جنيه و "جنية".. من هنا تبدأ حرب الهوية

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

لسيدنا عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، عبارة شهيرة تقول:" أظل أهاب الرجل حتى يتكلم فإن تكلم سقط من عيني أو رفع نفسه عندي"، وفى أيامنا هذه أظل أحترم الرجل حتى يكتب كلمة "جنيه"، التي تشير إلى العملة المصرية الوطنية أساس البيع والشراء والمعاملات المالية بين الناس لتتحول إلى "جنية"، التي تعبر عن تلك المخلوقات الأسطورية السحرية الموجودة في الثقافات المختلفة بصور وأشكال عديدة، وترتبط في الموروث الشعبي بالجن والشياطين وكل ما هو خارق للعادة.

للأسف وصلت اللغة العربية إلى مرحلة صعبة صارت معها كلمة "جنية" في الإعلانات التلفزيونية والملصقات الكبيرة في الشوارع والميادين، واللوحات المضيئة على الطرق السريعة، بل صارت على الملصقات الورقية والكرتونية للمنتجات والأكياس البلاستيك لعبوات المأكولات والمشروبات، لتدلل على أسعار هذه السلع وتلك المنتجات، وهذه جريمة كبرى في حق "العربية" لغتنا الأم، وعدوان صريح على ثقافتنا وهويتنا، لدرجة صرنا معها لا نفرق بين الهاء والتاء، في صورة معتمة قاتمة، باتت نماذجها الخاطئة أكثر تداولاً وشيوعاً من الصحيحة!

من باب العدل والإنصاف، الأخطاء اللغوية والإملائية منتشرة منذ فترات طويلة، وليست لصيقة بهذا الجيل أو الأحيال القريبة السابقة، لكنها مشكلة قديمة، تعود ربما لعشرات السنوات، إلا أن خطورتها زادت مع الانتشار الكبير لوسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، بصورة فاقت كل الحدود، لدرجة ألحظ معها تلك الأخطاء في الأفلام والمسلسلات والبرامج القديمة، تظهر واضحة في العناوين، أغلبها يتعلق برسم الهمزة على بعض الكلمات أو أخطاء التفريق بين الهاء والتاء، لذلك يجب أن نعترف بالمشكلة دون أن نحملها لجيل دون غيره.

مهم جداً أن نواجه أخطاء القراءة والكتابة في لغتنا العربية، وهذه المواجهة تحتاج إلى شجاعة خاصة، نعترف معها بالخطأ، ونبدأ التعلم دون خجل أو مكابرة وعناد، ونبدأ بأنفسنا ونقاط الضعف لدينا، وننقل خبراتنا مع أبنائنا وأسرنا، وأصدقاء العمل وزملاء الدراسة، وندفع مع الجهات المعنية باللغة والثقافة نحو تنظيم حملات توعية، وتوجيه لتصحيح مسار اللغة العربية نطقاً وكتابة.

تصحيح مسار الأخطاء في اللغة العربية، خاصة تلك المتعلقة بالكتابة والإملاء يمكن أن نعلمها بعضنا البعض بسهولة، بلا مشكلات، لكن بشرط أن يكون هذا التعلم دون استعراض أو تعالي أو ممارسة بعض أشكال السخرية وتوجيه الإهانات للمتعلم، لذلك أقول لمن يقرأ هذه الكلمات:" صحح أخطاء اللغة لمن حولك متى استطعت إلى ذلك سبيلاً، دون أن توجه إهانة لصاحب الخطأ، أو تمارس غرورك الإنساني أثناء تعليمه، بل اجعل دائما يد النصح تسبق اللوم والتوبيخ، يا حبذا لو علمته القاعدة والقياس الصحيح، الذى يمنحه القدرة على القياس الصحيح وتلافي الأخطاء، بدلاً من التصحيح العارض الذى يجعله يصحح الخطأ دون أن يفهم المعنى أو المراد.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إصابة شخصين بسبب شرز كهربائى فى كابل ضغط عالى بقرية عليم بالشرقية

كامل الوزير يفتتح مصنعا ويضع حجر أساس آخر لإنتاج ثلاجات وديب فريزر

أبقار إسرائيل تثير المخاوف بعد إطلاقها بشكل عشوائي بالأراضى اللبنانية.. فيديو

ضبط قائد سيارة محملة بأسياخ حديد بارزة معرضا حياته والمواطنين للخطر.. فيديو

مصر تحصد ذهبيتين بمنافسات تحت 19 سنة ببطولة العالم للتتابعات للخماسي الحديث


500 ألف ريال عقوبة الهلال حال انسحابه من السوبر السعودى

موعد وصول وسام أبو علي إلى القاهرة بعد تجميد ملف رحيله عن الأهلي

هشم رأسها ودفنها داخل مزرعة.. ضبط المتهم بقتل زوجته فى الشرقية

أخبار مصر.. موقع اليوم السابع يحصل على حق إعلان نتيجة الثانوية العامة 2025

تنسيق الجامعات 2025.. قائمة الجامعات الخاصة المعتمدة فى مصر


السياحة والآثار ترد بالصور: ركن فاروق آمن وسليم ولم يتعرض لأي حريق أو أضرار

نتيجة الثانوية العامة 2025.. الإعلان بالدرجات على اليوم السابع خلال أيام

مودريتش يحصل على 3 ملايين يورو سنوياً مع ميلان

الداخلية: ضبط 26 سائقا متعاطى للمخدرات بالطريق الإقليمى

تنسيق الجامعات 2025.. جاهزية معامل التنسيق الإلكترونى لكليات جامعة القاهرة

وزير خارجية اليابان يدعو دول شرق آسيا للتعاون لدعم فلسطين

الأهلي يبحث ترضية وسام أبو علي لإغلاق ملف الرحيل فى الصيف

المبعوث الأمريكي: لا ندعم إنشاء دولة منفصلة لـ "قسد" في سوريا

نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. جاهزة على الاعتماد والإعلان

مباشر الميركاتو.. تعرف على آخر أخبار سوق الانتقالات الصيفية حول العالم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى