"العبادة المهجورة" فى ظل عصر الحداثة

أحمد التايب
أحمد التايب
بقلم أحمد التايب

في ظل عصر الحداثة والعولمة وسيطرة الحياة المادية على سلوكيات البعض تسود ظاهرة عجيبة ومريبة لأناس أصبح يرون أن "النعمة" تكون فى امتلاك الأبراج والفيلات ودفاتر الشيكات، وموائد الطعام وإقامة الحفلات، وقيادة السيارات الفارهة، متناسين أن "النعمة" ليست في الرفاهية ولا البغددة، إنما هى امتلاء العيّن بما تملك، والاستغناء والاستمتاع بالحلال، وأنها التواضع والكرم والعطاء لا تضخم أرصدة البنوك وامتلاء الكروش والجيوب، وأن تذكرها عبادة أوجبها الله، وتجاهلها نقمة تستوجب عذاب أليم يوم القيامة.

ولا شك أن وسائل الحداثة نفسها نعمة كبيرة من الله عز وجل، فلها من الفوائد الكثير، وغيرت الحياة إلى الأفضل، لكن المؤسف والعجيب أيضا أننا وخاصة في العالم النامى تحولت هذه الوسائل إلى نقمة وأداة هدم لقيم المجتمع والشواهد على ذلك كثيرة، فيكفى مخرجات السوشيال ميديا من فيديوهات البذاءة والاضمحلال الفكرى، والصفحات الوهمية التي تسببت في نشر الفضائح وانتهاك الأعراض، وإدمان البعض لهذا العالم فتقطعت الأرحام، وضيعت بسببها العبادات والصلوات، واتساع آفة نكران الجميل وحالة التهاون والاستهانة من قبل البعض بالثوابت الاجتماعية من قيم  ومبادئ أخلاقية وتقاليد مجتمعية، وللأسف هناك من يمارسها يوميا في حياته وكأنها صفة غير مذمومة بادعاء الشطارة والفهلوة، فلا حياء ولا خجل، إنما بجاحة وتملق، فنجد مثلا أصدقاء تقطعت بينهم صلات الصداقة بعد أن تنكر بعضهم لبعض، ونجد مظاهر مخزية لعقوق والدين.

لذا.. علينا أن نعلم أن ذكر النعمة عبادة، وأن من تمام الشكر أن تشكر من أجرى الله لك النعمة أو الخير على يديه، ففي الحديث القدسى: "عِبَدِيْ! لَمْ تشكرني إِذَا لَمْ تَشْكُرْ مَنْ أَجْرَيْتُ النِّعْمَةَ عَلَى يَدَيْهِ، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "لا يَشْكُرُ اللهَ مَن لا يَشْكُرُ الناسَ" ، ويقول المصطفى عليه السلام: "من صنع إليكم معروفًا فكافِئوه، فإن لم تجدوا ما تكافِئوه فادعوا له حتى ترَوا أنكم قد كافأتُموه".

وختاما.. فقد قال الله تعالى "إِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا" فنعم الله علينا لا حصر لها، وأن تذكر النعم صفةٌ من صفات عباد الله المؤمنين الذين قال عنهم سبحانه: «وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ»،  وأما ما نفعله من سلوكيات وتصرفات وترسيخ مفاهيم ما أنزل الله بها من سلطان فهى كفيلة أن تكون سببا لزوال نعم الله، خاصة فإن الانشغال والانغماس في المباهاة والإسراف والتعالي على الناس تجعلك تتناسى فضائل الله ونعمه عليك فتكون من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا..

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأرصاد: استقرار حالة الطقس حتى منتصف الأسبوع المقبل.. وتحذر من شمس النهار

تشييع جثمان نيفين مندور بحضور المقربين.. صور

التشكيل الرسمي لمباراة الأردن ضد المغرب في نهائي كأس العرب 2025

تصعيد غير مسبوق.. الحريديم يهاجمون حافلة جنود خلال مواجهات فى القدس

كأس العرب.. إلغاء مباراة السعودية والإمارات بسبب سوء الأحوال الجوية


تطورات مفاوضات الأهلى لضم الإيفوارى إبراهيم دياباتى

5 لاعبين على رادار الزمالك فى الشتاء رغم إيقاف القيد.. تعرف عليهم

الطقس غدا.. تغيرات حادة بدرجات الحرارة تفاجئ المدن الجديدة والصغرى بالقاهرة 11

الأرصاد: تغيرات مفاجئة فى حالة الطقس غدا والصغرى تصل 10 درجات ببعض المناطق

"أنا رايح فين أنا راجع تانى" شعار الصفقات بين الأهلى وسيراميكا


كأس العرب 2025.. تأجيل مباراة السعودية والإمارات حتى إشعار آخر

بيان مصر بشأن السودان: هناك خطوطاً حمراء لا يمكن السماح بتجاوزها

الهيئة الوطنية تعلن نتيجة انتخابات المنيا فى الـ 30 دائرة الملغاة

الهيئة الوطنية تعلن نتيحة انتخابات الجيزة فى الـ 30 دائرة الملغاة

الزمالك يوضح موقف محمود بنتايج وعبد الحميد معالى

الحكومة ترد على شائعات تنازل مصر عن أرض بالسخنة لصالح شركة قطرية

الجريدة الرسمية تنشر أحكام المحكمة الدستورية الصادرة بجلسة 6 ديسمبر

مواعيد مباريات منتخب مصر فى أمم أفريقيا 2025 بالمغرب

مواعيد مباريات اليوم.. نهائى كأس العرب 2025 والسوبر الإيطالى

تنبيه عاجل.. أربعينية الشتاء الباردة تضرب مبكرًا والحرارة تنخفض تحت 10درجات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى