شهوة الكلام في مجتمع التريند

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

القتل فعل بشري مرتبط بحياة الإنسان على وجه الأرض، وسيظل موجوداً، بل ويتزايد ارتباطاً بمعدلات النمو السكاني، واتساع دائرة التخلف الثقافي والحضاري من مجتمع لآخر، ولعل قصة هابيل وقابيل، التي أوردها القرآن الكريم في سورة المائدة، كأول قضية قتل في تاريخ البشر، تؤكد أن شهوة المعصية ودوافع الجريمة موجودة في كل عصر، ومرتبطة بالتكليف والالتزام بالمنهج الرباني، الذي جاءت به كل الرسالات السماوية "افعل ولا تفعل"، الصواب والخطأ، الخير والشر..

"إيزيس وأوزوريس" هي أشهر أسطورة ترويها الآثار المصرية القديمة، التي تشير إلى أن "ست" شقيق أوز وريس قتله من أجل اغتصاب الحكم، وقطع جسده إلى 42 جزءًا، ووزعها على أقاليم مصر المختلفة، وهذا دليل دامغ على العنف، الذي هو   صناعة بشرية خالصة، كما أن التاريخ العربي والإسلامي مملوء بمئات القصص للقتل والعنف، فقد قطعت رأس عبد الله ابن الزبير، وأُرسِلت إلى عبد الملك بن مروان، وصلب الحجاج بن يوسف بدن ابن العوام بمكة، لذلك الجريمة قديمة وموجودة بكل أشكالها وصورها وليست جديدة أو   وليدة الألفية الثالثة.

قصة طالبة المنصورة التي قتلها زميلها أمام أبواب الجامعة، مفزعة وبشعة، وتعيدنا إلى عصور الوحشية الأولى، التي كان القتل فيها مشاعاً، لكنها تبقى وتظل حالة فردية في مجتمع الـ 100 مليون مواطن، الذي مازال ينعم بالكثير من الاستقرار والحب، فلو أن معدل جرائم القتل في مصر 1 في كل مليون فنحن نتحدث عن 100 جريمة قتل يومياً، فالجريمة موجودة بصور وأشكال مختلفة، لكن السبب في ذيوعها وانتشارها يعود إلى السوشيال ميديا والذيوع الكبير الذي حققته، وثقافة اللايف، والبث المباشر، الذي جعلها على الهواء مباشرة.

الموضوع لا يرتبط فقط بثقافة الزحام، بل له أبعاد تتعلق بعادات المجتمع، والتقاليد البالية، وشيوخ التطرف، ونظرة المجتمع للمرأة، التي أرى أنها مازالت تحتاج إلى الكثير   من التغيير، بداية من تفكير   المرأة في ذاتها، مروراً بالتربية والتعليم، وصولا إلى التمييز الإيجابي لتحصل على حقوقها كاملة، وتنال التقدير المستحق من المجتمع، دون أن تتحول إلى موضوع للشهوة أو فريسة للذئاب والمتحرشين.

أتصور أن شهوة الكلام، والسعي نحو صدارة المشهد، والحضور لدى الرأي العام أصعب مشكلاتنا وأعقدها في الوقت الراهن، فالبعض يندفع نحو التحريض على الجريمة أو تدشين عبارات وألفاظ وأحكام فاسدة، عبر  وسائل التواصل الاجتماعي بدافع من اللايك والشير   وملايين المشاهدات، وباتت مصدراً لا بأس به من العملات الصعبة، حتى ترك بعض أساتذة العلوم الشرعية مواقعهم في الجامعات، وتفرغوا   للتعليق على قضايا الرأي العام، ليسقطوا في فخ التطرف،  ونرى  مستويات التطرف في عقولهم، لذلك لا بد أن يتحرك القانون ويكون له دور فاعل في مواجهة فوضي السوشيال ميديا، وكل يحاسب على قدر الجرم الذى ارتكبه، وما نشره من فتنة وفوضى على أسماع الملايين.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رالف فاينز أحدث المنضمين لفيلم Hunger Games: Sunrise on the Reaping

عرض سائق تسبب فى مصرع مواطن بالحلمية على الطب الشرعى

13 معلومة شرعية لسلامة أضاحى العيد.. الإفتاء توضح شروط الأضحية وطريقة التعامل معها.. وتؤكد: من يلقى مخلفات الذبح فى الشوارع آثم.. ويُشترط فى آلة الذبح أن تكون قاطعة.. ويجب توافر نيّة التضحية

الكبش العملاق.. أكبر خروف فى أسواق الإسكندرية وزنه 120 كيلو (فيديو)

الزمالك يتواصل مع جوميز تجنباً لإيقاف قيد جديد للنادى


عبد الله حسن وشريف حمدان يتعاونان مع لبلبة في عمل غنائي لأصحاب الهمم

استجواب 4 متهمين غسلوا 50 مليون جنيه وأخفوا أموالهم فى العقارات والسيارات

إمام عاشور من داخل أحد المستشفيات: الحمد لله على كل شىء (صورة)

الزمالك يعود إلى تدريباته اليوم استعداداً لمواجهة بتروجت

موعد مباراة نهائى كأس مصر للكرة النسائية بين الأهلى ووادى ودجلة


بعثة بيراميدز تصل جنوب أفريقيا استعدادا لمواجهة صن داونز.. صور

بالأسماء.. قائمة ضيوف شرف فيلم المشروع x بطولة النجم كريم عبد العزيز

محمد رمضان مدافعا عن نجله: الأطفال قالوله أنت أسود زى أبوك وأتعرض لاضطهاد 11 سنة

"القابضة للأدوية": مصر تنتج حوالى 92% من احتياجاتها من الدواء

النصر ضد الخليج.. شوط أول سلبي في مواجهة الدوري السعودي

"أصحابه حاولوا ينقذوه وفشلوا".. غرق طالب بالمرحلة الإعدادية فى النيل بدسوق

بلاغ يتهم شيرين عبد الوهاب بالإساءة لمدير صفحاتها في الشيخ زايد

بعد حذفه بيان الانفصال.. مها الصغير تحذف بوست ردها على أحمد السقا

إنهاء إجراءات الإفراج عن المخرج عمر زهران بعد قضائه نصف المدة

البحوث الفلكية تكشف موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى