أرجاء البلاد، وكأن الضحايا لا يقرأون ولا يصدقون مئات القصص لنصابين خدعوا الناس واستولوا على أموالهم بكل سهولة ومن دون مجهود، فالناس يسيرون بكل إرادتهم ليمنحوا أموالهم للنصاب بكل ارتياح، طمعا فى ربح لا يمكن تصوره بالعقل، ولا بالقليل من المنطق، غير استعداهم لتصديق الشائعات والخرافات التى يرددها مدعون أمام سذج، ومع هذا يصدقون.
 
وآخر هذه القصص ما سمى «مستريح أسوان»، و«مستريح إدفو» وبعده فى الشرقية، وغيرهم ممن جمعوا مئات الملايين، وفى روايات بعضهم مليارات، من ضحاياهم وهربوا أو اختفوا، وخسر المئات أموالهم، ولم يحتج هؤلاء النصابون جهدا مثل أوائل النصابين، تكفى عدة شائعات ليهرول إليهم البعض، ويجرى ريقهم على مكسب غير معقول.
 
لقب «المستريح» عرف قبل عدة سنوات، عندما ظهر نصاب اسمه المستريح، واستمر الاسم مع كل نصاب، مع أن القضية معروفة منذ منتصف الثمانينيات من القرن العشرين، عندما ظهرت عصابات توظيف الأموال، كان الريان وزملاؤه أشهر قصة نصب باسم توظيف الأموال، حصل على مئات الملايين، ووظف مسؤولين وشخصيات عامة وشيوخا ونوابا للدعاية، انهارت إمبراطوريته، وتوهم البعض أنه تعرض لمؤامرة، وسعيد الحظ هو من حصل على ربع ما دفعه طوبا وزلطا وورقا ومنظفات، من يومها يتكرر النصابون، وقبل أعوام ظهروا فى حلوان والغربية والإسكندرية، ومستريح الصعيد عام 2015، والذى جمع مليارات وهرب. 
 
وتصعب معرفة كم مرة خلال العام يقع المواطنون فى بحرى والصعيد ضحايا توظيف أموال كاذب، وبالرغم من قصص النصابين الذين يجمعون أموال الضحايا ويهربون، واستحالة أن تربح الأموال نفس قيمتها، أو حتى نصفها فى عام، إلا أن هناك من يصدق أن الألف جنيه يمكن أن تلد مثلها فى شهر واحد! وهو أمر بالرغم من عدم معقوليته يجد من يصدقه، بل ويسارع بمنح أمواله وتحويشة عمره للنصاب ليهرب بها، وهؤلاء المخدوعون على مدار سنوات لا يتعلمون من سابقيهم.
 
وطبعا القانون يجرم توظيف الأموال، لكن غالبا ما تتم العلاقات بالرضا، وفى سرية، حيث يحرض المودع على أن يحظى بالمكاسب وحده، بعيدا عن أعين الحكومة، فإذا ضاعت تحويشة عمره يسارع إلى الحكومة، لتعيد إليه المال الطائر، بل إن بعض رجال الشرطة فقدوا حياتهم مؤخرا أثناء مطاردة نصاب أسوان، والذى تحول من سائق توك توك إلى ملياردير بالنصب، بعيدا عن الأعين وتوالى سقوط الضحايا، وخرج بعضهم عن شعوره وذهب ليحطم ويدمر، ويرتكب المزيد من الجرائم.
 
هناك الكثير من الحكايات والأرقام التى تشير إلى أن عملية النصب مستمرة منذ فترة، وأن النصابين يواصلون عملهم ويجدون الكثير من السذج، لكن الأرقام مثل الموضوع كله، فيها خلط وتداخل، ثم إن الفيديوهات التى يظهر فيها بعض النصابين أو المدعين، هى نفسها خالية من العقل والمنطق.
 
القصة - كما قلنا - مكررة، تتغير فيها الأسماء والأماكن، لكنها تكشف عن استعداد الكثيرين لتصديق الشائعات، وتقديم أموالهم بكل رضا ومن دون أى ضمانات، وهؤلاء يعرفون قصص النصابين السابقين، والمستريحين وعصابات توظيف الأموال، لكنهم يتصورون أنفسهم بعيدا عن الوقوع فى الشرَك، وبالطبع هناك دائما من بين مساعدى النصاب شيخ يدعى تحريم الإيداع فى البنك، ليسهل للنصاب خداع الناس، فيمنحون النصاب أموالهم بكل ارتياح واطمئنان، حتى تطير، ويفترض أن يشمل العقاب من ساهموا فى تسهيل عمليات النصب، مثل عقاب النصاب نفسه.
 
وهؤلاء غالبا هم من يصدقون الشائعات على مواقع التواصل ويصدقون الشائعات والأرقام التى لم يشاهدوها من قبل، ويحلمون بتحقيق أرباح لا يمكن تخيلها، وفى كل قصة يترك النصاب ضحاياه يندبون حظهم، ويطالبون الدولة بالتدخل والقبض على المستريح، ويتم القبض عليه مثلما جرى مع نصاب أسوان وإدفو والشرقية، وقبلهم نصابو بحرى وقبلى، بعد أن تكون أغلب الأموال طارت، بعد أن منحوها له بإرادتهم،، وحصلوا على إيصالات، وبعضهم لم يحصل على شىء، والقبض على المستريح وسجنه لن يعيد الأموال التى ضاعت، فى نصب علنى من النصابين على «المغفلين»، الذين لا يتعلمون الدرس، بل إنهم أحيانا يضغطون لإطلاق سراح النصاب ليمكنه تسديد أموالهم، قصة تتكرر، والضحايا يستحقون التعاطف، والأهم أن هناك حاجة لتوعية هؤلاء حتى لا تتكرر الخدعة.
 
p
 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مصطفى محمد يحرز الهدف الثانى للمنتخب الوطنى فى مرمى نيجيريا.. صور

نظر قضية المتهم بقتل زوجته فى المنوفية بسبب خلافات بينهما يناير المقبل

حفل جوائز ذا بيست 2025.. عثمان ديمبيلى يتوج بأفضل لاعب فى العالم

إمام عاشور وزيزو وصابر في تشكيل منتخب مصر ضد نيجيريا

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت


أحمد صلاح وسعيد يعودان للقاهرة بعد فسخ التعاقد مع طائرة السويحلى الليبى

إقبال كبير على الأتوبيس الترددى بعد عزل حارته بالطريق الدائرى.. صور

كبيرة موظفى البيت الأبيض: ترامب لديه شخصية مدمن كحول وماسك يتعاطى كيتامين

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

موعد الجولة الثانية من بطولة كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة


رحلة محمد صلاح مع جائزة THE BEST.. أسطورة مصرية على الساحة العالمية

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

تعرف على رسالة حمزة عبد الكريم إلى الأهلى بسبب عرض برشلونة

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

غيابات الزمالك أمام حرس الحدود بكأس عاصمة مصر

مفاجأة فى مستقبل محمد صلاح مع ليفربول قبل أمم أفريقيا 2025

قرار يوفر مشوار.. التأمين الصحى بأسوان يصرف لأصحاب الأمراض المزمنة علاجا يكفى شهرين

حادث قطار طوخ.. 10 مشاهد من سقوط حاويات البضائع بمنطقة السفاينة

أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى