لماذا تحرق نار الإرهاب المدنيين بأفريقيا؟.. دراسة: "الترهيب للسيطرة" فى مقدمة دوافع عنف المتطرفين ضد المدنيين.. القارة شهدت زيادة مطردة في استهدافهم عام2021.. والعنف نتيجة ضعف الهياكل التنظيمية للجماعات المسلحة

الإرهاب
الإرهاب
كتبت: إسراء أحمد فؤاد

يحرق الإرهاب فى القارة الأفريقية الأخضر واليابس، ويقع الكثير من ضحاياه بين صفوف المدنيين لاسيما النساء والأطفال، ويأتى حادث الصومال الأخير فى الـ 11 من يونيو، والذى وقع داخل مطعم شعبى خير مثال على قتل المدنيين، حيث أسفر تفجير عبوة ناسفة فى مطعم شعبى عن مقتل 6 وجرح 8 من المدنيين، وتبنته مليشيا الشباب الصومالية.

ترى دراسة نشرها المركز الأفريقى للدراسات والبحوث، أن الدوافع وراء عنف الجماعات المتطرفة فى أفريقيا ضد المدنيين تختلف بحسب العوامل المتعلقة بكل منطقة - مظالم الجماعات الخارجية، والترهيب للسيطرة على المنطقة، والرد على الردود الأمنية القاسية - التى تتطلب تحسين التخفيف على المستوى المجتمعى والتحلى بالاحترافية العسكرية.

ووفقا للدراسة فإن القارة السمراء، تشهد زيادة مطردة فى عنف المتطرفين على مدى العقد الماضي. وقد اتسم هذا التصعيد فى السنوات الأخيرة بتصاعد أعمال العنف التى تستهدف المدنيين. فى عام 2021، كانت ربع الهجمات ذات الصلة بالمتطرفين مستهدفة المدنيين. هذا بالمقارنة بنسبة 14% فى عام 2016.

وبحسب الدراسة المنشورة حديثا، تباينت وتيرة الهجمات ضد المدنيين فى الساحات الخمس الرئيسية لعنف المتطرفين فى إفريقيا – وهى مناطق الساحل والصومال وحوض بحيرة تشاد وشمال موزمبيق وشمال إفريقيا – مما يؤكد الدوافع والإستراتيجيات المتمايزة لهذه المجموعات.

ووفقا للدراسة من يستهدفون المدنيين يفعلون ذلك عادةً فى بيئات الصراع متعددة الأطراف التى تتميز بالمنافسة الشديدة والعداء الشديد بين الجماعات. كما أن العنف ضد المدنيين نتيجة ضعف الهياكل التنظيمية بين الجماعات المسلحة. يرتبط عدم قدرة قيادة الجماعة المتطرفة على التحكم فى سلوك مقاتليها ارتباطًا وثيقًا بمستويات أعلى من العنف ضد المدنيين.

 

تصاعد ظاهرة إيذاء المدنيين فى منطقة الساحل

ووفقا للدراسة، شهدت منطقة الساحل تصعيدًا سريعًا فى عنف الجماعات المتطرفة ضد المدنيين فى السنوات الأخيرة. فى عام 2017، شكلت الهجمات على المدنيين خُمس جميع أعمال العنف فى جبهة الساحل (38 من أصل 187  حدثًا عنيفًا مسجلًا). وصلت هذه النسبة إلى 42 % فى عام 2021 (833 من 2.005). يجعل هذا منطقة الساحل المنطقة التى تشهد أعلى مستويات عنف المتطرفين الإسلاميين الذى يستهدف المدنيين فى جميع أنحاء القارة، ويشكل 60 % من جميع أشكال العنف ضد المدنيين فى إفريقيا.

وفى الصومال، شاركت حركة الشباب على مدار تمردها فى الصومال إلى حد كبير فى كمائن وهجمات معقدة ومعارك مع قوات الأمن الحكومية وغير الحكومية وقوات الاتحاد الأفريقي. وبدرجة أقل، فإن الحركة تستخدم الانتحاريين وتنشر العبوات الناسفة وتنفذ اغتيالات تستهدف مسؤولين حكوميين ومدنيين كأداة للترهيب.

كما تفرض عقوبات قاسية على المدنيين الذين ينتهكون القانون التابع للجماعة المتطرفة. تهدف هذه الهجمات إلى حد كبير إلى السيطرة على الأراضى والتأثير على المواجهات مع القوات الحكومية والإقليمية. ولا يُنظر إلى القسوة الشديدة التى تمارسها هذه القوات على نطاق واسع على أنها تصعيد لعنف حركة الشباب ضد المدنيين.

وشهدت السنوات الأخيرة زيادة فى حوادث معارك حركة الشباب مع قوات الأمن، والتى شكلت ما يقرب من ثلاثة أرباع جميع الأحداث فى الصومال. ومع ذلك، لا يزال العنف ضد المدنيين مستمرًا ليمثّل حوالى 13% من نشاط حركة الشباب العنيف. يبدو أن الهدف من هذا العنف هو عزل الحكومة عن المجتمعات عن طريق الحد من الدعم المجتمعي. على سبيل المثال فى شمال شرق كينيا، استهدفت حركة الشباب المعلمين المسيحيين، والعاملين بالرعاية الصحية والعاملين بالإدارة العامة وعمال البناء لإجبار هؤلاء المهنيين على المغادرة بأعداد كبيرة .

كما كان الحال طوال 15 عامًا من تمرد حركة الشباب، لا تزال الجماعة تمارس أنشطة مميتة فى الصومال، وقادرة على إفساد المجال السياسى من خلال استغلال الصراع بين العشائر والفصائل السياسية فى الصومال. على الرغم من معاناتها من عدة انتكاسات عسكرية وانقسامات داخلية بين الحين والآخر، أثبتت حركة الشباب قدرتها على إعادة تجميع صفوفها والتطور التكتيكي، ومن خلال كل ذلك تحقيق الازدهار المالي. استمرت هذه الاتجاهات حتى عام 2021 مع استمرار حركة الشباب فى حملتها من التفجيرات الانتحارية وهجمات العبوات الناسفة ضد أهداف حكومية ومدنية فى مقديشو والأهداف الحكومية الكبرى فى الصومال.

وخلصت الدراسة إلى أنه يجب أن تتوافق الدعوات إلى تصحيح المسار مع الخصائص والمتطلبات المحلية. ولكن بالنظر إلى تطويع العنف ضد المدنيين من قبل الجماعات المتطرفة لخدمة أهدافها، فإن هناك حاجة إلى إعادة تقييم هذه الردود الأمنية وإعادة توجيهها.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلى يجهز بدائل "عادل وفيصل" فى صفوف اليد

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 8 - 7 - 2025 والقنوات الناقلة

جلسة مرتقبة فى الزمالك مع لاعبى العقود المنتهية فى صفوف اليد

وزارة الطيران: تأخر محدود في إقلاع الرحلات لعطل بشبكات الاتصالات والإنترنت

إشادات بأغنية "ماليش بديل" للهضبة.. امتداد لأغانى عمرو دياب فى الماضى


تجدد اشتعال النيران في مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تحاول السيطرة.. صور

مانشستر سيتي يواجه باليرمو وديا احتفالا بذكرى تأسيس النادي الإيطالي

بعد عام على استشهاده فى غزة.. العثور على رفات اللاعب رامز الكفارنة

الصحة تعلن أرقاما بديلة للإسعاف فى بعض المحافظات بعد تعطل الخط الساخن 123

إيفرتون يعلن تجديد عقد إدريسا جانا جاى حتى صيف 2026


"تنظيم الاتصالات": تعويض العملاء المتأثرين بتعطل الخدمة بعد حريق السنترال

حين انتصرت الشعوب على الهيمنة.. دول تحدّت الطاعة العمياء لأمريكا وفضّلت مصلحة مواطنيها.. رفضت مقايضة الكرامة الشعبية بالرضا الغربي تمسكا بالقرار السيادي.. وأكدت: واشنطن لا تملك وحدها مفاتيح الشرعية

ترامب يفرض رسوما جمركية بقيمة 25% على منتجات وسلع كوريا الجنوبية واليابان

أخبار مصر.. الطقس غدا شديد الحرارة وشبورة والعظمى بالقاهرة 37 درجة

تعليمات دخول حفل أنغام فى مهرجان العلمين الجديدة بدورته الثالثة

ياسر حفني: ذهبيتا نهائي كأس العالم إنجاز تاريخي.. ولاعبينا لديهم المزيد

القلعة الحمراء تمنح أعضاء الأهلي عرضا خاصا لتخليد أسمائهم على جدران الاستاد

لجنة اعتماد تراخيص الأكاديميات تعقد اجتماعها الأول

غياب الزمالك عن جلسة استماع شئون اللاعبين باتحاد الكرة في شكوي زيزو

الأهلى يتسلم الاستغناء الخاص بياسين مرعي من فاركو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى