يسكن فى البيت ثم يخبئ فى أسفل الباب قنبلة الموت

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
أثار الشاعر الكبير فتحى عبد السميع قضية خطيرة، عندما أشار إلى ما كتبه أستاذ جامعى يدرس الأدب العربى، والذى راح يهاجم جميع المبدعين الرموز المجددين فى العصر الحديث ولم ينصف واحدا منهم، من أول بيرم التونسى إلى شعراء قصيدة النثر، مرورا بكل رموز الأدب العربى المعاصرين، ولم ينس أحدا فأخذ فى طريقه صلاح عبد الصبور وحجازى وأمل دنقل ونازك الملائكة وبدر شاكر السياب ومحمد الماغوط وغيرهم الكثير.
 
إن هذا الرجل لم يختلف مع المبدعين، بل اتهمهم بالعمالة للأعداء، والانبطاح للأنظمة، والجهل والسرقة، وتدمير الأدب الأدب العربى، وقلل من جميع شئونهم، وجعلهم أعضاء فىة عصابة وجزء من المؤامرة الكونية على العرب.
 
نشر الأستاذ فتحى عبد السميع بعض كلام الرجل ولم يقل اسمه، فطالبه المثقفون بالاسم، وهنا اختلف المتابعون، البعض رأى أن اسمه ضرورة لأنه يستحق الفضح والإشارة، والبعض الآخر رأى أن عدم ذكره أو حتى ذكر كلامه هو الأفضل، لأننا بالحديث عنه وعن أقواله نمنحه ما لا يستحق.
 
أنا رأيى مع الفريق الأول، وذلك لأسباب منها أن هذ الرجل متخصص فى تدريس الأدب العربى، بالتالى تخيلوا أن هذه الأفكار يقولها لتلاميذ وطلبة وباحثين، يخبرهم بأن الأدب العربى هو ما قاله زهير ابن أبى سلمى منذ نحو ألفين عام، وأن كل ما حدث بعد ذلك هو "هدم لأعمدة البيت" على حد قوله، وهذا كلام خطير سينتج عقولا متراجعة سلفية أصولية لا تؤمن بتجديد وتشك فى كل شيء مختلف.
 
عندما قرأت ما قاله الرجل تذكرت قصيدة أمل دنقل، الذى للأسف كان له نصيب الأسد من الهجوم، أقول تذكرت قصيدته "سفر التكوين" التى يقول فيها:

ورأيت ابن آدم وهو يجن، فيقتلع الشجر المتطاول،
يبصق فى البئر يلقى على صفحة النهر بالزيت،
يسكن فى البيت؛ ثم يخبئ فى أسفل الباب
قنبلة الموت، يؤوى العقارب فى دفء أضلاعه،
ويورث أبناءه دينه.. واسمه.. وقميص الفتن.

هذا المقطع من القصيدة ينطبق تماما على الرجل، فهو يسكن فى بيت الإبداع، لكنه يراه بيتا لا يليق، ويسعى لتدميره، لا يعترف بخيال ولا يرى العالم من حوله وما جرى فيه من تجديد وتحديث.

الموضوع ليس سهلا وصباح اليوم قرأت ما كتبه الدكتور أشرف منصور، أستاذ الفلسفة بجامعة الإسكندرية، الذى راح يتعجب على صفحته على الفيس بوك فيقول "شايف إن التعصب والرجعية واضحين عند شباب فى العشرينات، ودول كان المفروض يكونوا أكثر انفتاحا لكن للأسف طلعوا الأكثر بؤسا" وأقول له يا دكتور يحدث ذلك لأن مثل هذا الأستاذ الحاقد على الأدب والثقافة والتجديد هو من يدرس لهم وبعلمهم.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محمد إمام لأولاد عمته الراحلة: انتوا رجالة وقد المسئولية وكلنا فى ضهر بعض

نقابة المهن التمثيلية تتخذ الإجراءات القانونية ضد ملكة جمال مصر إيرينا يسرى

باريس سان جيرمان يحقق إنجازا تاريخيا بعد التتويج بلقب كأس الإنتركونتيننتال

أحمد فهمى: شخصية يحيى فى 2 قهوة تشبهنى ومرام على موهوبة

تحذير هام من الشبورة المائية.. حالة الطقس اليوم الخميس 18 ديسمبر 2025


من 10 سنوات سجن إلى سنة مع الإيقاف.. مفاجأة فى قضية تزوير توكيل عصام صاصا

مانشستر سيتي يتأهل لنصف نهائي كأس الرابطة بثنائية أمام برينتفورد

لماذا تعجل فيفا فى إيقاف قيد الزمالك؟ السر فى صفقة شيكو بانزا

باريس سان جيرمان يتوج بكأس إنتركونتيننتال على حساب فلامنجو بركلات الترجيح

القضية السابعة.. فيفا يقرر إيقاف قيد نادى الزمالك لـ 3 فترات جديدة


اتحاد الكرة يدعو للالتفاف خلف منتخب مصر ويطلق رؤية 2026 للتطوير

التصريح بدفن جثمان الفنانة نيفين مندور بعد الانتهاء من الصفة التشريحية

قرار عاجل من النيابة فى واقعة وفاة الفنانة نيفين مندور بالإسكندرية

مواعيد مباريات منتخب مصر فى بطولة أمم أفريقيا

رويترز: المملكة المتحدة تعفى حقل ظهر من العقوبات المفروضة على روسيا

اتحاد الكرة: 9 مكاسب فى إسقاط منتخب مصر لنيجيريا قبل أمم أفريقيا

الرئيس السيسي يرحب بتوقيع اتفاق الدوحة للسلام بين الكونغو وتحالف نهر الكونغو

مجدى فكرى يقلب السوشيال ميديا بصور لرجل مختل عقليا.. والفنان يكشف الحقيقة

صفحة منتخب مصر ترحب بمحمد صلاح: الملك فى الوطن

قرار حكومى بالعفو عن باقى مدة العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى