الإسكندر الأكبر.. مسيرة القائد المقدونى من تعاليم أرسطو إلى بناء الإسكندرية

الإسكندر الأكبر
الإسكندر الأكبر
كتب محمد عبد الرحمن
تمر، اليوم، ذكرى رحيل القائد المقدونى الإسكندر الأكبر، الإسكندر الثالث المقدوني، إذ توفى فى 10 يونيو عام 323 ق.م، وهو أحد ملوك مقدونيا الإغريق، ومن أشهر القادة العسكريين والفاتحين عبر التاريخ.
 
ولد الإسكندر الأكبر فى منطقة بيلا فى مملكة اليونان القديمة مقدونيا فى 20 يونيو عام 356 قبل الميلاد لوالديه ملك مقدونيا فيليب الثانى والملكة أوليمبيا ابنة الملك نيوبتيليموس، وقد ترعرع الأمير هو وأخته في بلاط بيلا الملكي، وطوال فترة شبابه لم يرَ الإسكندر ذو العيون الداكنة والشعر الأجعد أباه إلا قليلًا، حيث كان أبوه منشغلًا معظم وقته بالحملات العسكرية، وعلى الرغم من أن أوليمبيا كانت تقدم نموذجًا لابنها في القوة، إلّا أن الإسكندر كان يستاء من غياب والده.
 
في عام 343 قبل الميلاد عين الملك فيليب الثاني الفيلسوف أرسطو لتدريس الإسكندر في معبد الحوريات في ميزا، فعمل أرسطو لمدة ثلاث سنوات في تعليم الإسكندر وبعض أصدقائه علوم الفلسفة والشعر والمسرح والعلوم والسياسة، وعندما رأى أرسطو أن إلياذة هوميروس ألهمت الإسكندر ليحلم بأن يصبح محاربًا أسطوريًا، أنشأ له نسخةً مختصرة من الكتاب ليأخذه معه في الحملات العسكرية.
 
أكمل الإسكندر تعليمه في ميزا عام 340 قبل الميلاد، وبعد عامٍ واحد وبينما كان لا يزال مراهقًا، أصبح جنديًا وخرج في أول بعثة عسكرية ضد القبائل التراقية وفى عام 338 قبل الميلاد أصبح الإسكندر مسؤولًا عن سلاح الفرسان المرافق وساعد والده في التغلب على الجيوش الأثينية والثيفية فى خيرونيا، وحالما نجح فيليب الثاني في حملته لتوحيد جميع المدن اليونانية (ما عدا أسبرطة) في رابطة كورنيث انقطعت العلاقة بين الأب وابنه، وبعد ذلك تزوج فيليب من كليوبترا يوريديس ابنة عم القائد أتالوس وطرد أوليمبيا والدة الإسكندر، فأُجبر الإسكندر وأوليمبيا على الهرب من مقدونيا والبقاء مع عائلة أوليمبيا في إبيروس حتى أصبح الإسكندر والملك فيليب الثاني قادرين على حل خلافاتهما.
 
خلف الإسكندر والده، فيليب الثانى المقدونى "الأعور"، على عرش البلاد سنة 336 ق.م، وبعد أن اغتيل الأخير. ورث الإسكندر عن أبيه مملكة متينة الأساس وجيشًا عرمرمًا قويًا ذا جنود مخضرمة. وقد منح حق قيادة جيوش بلاد اليونان كلها، فاستغل ذلك ليُحقق أهداف أبيه التوسعية، وانطلق في عام 334 ق.م في حملة على بلاد فارس، فتمكن من دحر الفرس وطردهم خارج آسيا الصغرى، ثم شرع في انتزاع ممتلكاتهم الواحدة تلو الأخرى في سلسلة من الحملات العسكرية التي دامت عشر سنوات.
 
تمكن الإسكندر خلالها من كسر الجيش الفارسي وتحطيم القوة العسكرية للإمبراطورية الفارسية الأخمينية في عدة وقعات حاسمة، أبرزها معركتي إسوس وكوكميلا. وتمكن الإسكندر في نهاية المطاف من الإطاحة بالشاه الفارسي دارا الثالث، وفتح كامل أراضي إمبراطوريته،وعند هذه النقطة، كانت الأراضي الخاضعة له قد امتدت من البحر الأدرياتيكي غربًا إلى نهر السند شرقًا.
 
في عام 334 ق. م، بدأ الإسكندر بعثته إلى آسيا ليصل في الربيع إلى طروادة، بعدها واجه جيش الملك الفارسي داريوس الثالث بالقرب من نهر جرانيكوس، حيث هزمت قوات داريوس بسرعة. ومع حلول الخريف كان الإسكندر وجيشه قد عبروا الساحل الجنوبي لآسيا الصغرى وصولًا إلى جورديوم حيث أمضوا فترة الشتاء هناك للراحة، وفي صيف عام 333 تقابلت قوات الإسكندر وداريوس مجددًا في معركة إسوس، وبالرغم من أن جيش داريوس كان يتفوق بعدده إلا أن الإسكندر استفاد من ميله لوضع التكتيكات العسكرية لصنع تشكيل هزم الفرس مجددًا وتسبب بهرب داريوس. وفي نوفمبر عام 333 أعلن الإسكندر نفسه ملكًا لبلاد فارس بعد القبض على داريوس واعتباره طريدًا.
 
الحملة التالية على جدول الإسكندر كانت حملته للاستيلاء على مصر، وبعد محاصرته غزة في طريقه إلى مصر استطاع الاستيلاء عليها حيث سقطت مصر من دون أي مقاومة، وفي عام 331 ق. م، أنشأ مدينة الإسكندرية إذ أنشئت لتكون مركزًا للثقافة والتجارة اليونانية.
 
يشمل إرث الإسكندر التمازج الثقافي الذي خلقته فتوحاته، فقد تمكن من خلط الثقافة الإغريقية الهلينية بالثقافات الشرقية المختلفة للشعوب الخاضعة له، كما أسس أكثر من عشرين مدينة تحمل اسمه في أنحاء مختلفة من إمبراطوريته، أبرزها وأشهرها هي مدينة الإسكندرية في مصر، كما أدى إنشاء الإسكندر للمستعمرات الإغريقية الكثيرة في طول البلاد وعرضها، إلى خلق حضارة هلينية جديدة استمرت مظاهرها بارزة في تقاليد الإمبراطورية البيزنطية حتى منتصف القرن الخامس عشر. استحال الإسكندر شخصيةً بارزة في الأساطير والقصص والتاريخ اليوناني والعالمي تقريبًا، حتى قام مقام آخيل، وأصبح المقياس الذي يُحدد القادة العسكريون بناءً عليه نجاح أو فشل مسيرتهم، وما زالت المدارس العسكرية حول العالم تُدرّس أساليبه وتكتيكاته الحربيّة حتى الوقت الحالي.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حكم قضائى غير قابل للطعن.. تعرف عليه

ورطة نتيناهو تنسف وهم "إسرائيل الكبرى".. فشل تمديد استدعاء قوات الاحتياط فى جيش الاحتلال.. ائتلاف نتنياهو يفشل فى تأمين الأغلبية للتصويت على تمديد الخدمة.. انتقادات للحكومة وضباط يرفضون الامتثال للخدمة العسكرية

غد.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة للدور الثانى 2025

محمد صلاح يتصدر تشكيل فانتازى الدورى الإنجليزى للجولة الأولى وغياب مرموش

المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية: الموقف المصرى صلب ضد تهجير الفلسطينيين


الاتحاد يغادر إلى هونج كونج استعدادا لمواجهة النصر فى كأس السوبر السعودي

وزارة التعليم: مسمى جديد لشهادات التعليم الفنى باسم البكالوريا التكنولوجية

محمد الشناوي مرشح لحراسة عرين الأهلي أمام فاركو غداً في الدوري

أبرق قرية ظهرت فيها علامات الإنسان القديم ومخطوطاته قبل التاريخ.. تقع شمال غرب مدينة الشلاتين.. أهم مناطق محمية جبل علبة الشهيرة.. يقع بها أقدم آبار الصحراء الشرقية.. ويعيش بها قبائل العبابدة والبشارية.. صور

ريبيرو في حيرة بسبب مركز الجناح الأيسر في الأهلي.. اعرف التفاصيل


نجوم الفن يدعمون كريم محمود عبد العزيز وزوجته بعد نفيه شائعة الانفصال

حسام حسن رجل مباراة مودرن سبورت والاتحاد السكندرى في الدورى

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى

بدء هدم عمارة هندسة السكة الحديد بميدان رمسيس لتوسعة كوبرى أكتوبر.. إنشاء موقف متعدد الطوابق للقضاء على العشوائية وإزالة كافة الأكشاك والمحال المنتشرة بالميدان.. وتجهيز مول تجارى ومكاتب إدارية بديلة.. صور

قرار مهم لوزير التربية والتعليم بعد قليل

خطوات جديدة بعملية إعادة التوازن البيئى لبحيرة قارون.. إنزال كميات من يرقات الجمبرى.. تزويد البحيرة بـ 5 ملايين وحدة جمبري.. والتحسن النسبي في مياه البحيرة ساهم في النمو السريع لليرقات في الموسم الماضى.. صور

تفاصيل سقوط 3 شباب طاردوا فتيات بسياراتهم على طريق الواحات.. القصة بدأت بمعاكستهم فى كافيه وانتهت بحادث مروع.. أم الضحية: أي فلوس مش هتعوض بنتي.. القانون صنف الأفعال كجريمة تحرش.. وعقوبات قاسية تنتظر المتهمين

طقس شديد الحرارة غدا ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 درجة وأسوان 49

ترتيب الدورى المصرى قبل انطلاق الجولة الثانية.. المصرى في الصدارة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى