سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 29 مايو 1453.. فتح القسطنطينية ومقتل آخر الأباطرة البيزنطيين و40 ألفا من رجاله والسلطان محمد الفاتح يدخل المدينة على جواده فى موكب حافل

محمد الفاتح
محمد الفاتح
كانت الساعة الواحدة يوم الثلاثاء صباح 29 مايو، مثل هذا اليوم، 1453، حين بدأ الهجوم العام من الجيش العثمانى بقيادة السلطان محمد الفاتح، على مدينة القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية، وفقا للدكتور محمد مصطفى صفوت، فى كتابه «السلطان محمد الفاتح - فاتح القسطنطينية» دار الفكر العربى - القاهرة - 1948، مضيفا: «بدأ الهجوم العام على المدينة بعد أن صدرت الأوامر، وعلت الأصوات بالتكبير، وانطلق الجنود نحو الأسوار، وخاف البيزنطيون خوفا عظيما، وشرعوا فى دق نواقيس الكنائس، وصل جنود الانكشارية إلى داخل المدينة، وارتقوا الأسوار وأزالوا علم الإمبراطورية وعلم البندقية، ورفعوا علم الأتراك، وتدفق الأتراك إلى داخل المدينة، وأما الإمبراطور البيزنطى فحمل أنفه ومات كريما لم تذم خلائقه، قتل وعمره تسعة وأربعون عاما، فكان آخر الأباطرة البيزنطيين».
يذكر «صفوت»، أن المدينة استبيحت وكل شىء فيها للفاتحين، وقتل أربعون ألفا من البيزنطيين منذ بدء حصارها فى شهر إبريل وحتى الهجوم عليها، وتم أخذ خمسين ألفا، وسلم عشرة آلاف، وقُتل عدد كبير من الأرستقراطية الإغريقية، وأخذ أبناؤهم ليتعلموا اللغة التركية والدين الإسلامى، وضم النساء إلى حريم السلطان وحريم تابعيه، وحاول عدد كبير من سكان المدينة بمختلف أعمارهم الهروب إلى الميناء، والتجأ جمع غفير إلى كنيسة سانت صوفيا، وغيرها من الكنائس، معتقدين أنهم وجدوا الأمان، وأن الآلهة ستحميهم من عدوان الترك، وأن الملائكة ستنزل من السماء وتجعل العدو ترابا، وأغلقوا الأبواب وتوسلوا إلى الله، ولكن الأتراك حطموا الأبواب واستولوا على كل شىء، واستمر القتل فى اليوم الأول، واستبيحت المدينة ثلاثة أيام».
فى الظهر دخل السلطان محمد الفاتح المدينة من باب «القديس رومانوس» يمتطى صهوة جواده فى موكب حافل يتبعه وزراؤه وقواده وجنوده، وسار فى الشارع المؤدى إلى كنيسة سانت صوفيا، وترجل أمام الباب، وانحنى ووضع حفنة من التراب على رأسه خضوعا لله وشكرا، ودخل إلى الكنيسة فبهرة جمالها وبهاؤها، ثم دخل إلى المذبح حيث قابله رجال الكنيسة وكانوا مختبئين فيها، فأحسن استقبالهم وأكد حمايته لهم، وطلب من المسيحيين الفزعين الموجودين الذهاب إلى مساكنهم آمنين، ثم طلب من أحد الشيوخ أن يؤذن للصلاة فى هذه الكنيسة العظيمة التى أصبحت مسجد أيا صوفيا»، يذكر «صفوت» أن «الفاتح» طاف بالمدينة، وشاهد آيات جمالها وعظمتها، ومر بالقصر الإمبراطورى فهاله مغادرة أصحابه له، وبعث إلى أمراء المسلمين وسلاطينهم ينبئهم بذلك الفتح العظيم، ويقول ابن إياس صاحب «بدائع الزهور»، أنه أرسل إلى مصر بهذا الفتح، فلما بلغ ذلك دقت البشائر بالقلعة، ونودى فى القاهرة بالزينة».
يعتبر الدكتور قاسم عبده قاسم فى كتابه «نظرات فى تاريخ المسلمين»، أن هذا الحدث من «الحوادث القليلة الفارقة فى مجرى التاريخ الإنسانى»، مضيفا : «تحولت القسطنطينية عاصمة المسيحية الشرقية إلى «إسلامبول» أى عاصمة الإسلام، ولم يكن هذا فتحا عاديا لمدينة عادية، كما أنه لم يكن مجرد تغيير فى اسم مدينة، ولم يكن هذا الحدث مجرد تغيير فى اسم جغرافى، وإنما كان تغييرا فى مجرى التاريخ الإنسانى بأسره، إذ أن المدينة التى بناها الإمبراطور الرومانى «قسطنطين الكبير» فى ثلاثينيات القرن الرابع الميلادى لتكون «روما الجديدة»، بعدما أعلن مناصرته للمسيحية، واعترف بها ديانة مرخصة، أى يسمح لأتباعها بممارسة شعائرها وطقوسها علنا دون أن يتعرضوا للاضطهاد، صارت مدينة مسلمة».
يتأسف «قاسم» على أنه «بالرغم من أهمية هذا الحدث فى تاريخ المسلمين، فإن ستارا من النسيان، وربما التناسى قد أسدل عليه ولا يعرف تفاصيله ومقدماته ونتائجه كثيرا من المسلمين من العامة والمثقفين»، يضيف: «بسبب تطورات التاريخ الثقافى السلبية فى أنحاء العالم الإسلامى، ظل هذا الحدث أسير الانحيازات الغربية ضد المسلمين وتاريخهم»، ويعلق محمد مصطفى صفوت، على هذه النقطة، قائلا: «يحاول كثير من المؤرخين الإفرنج المبالغة فى وصف أعمال السلب والنهب والقتل التى قام بها الأتراك العثمانيون فى المدينة الخالدة، ونسبوا ذلك إلى قسوة المسلمين ووحشية فى الأتراك، ونسوا أن هذا روح العصر كله، وأن هذا العصر هو عصر الحروب الصليبية، لم يرتكب الأتراك العثمانيون ما ارتكبه اللاتين الصليبيون حين استولوا على القسطنطينية عام 1204، ويصف البابا «أنسنت الثالث» البلوى التى حلت فى المدينة فى هذه السنة: «أن أتباع المسيح وناصر دينه الذين سفكوا الدم المسيحى الحرام وغرقوا فى بحاره، لم يحترموا الدين ولا السن ولا الجنس فارتكبوا زنا فى وضح النهار وانتهكوا حرمات الكنائس، وسلبوا أيقوناتها وصلبانها وآثارها».  

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مصرع شخص سقط عليه ونش أثناء تواجده داخل سيارته فى طريق الأوتوستراد.. صور

وزير الخارجية: مصر ترى أنه لا أمن ولا استقرار بدون حل القضية الفلسطينية

بزشكيان: تعزيز علاقات إيران وجيرانها بالمنطقة يحمل رسالة سلام للعالم الإسلامي

باريس سان جيرمان يهزم إنتر ميامى برباعية فى حضور ميسى بكأس العالم للأندية

المثلوثى: شيكابالا أفضل لاعب فى مصر وشيفو أعظم شخص تعاملت معه


بعد منافسة شرسة..بيع ممتلكات نابليون بمزاد دار سوثبى بـ 9.6 مليون دولار.. جواربه وملابسه الداخلية تتخطى 155 ألف دولار وقبعته بـ416 ألف.. بيع لوحة بونابرت مقابل مليون دولار.. وكرسى مطلى بالذهب يحقق 470 ألف دولار

الجمارك تحبط محاولة تهريب 3 آلاف دولار داخل "شبشب" فى طرد قادم من المغرب

كايروكى في أقوى حفلة باستاد القاهرة بحضور أكثر من 60 ألفًا.. فلسطين حاضرة بقوة برسائل دعم وصور الشهداء.. غناء أكثر من 26 أغنية منها أغانٍ منذ 12 عامًا.. أمير عيد: إحنا بسببكم عملنا أكبر حفلة بمصر

حمزة المثلوثى: فضلت الخروج من الباب الكبير للزمالك وفوجئت بتفاعل الجماهير

مبادرات غيرت حياة المصريين بعد «30 يونيو».. حياة كريمة المشروع الأضخم لتنمية الريف.. «100 مليون صحة» تعيد الروح للشعب.. المبادرات تبدأ بحديثى الولادة حتى كبار السن.. تمكن الشباب والمرأة وترتقى بالوطن


ليفربول يحتفل بإنجازات محمد صلاح التاريخية فى موسم 2024-25

"كهنوت المرأة ابتداع فى الدين".. رؤية متكاملة تجمع تعاليم الكتاب المقدس بالفكر الأرثوذكسي.. السيدة العذراء صاحبة النموذج فى الخدمة الهادئة.. وهذا دور المرأة المناسب بالكنيسة وأسباب اقتصار الكهنوت على الرجال

خالد إبراهيم يكتب.. زى النهاردة عادل إمام ويسرا يعثران على الذهب فى "جزيرة الشيطان".. 35 عاما على إنتاجه.. مقتبس من الفيلم الأمريكي Wet Gold.. ونادر جلال يقدم "أكشن" جديد وينقل الصراع من البر إلى أعماق البحار

في يومه العالمي.. كل ما تريد معرفته عن التمثيل الغذائي وكيف يستمر طوال اليوم حتى مع النوم.. أبرز الاضطرابات والأمراض المرتبطة بها وأسبابها.. اعرف تأثير المواد والسموم والأدوية.. وأشهر الاضطرابات الأيضية

صراع الكبار فى مونديال الأندية 2025.. باريس سان جيرمان وإنتر ميامي فى لقاء نارى.. ميسي فى مواجهة التحدى والذكريات أمام إنريكي.. وملحمة أوروبية لاتينية بين بايرن ميونخ وفلامنجو لخطف بطاقة ربع النهائى

الخبير الأمنى اللواء أحمد كساب يكشف فى حوار مع"اليوم السابع": الداخلية حطمت شبكة الإخوان الإرهابية بعد 30 يونيو.. الشرطة واجهت إرهاب الجماعة وفق رؤية متطورة.. وتصدينا للشائعات ونشر الإحباط الالكترونى

إخلاء سبيل أحمد السقا فى اتهامه بالتعدى على طليقته مها الصغير بكفالة 5 آلاف جنيه

تداعيات حادث المنوفية.. مجلس النواب يكتسي بالحزن على وفاة 19 فتاة.. بدء الجلسة العامة بدقيقة حدادا على أرواح الضحايا.. نواب يلقون بيانات عاجلة ومطالب بمحاسبة المقصرين.. والحكومة: لن نتهاون مع المهملين

الأرصاد: استقرار بالأحوال الجوية وأجواء شديدة الحرارة وارتفاع بالرطوبة

الأهلي يتسلم 8 ملايين دولار من فيفا ويترقب رد الضرائب الأمريكية فى باقي المستحقات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى