طارق إمام: أميل للتلاعب بالسرد وبعض القراء الهواة يدهشوننى

الروائى طارق إمام
الروائى طارق إمام
كتب محمد عبد الرحمن
تتنظر الأوساط الثقافية العربية، إعلان الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" في دورتها الخامسة عشر لعام 2022، والذي ترشح في قائمتها القصيرة الروائى المصرى طارق إمام، عن روايته "ماكيت القاهرة".
 
وأجرى الموقع الرسمي للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" حوارات مع جميع المرشحين بالقائمة القصيرة، ومنهم المرشح المصري الروائى طارق إمام، الذي تحدث عن شعوره وقت إعلانه ترشحه للجائزة، وانطباعه عن القراءات النقدية التي صدرت عن الرواية، وحكاياته مع أبطال أعماله، والكتاب الذين تأثر بهم.. وإلى نص الحوار:
 

- أين كنت وقت الاعلان عن القائمة القصيرة للجائزة؟ وماذا كان رد فعلك؟


 
كنت في بيتي بالقاهرة. أول شيء فعلته بعد سماع اسمي؛ فتحت نافذة غرفتي المطلة على شارع "محمد محمود" بقلب القاهرة، وهو الشارع الذي دار فيه قدرٌ غير هين من أحداث "ماكيت القاهرة"، ولوّحت بتحيةٍ لأبطال الرواية الذين لا يراهم أحد.
 

- يمكن تصنيف أغلبية أعمالك بأنها مزيج من الواقعية الفكرية والفانتازيا. ما هو أكبر تحدي تواجهه في كتابة هذا النوع من الأدب؟


 
كلمة "المزيج" هي نفسها التحدي. المزج بين الطرائق السردية مقامرة في مواجهة الذائقة المستقرة التي تميل لتصنيف محدد، يُقرأ النص في ظلاله أو وفق "لافتة" متفق عليها ملصقة عليه، وأنا أميل بفطرتي للتلاعب بالأشكال المستقرة للسرد. عالمي الروائي يدفعني لمزج لغة السرد التداولية بلغة شعرية، ولمزج الفصحى بالعامية وبمفردات أجنبية حتى، أرى في تعريبها خيانةً لحقيقة أنها باتت جزءاً من معجم الاستخدام. وحتى داخل الفصحى تجد نفسك بحاجة للمزج بين "لغات" شتى من لغة الشعر الجاهلي وحتى لغة الجريدة. أميل أيضاً لتهجين الجانب النظري مع الجانب الحكائي، وهذا بدوره لا ينسجم كثيراً مع الذهنية التي ترى الفن إيهاماً كاملاً، وتعتبر المنحى التأملي أو الفكري، فضلاً عن تعرية التقنية، خيانة للجانب الفني وتعطيلاً للحكي. بدوره يمثل النزوع الفانتازي تحدياً ما، حيث ينظر البعض للفانتازيا باعتبارها مجافاة للواقع، رغم أنني أرى فيها إمكانات هائلة لتعميق مفاهيم الواقع من خلال تحويله لاستعارة، بخلاف المقاربة الكنائية المرتبطة مباشرةً بنظرية المحاكاة.
 
إجمالاً، فكرة كتابة نص يهجن أكثر من لغة وأسلوب أو يتحرك بين أكثر بين تيار هي مخاطرة، لكني أرى أن الكتابة هي الاحتفاء بالخطر، والتجريب بالنسبة لي ليس مجرد تلاعب بحفنة تقنيات متاحة، التجريب رؤية تقدمية للوجود وفي القلب منه الفن، الشكل دلالة وجزء من الرؤية للعالم، وخلخلة الشكل المستقر هي نفسها خلخلة للهويات الثابتة سياسياً ورؤيوياً وعقائدياً، التي لم يُخلق الفن لتكريسها في تقديري. التجريب بالنسبة لي إيديولوجيا. فوق ذلك كله، أنا أحب الكتابة بهذه الحرية، أشعر أن الكتابة هي اللعب وأستمتع بأن أفاجئ نفسي.
 

- هل فاجأتك أي من القراءات النقدية لرواية "ماكيت القاهرة"؟ كيف تحب لروايتك أن تُقرأ؟


 
فاجأتني الكثير من القراءات، وخصوصاً ممن ندعوهم بـ "القراء الهواة" والذين اكتشفت أن بينهم كثيرون يملكون أداة جوهرية ومنسية للأسف في كثير من ممارسات النقد العربي: براءة القراءة دون أحكام مسبقة، ومن داخل شرط العمل وبقوانينه وليس استناداً لقوانين سابقة عليه. قراءات كثيرة أدهشتني، منها ما كُتب على هيئة نصوص موازية لا تخلو من جانب سردي تخييلي، ومنها ما ضم بورتريهات مرسومة متخيلة لشخصيات الرواية، ومنها ما كُتب في بالونات داخل كادرات كالكوميكس لتصبح مراجعات نقدية ذات بعد بصري. أحببت محاولات من تلقوا الرواية في أن يمنحوها كتابة نقدية تبدو نابعة من عالمها وأجوائها التي تمزج الفنون المختلفة.
 
بالنسبة للشق الثاني من السؤال: أحب لروايتي أن تُقرأ دون أحكام مسبقة، لا جمالياً ولا رؤيوياً ولا أخلاقياً.
 

- حدثنا عن البحث الذي قمت به من أجل "ماكيت القاهرة"؟


 
درست، بتعمق، بعض الجوانب التقنية للفنون التي يمارسها أبطال الرواية. قرأت كثيراً في طرق صنع الماكيتات والأدوات المستخدمة في تشييدها وآليات تحديد المقاييس والفروق بين السياقات اليدوية والمميكنة للتشييد، قرأت كذلك في العالم التقني للجرافيتي وطرق تنفيذه المختلفة في الواقع، قرأت في الخط العربي وأنواعه غير الشائعة والمعاهد التي تُدرِّسه وطبيعة الشهادة الأكاديمية التي يتحصل عليها الطالب، قرأت كذلك في أنواع كاميرات التصوير السينمائي الحديثة والفروق الدقيقة بينها حسب اختلاف الأمكنة والسياقات. على جانب آخر قرأت في تفاصيل مهمة  للسياق المعلوماتي للرواية: قرأت قوانين دور الأيتام للوقوف الدقيق على الدورة التي يقطعها اليتيم اجتماعياً وتعليمياً قبل الخروج من الملجأ. عدت لأغاني التسعينيات المصرية بقدر من التدقيق لوقوف تاريخي على لحظات الإزهار والأفول، استعدتُ كذلك، عبر القراءة المدققة، تفاصيل تخص ثورة يناير بقدر من التوثيق حيث لا تكفي الذاكرة الشخصية لإسعافك بالترتيب التاريخي لأحداث معينة وعلاقة بعض الأحداث ببعضها. في الحقيقة كان الجانب البحثي في "ماكيت القاهرة" مجهداً وملهماً.
 

- أبطال الرواية يعملون بمختلف أنواع الفنون: مخرجة أفلام وثائقية، رسام جرافيتي، رسامة كوميكس ومصمم ماكيتات. هل كان من الصعب تقمص شخصيات هؤلاء الفنانيين المختلفة؟ وأيهما أقرب إليك؟


 
أصعب ما في هؤلاء الشخصيات لم يكن تقمصهم، بل العكس، منحهم مسافة كافية مني، ذلك أنهم بالدرجة الأولى ينتمون لجيلي، ويعملون بالفن مثلي، وأسئلتي الشخصية عن الفن والمدينة والثورة والوجود إجمالاً موزعة عليهم. لقد كنتُ متقمصاً لهم من اللحظة الأولى وكان لابد أن أديرهم بعين طائر كي يتحقق صراع حقيقي ومتجسد بعيداً عن فخاخ الغنائية والذاتية والعاطفية. وفي الحقيقة لا أشعر أن أحد الشخصيات أقرب إليَ من الآخر، فقد كتبتهم جميعاً بالقدر نفسه من التألُّم.
 

- من هم الكتاب الذين أثروا فيك كروائي؟


 
كثيرون، لكن من بين أبرز كتابي المفضلين جابرييل جارثيا ماركيز، خوان رولفو، أوجين يونسكو، تيدهيوز، نجيب محفوظ .
 

- ما هى الكتب التي تقرأها الآن؟


 
حالياً أنا في حالة قراءة شعرية، أعيد قراءة الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر السكندري الإيطالي جوزيب أونجاريتي الذي أتهيأ لكتابة رواية عنه، وأقرأ ديواناً بديعاً في قصيدة النثر هو "بلا فرامل تهوي في منحدر" لفاطمة كرومة.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أتلتيكو مدريد يسقط أمام أوساسونا بثنائية في الدوري الإسباني

لجنة التظلمات ترفض إعادة مباراة القمة وتكتفى بنقاط هزيمة الأهلى أمام الزمالك

مندوب الأردن: استضافة بغداد لقمتين عربيتين يعكس قدرة العراق فى تعزيز العمل العربى

لجنة التظلمات تصدر قرارها في أزمة القمة دون خصم نقاط من الأهلى نهاية الموسم

انطلاق مباراة منتخب الشباب ضد المغرب في نصف نهائي أمم أفريقيا


أسباب تأخر قرار لجنة التظلمات باتحاد الكرة في أزمة مباراة القمة

بعد إحالة ثلاثة مسئولين بالاتحاد الى محكمة الجنح.. رئيس الكاراتيه: ننتظر القرار النهائي

رابطة الأندية تقدم حيثيات قراريها بخصم 3 و6 نقاط للجنة التظلمات

أسرة عبد الحليم حافظ تفرج غدا عن وثيقة تكشف حقيقة زواج العندليب

تاريخ مواجهات منتخب الشباب والمغرب قبل مواجهة نصف نهائي أمم أفريقيا


القبض على فرد أمن لتسهيله دخول طالب للامتحان بدلا من رمضان صبحى بأبو النمرس

طارق حامد وسام مرسى وحمزة علاء يقتربون من الزمالك

ترامب للقوات الأمريكية فى "العديد": سأضطر للتفكير بالترشح لرئاسة 2028

رئيس الوزراء يزور منجم السكرى ويُشاهد أعمال التعدين تحت الأرض

كم يبلغ ثمن قلم "مونت بلانك" هدية تميم لترامب؟

أزمة مباراة القمة.. 3 سيناريوهات أمام لجنة التظلمات فى اجتماع اليوم

رفع الحد الأقصى لسن المتقدم بمسابقة معلم مساعد من معلمى الحصة حتى 45 عامًا

موعد مباراة الزمالك أمام بتروجت فى الدورى المصرى والقناة الناقلة

جدول مواعيد امتحانات الترم الثانى 2025 لطلاب المرحلة الإعدادية فى الجيزة

غياب مصرى عن قائمة أعلى اللاعبين أجراً فى كأس العالم للأندية 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى