"الكل يقدر يخلف.. قليل اللى بيبقى أب".. الأبوة وظيفة حقيقية تبنى المستقبل

سما سعيد
سما سعيد

رب الأسرة.. هذا ما كان يتم إطلاقه على الأب منذ عقود قليلة، فهو الحامى والمهتم بأسرته من خلال التربية والتعليم والإدارة لبيته، وظيفة الأب كانت وما زالت تنحصر فى كونه الواجد لهذه الأسرة والمؤتمن عليها، والقائد الحقيقى فى سبيل تحقيق أفضل إمكانيات بيته، وتوفير كل متطلبات الحياة لكى يكون منزله مؤمنا من كل شيء، فماذا تغير فى العقود الأخيرة؟.

للأسف أصبحت النظرة للأب تتمحور حول التمويل، وفى كونه العائل المادى لتلك الأسرة، ولا نعنى بذلك إطلاق الحكم على كافة الآباء فى المجتمع! بل فى وجود شريحة كبيرة من الآباء التى تعمل على تحسين الوضع المادى والاجتماعى لأسرتها عن طريق بذل المزيد من الأعمال والانشغال لتجميع أكبر قدر من المال لتحسين الحالة المادية والوصول لمستوى اجتماعى مرموق للأسر، مما أدى لضياع وقت كبير كان ينبغى أن يقضى مع الأسرة منذ النشأة وحتى مراحل التكوين الأساسية للشخصية، ما يعد استغناء عن جزء كبير من التربية وتركه للمجتمع، الذى هو بدوره متغير من حيث القيم والمبادئ التى تتغير من وقت لآخر، وتحولات الثقافة التى أصبحت مفتوحة وتتقبل أى ثقافة دخيلة وممارستها بداخل المجتمع، ليتحول الدور الرقابى للأب إلى دور منقوص أو مهمش، وذلك لاهتمامه بنواحى أخرى من أجل مصلحة الأسرة، فأصبح بالنسبة لهم بنكا متحركا يأتى بالأموال فقط، مما قد يجعله ليس مصدرا للاحتياج إلا للنقود ولا مصدر للأمان لأنه غير موجود.

ولا يعنى هذا التقليل من شأن الأب، فهو يسعى ولكن من وجهة نظره، فالمجتمع أصبح يفرض الوضع الاجتماعى والمادى أكثر من فرضه للوضع الأخلاقى والقيمى بشكل كبير، ولا يعنى ذلك الإساءة للمجتمع بوصفه "كائن حى" يتغير ويتشكل تبعاً للمستجدات والتغيرات الحادثة فى كافة القطاعات، خاصة مع السوشيال ميديا التى جعلت كوكب الأرض غرفة صغيرة يتداول فيها الميول والاتجاهات والأفكار بشكل صاخب وصريح.

بل يمكن تحديد المشكلة فى نقاط أساسية، وكل طرف فيها يصبح مسئولا مسئولية مشتركة مع غيره فيها، فأهم نقطة هى انشغال الأب عن أبنائه، وأيضاً انشغال الأبناء عن آبائهم وترك أنفسهم فريسة لتغيرات عديدة تغير وتشكك فى كل ما تعلموه فى نطاق اسرهم، وأيضاً المجتمع وقدرته على امتصاص الأفكار الجديدة دون تنقية من أى شوائب تتعارض مع العرف والأخلاق والدين أحياناً، وأيضاً الثقافة وكون نطاق قوتها أصبح محصوراً فى النقد وليس الإبداع والتوجيه الحقيقى لما يفيد وينفع.

فدعم دور الأب مهم ووظيفته الأساسية هى بناء أسرة صالحة تنشأ على خلق واحترام له هو والأم أيضاً، وليست مجرد أسرة هشة تنهار مع أول مشكلة تواجههم نتيجة التباعد بينهم على مدار السنين وبتراكم الإهمال واللهث حول متطلبات الحياة فقط.

 فيبقى الأب العامل الأساسى والجزء الأهم لتكوين أى مجتمع أو ثقافة أو حتى شخصية يقع طمن طائلة، فالأب هو الوحدة المركزية والأساسية فى كل ما سبق، وبفضل توجيهه وتعليمه لأبنائه قواعد الاختيار والخطأ والصواب هى الأهم فى كل ما ذكرناه.

للأسف يلجأ بعض الآباء إلى تفويض صلاحياتهم للأم، التى بدورها تحاول بقدر استطاعتها، ولكن فى ظل غياب القدوة الحقيقية، يصبح الأمر بمثابة نزاع أو تقسيم سلطات ما يلبث أن يؤثر على الأسرة ككل، ولا نعنى الانتقاص من دور المرأة، فهى أحياناً ما تقوم بوظائف الأب كاملة نتيجة لظروف طبيعية، تثبت فيها جدارتها على حسن تدبير الأمور، وحسن التربية.

مما يوضح أن الأب وظيفة أسرية، ذات طبيعة حساسة ومركزية، فيستطيع الجميع أن يكون أبًا بيولوجياً، ولكنه لا يستطيع أن يكون أباً بالمعنى الحقيقى للكلمة، أى بتحمل المسئولية والقيام بالنصح والإرشاد، والعمل على توفير أكبر قدر من الراحة لأبنائه، وتعليمهم القيم الحقيقية فى ظل وجود الكثير من القيم الزائفة، فكثير يستطيعون الإنجاب، وقليلون من يستطيعون التربية واستحقاق كلمة أب.

 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلى يتعاقد مع عمر قنديل لتدعيم فريق التنس

البلاط السلطاني يعلن وفاة حماة السلطان هيثم بن طارق

التعادل السلبى يحسم مباراة العين ضد عجمان فى الدورى الإماراتى

الوحدة ضد الجزيرة.. محمد الننى على رأس التشكيل الرسمي لقمة الدوري الإماراتي

رسميًا.. المجلس الأعلى للإعلام يتلقى شكوى الزمالك ضد إعلان "اتصالات"


شاهد فرحة الحجاج المصريين لدى وصولهم مدينة رسول الله.. فيديو وصور

مكافأة 10 ملايين دولار.. أمريكا ترصد هدية لمن يدلى بمعلومة عن حزب الله

الموساد يكشف عن 2500 وثيقة وصورة وممتلكات للجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين

جهاز الأهلي يحذر لاعبيه من قوة فاركو ويذكرهم بدوري "سيد عبد النعيم"

مقترح الرابطة يمنح قبلة الحياة لـ3 أجانب فى الأهلي قبل مونديال الأندية


بعد أن فقد وعيه.. طائرة تقل 200 راكب تسافر من ألمانيا لإسبانيا بدون طيار

النيران تطارد كريم عبد العزيز في مشروع x بسبب هنا الزاهد.. اعرف الحكاية

مقتل إنفلونسر كولومبية بالرصاص خلال تسلمها شوكولاتة من "رجل ديلفرى"

400 فرصة متاحة.. فتح باب التطوع لخدمة الحجاج بالحرمين.. اعرف التفاصيل

"قاصد الحرمين الشريفين".. مبادرة لإرشاد ضيوف الرحمن خلال موسم الحج

التحريات بسرقة الدكتورة نوال الدجوي: أحد المترددين على الفيلا وراء الواقعة

النيابة تحقق فى سرقة ملايين الدولارات من مسكن الدكتورة نوال الدجوى بأكتوبر

أمن الجيزة يفحص مشتبه بهم لكشف هوية المتهم بسرقة مسكن الدكتورة نوال الدجوي

فحص كاميرات المراقبة لكشف هوية المتهم بسرقة مسكن الدكتورة نوال الدجوي

ماذا كتب الجاسوس الإسرائيلى إيلى كوهين فى وصيته قبل إعدامه بساعات؟

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى